سمنة في الصغر...وضعف جنسي في الكبر...!!

[الادعاصم@]

هذا بحث في دولة الكويت
ملف أعده - أيمن عبدالعزيز:
/ سمنة الأطفال إلى أين? ما حجم التداعيات الناجمة عن تفشي السمنة بينهم? هل أطفالنا دخلوا دائرة الخطر بعدما أصبحت الكويت عاصمة السمنة حين يتخرجون من الجامعات أو يحتلون وظائف?
وما الحل الأمثل أو الحل الأولي لمكافحة سمنة الأطفال? هل يقع الأمر أو المسؤولية على الآباء وحدهم? هل المدرسة مسؤولة أم الإنترنت والفضائيات وألعاب الكمبيوتر وغيرها من وسائل الترفيه?
وما التداعيات الطبية التي لا يمكن أن تصيب الأطفال من جراء السمنة? عشرات الأسئلة بل مئات الأسئلة يطرحها هذا الملف الخطير الذي تعده »السياسة« وتنشره على حلقات من خلال لقاءات وشهادات حية مع مقيمين ومواطنين وأطباء وخبراء تغذية وأصحاب مراكز رياضية مازلوا يؤكدون تراجع الاهتمام بمكافحة السمنة عن طريق الرياضة.
في الحلقة الثانية يطالب خبير التغذية أحمد السيسي بأهمية إجبار شركات التغذية في الدول العربية وكذلك الشركات التي تستورد منها المواد الغذائية على ذكر إجمالي السعرات الحرارية على أي منتج غذائي ليكون مرشداً للآباء وهم يقدمون الأغذية لأطفالهم.
وقال الدكتور السيسي: إن تحقيق مثل هذه الخطوة سيلعب دوراً كبيراً في نشر توعية صحية بات الطفل العربي في أمس الحاجة إليها لاسيما بعد نجاح حميات السعرات الحرارية التي أسفرت عن نتائج إيجابية مهمة: وقال الدكتور السيسي: إن هناك الكثير من الأمور الأخرى على أولياء الأمور اتباعها من أجل وقف زحف السمنة على أجساد أطفالهم, وتناول الدكتور السيسي طبيعة المواد الغذاذية الضارة التي يتناولها الطفل يومياً سواء في مدرسته أو أثناء وجوده خارجها مع أسرته وقال: إنها تضم 4 أقسام رئيسية هي: عشرات من المواد الضارة يتناولها الطفل يومياً وتتمثل في:
أولاً: أنواع البسكويت المحشوة بالدهون المتحولة وقد ثبت ان هذه الدهون مادة مسرطنة.
ثانياً: مادة الاكريلاميد الموجودة في البطاطا المقرمشة.
ثالثاً: المكملات الغذائية الضارة التي تشتمل على مواد حافظة ومواد ملونة ومواد محسنة للطعم.
رابعاً: المشروبات الغذائية بكل أنواعها.
وهنا نص الحوار الذي يغطي الجزء الثاني من الملف.
\ المسنة تزحف على أجساد أطفالنا ونحن نقف مكتوفي اليدين, هل يوجد حل ناجع لها لاسيما ان الكويت باتت تحتل مكانة مهمة وأصبحت عاصمة السمنة العربية?
/ لقد حاولنا مع الآباء كثيراً وتحدثنا في مصر والكويت حول تعليمات أولية يمكن من خلال اتباعها التقليل من معدل انتشار السمنة ولكن للأسف مازال البعض يتصور ان حرمان ابنه من الطعام أو عدم تلبية رغباته في تناول الحلويات يعد نوعاً من البخل وهو أمر غريب, لأن الآباء لا يدركون إما عن جهل وإما عن وعي منقوص أو معلومات خطأ تداعيات المسنة على أطفالهم مستقبلاً, ومن الغريب ان البعض يظن ان السمنة تعني تعبيراً عن الجاه والثروة والحياة الميسورة وهم لا يدركون انه في بعض حالات السمنة يصاب الأطفال بالأنيميا, ومن البديهي ان نعرف ان هناك وسائل لتجنب الإصابة بالسمنة من خلال التغذية السليمة وتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة بانتظام مع التعامل بشيء من الحزم بالنسبة للوقت الذي يقضيه الطفل يومياً أمام التلفزيون أو الكمبيوتر أو في اللعب بألعاب الفيديو.
وعلى الآباء أيضاً أن يقدموا قدوة لأطفالهم من خلال تناول وجبات خفيفة ودعوتهم لمشاركتهم وأن يحببوهم منذ الصغر في الفواكه والخضراوات الطازجة, والعصائر الطازجة, والزبادي والجنبة قليلة الدسم.

وباء العصر
\ هناك دول اتخذت إجراءات صارمة فلم لا نطبق ذلك في بلادنا العربية?
/ تعتبر السمنة وباء العصر وقد حظيت بمفردة مهمة في الولايات المتحدة واعتبرت مشكلة قومية بعدما أثرت تداعياتها في الكثير من الأمور ومنها الشأن الاقتصادي لدرجة انها تكلف الميزانية الفيدرالية فوق ال¯ 2 مليار دولار فضلاً عن قائمة طويلة من الأمراض بعضها بدا يغزو أجساد الأطفال الأميركيين, وقد دقت مراكز الأبحاث ناقوس الخطر واستجابت بعض الولايات ووصل الأمر إلى أعلى الجهات التشريعية من خلال حرب بين شركات التغذية والمستهلك وجمعيات حماية المستهلك التي اتهمت شركات التغذية والمطاعم بالثراء على حساب أجساد أطفالنا, وهناك 31 في المئة من الأطفال بين 6 سنوات و19 سنة من زائدي الوزن ارتفعت إلى 35 في المئة حسب بيانات 2006 بمعدل زيادة غير طبيعي بلغ 4 في المئة خلال عامين, وقد أكدت دراسات أجرتها الحكومة الأميركية ان البدانة أصبحت خطراً كبيراً يهدد صحة الشعب الأميركي, وان معدلات الوفاة بسببها تقترب من معدلات الوفاة بسبب التدخين.
وتشير التقارير إلى أن الأنظمة الغذائية السيئة, بما في ذلك العادات التي تؤدي للبدانية, تسببت في مقتل 400 ألف أميركي في عام ,2000 أي ما نسبته 16 في المئة من إجمالي عدد الوفيات.
وبذلك فإن البدانة تعد السبب الثاني لوفاة الأميركيين بعد التدخين الذي تسبب في وفاة 435 ألف أميركي خلال العام ذاته, بما يعادل 18 في المئة من عدد الوفيات.
وبمقارنة الأرقام الحالية بإحصائيات عام ,1990 يتضح ان الفجوة بين البدانة والتدخين كسببين للوفاة في الولايات المتحدة, تضيق باستمرار.

المنع يبدأ من المدارس
\ وكيف كان التصرف الحكومي أو الأهلي حيال هذه الأرقام?
/ كما أسلفت الكثير من الولايات اتخذت قرراً صارماً بمنع الكثير من المواد الغذائية في المدارس ومنها المشروبات الغذائية أو أي حلويات تتضمن ولو نسبة ضئيلة من الدهون المتحولة.
\ ولكن يقال إن المشروبات الغازية ليست المسؤولة بشكل مباشر عن السمنة?
/ نحن لا نقول إنها المسؤولة بشكل مباشر لكنها تشكل أهم العوامل لما تحتويه من مواد سكرية, وحين نقول المشروبات الغاذية فإننا نقصد الأطفال تحديداً لأنهم في لحظة ما يدمنون مثل هذه المشروبات وبالتالي نضيف المزيد من الدهون وسعرات حرارية فوق حاجة جسمهم.
\ وماذا يأكل أطفالنا في المدارس?
/ عشرات من المواد الضارة يتناولها الطفل يومياً وتتمثل في:
أولاً: هناك بعض أنواع البسكويت المحشوة بالدهون المتحولة وقد ثبت ان هذه الدهون مادة مسرطنة ولها تداعيات كبيرة على صحة الطفل وحين يكبر أيضاً.
ثانياً: مادة الاكريلاميد الموجودة في البطاطا المقرمشة وسبق وتناولتها »السياسة« بالتفصيل وهي أيضاً مادة مسرطنة فوق ما تزوعه البطاطا من دهون.
ثالثاً: المكملات الغذائية الضارة التي تشتمل على مواد حافظة ومواد ملونة ومواد محسنة للطعم وكلهات مواد ثبتت أضرارها على الكبار والصغار.
رابعاً: المشروبات الغذائية بكل أنواعها التي تقدم للأطفال في كل مدرسة فضلاً عن بعض أنواع العصير الجاهز بموادحافظة وملونة.
\ وماذا يمكن أن نفعل من أجل تقديم معلومات صحيحة للآباء من أجل وقف زحف السمنة?
/ أمامنا نموذج مهم جداً والحديث عنه منذ 4 سنوات وهو أن تقوم شركات إنتاج المواد الغذائية التي تتوجه لدغدغة مشاعر الطفل تحديداً بتحديد كمية السعرات الحرارية على المنتج, وهنا سيدرك الأب أو الأم ماذا يأكل ابنه وفي وقت لاحق سيتعلم الأبناء وقد يؤدي ذلك الأمر إلى قيامهم بمقاطعة الكثير من المنتجات التي تتضمن المزيد من السعرات الحرارية.
وسبق وطلبت الإدارة الأميركية من صناع الأغذية أن يكونوا أكثر صراحة فيما يتعلق بالسعرات الحرارية التي تحتويها الأغذية والمشروبات التي يستهكلها الأميركيون بكثرة لمساعدة المستهلكين على تقدير السعرات الحرارية التي يتناولونها بسهولة أكثر, ونحن هنا نود البدء بأغذية الأطفال كمرحلة أولى لمكافحة حقيقية ضد السمنة.

ضعف جنسي
\ هل صحيح ان إصابة الأطفال بالسمنة في صغرهم يعني إصابتهم بالضعف الجنسي في مرحلة لاحقة?
/ الأمر بسيط جداً ويجب أن ندرك الأمر بالمنطق لا من خلال الأطباء, فالسمنة لدى الفتاة تعني دهون على المبيض تقلل من الخصوبة, وبالتالي يحصل عقم عند النساء كما أن تكدس الشحوم في منطقة البطن يعيق جهاز الإخصاب في مجمله.
\ وبالنسبة للرجل?
/ الرجال يصابون بضع فجنسي لأن زيادة الدهون في الجسم تقلل من كفاءة عمل الهرمونات المسؤولة عن الخصوبة عند الرجال, وتعمل كذلك على إضعاف حركة الحيوانات المنوية ولوحظ ان الرجال الذين كانوا يكثرون منذ طفولتهم من الأطعمة الدسمة وتناول كميات كبيرة من اللحوم فقدوا القدرة على الإنجاب. ناهيك عن الحالة النفسية فهي في حد ذاتها قد تصيب أي رجل فحل بالضعف الجنسي, وهناك حالات كثيرة معروفة في دفاتر خبراء التغذية.

الإرادة أولاً
\ وهل نجحوا في علاجها وهل ارتبطت هذه الحالات بسن الطفولة?
/ نعم نجحوا في علاج بعض الحالات طالما توافرت الإرادة لدى المريض, وهذا هو المهم في علاج السمنة كمرض أو وباء, ومعظم الحالات ارتبطت بالطفولة أو كانت السمنة في الطفولة هي الأساس الذي يتسبب لاحقاً في الضعف الجنسي.

آخر تعديل الادعاصم@ يوم 08-May-2007 في 08:49 PM.