محاكمنا وكبار الشخصيات

[أبن الجزيره]

أقول غفر الله لي ولوالداي


قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال: ( إنما هلك من قبلكم بأنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه, وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) أحببت أن ابتدئي المقال بكلام الرسول عليه أفضل صلاة وتسليم ليكون خير معين وخير مدخل لما أريد قولة حتى يفهم المقال بشكل صحيح ولا يحرف سيره ويشك في كاتبه وكأنة يتعمد اللمز والقدح في الملتزمين ( المطاوعة )

في هذا الزمان أصبح شرع الله يطبق على الضعفاء والمساكين فقط , حتى أصبح كبار المجرمون والقتلة والسارقون لا يستطيع أكبر قاضي محاكمتهم وفعل شي لهم وكأني به ترتعد فرائسه عندما يشاهد ذلك الرجل من كبار الشخصيات قادم إليه وكأن شرع الله لا يعنيه أو لديه حماية من الحكم الرباني الذي أصبح يخص الفقراء والمساكين فقط
ليس الحديث من فراغ وليس حديث يراد به الغمز واللمز فقط بل من واقع وكثيرة هي القصص الدالة على تهاون القضاة مع كبار الشخصيات من مسؤولين وأبناء مسؤولين وأليكم تلك الحادثة التي حدثت في أحدى محاكمنا التي تطبق شرع الله

في أحد المحاكم دخل ذلك الشاب الذي من الوهلة الأولى تضن أنه كما يقال أبن نعمة وخلفه الكثير من الأتباع وأدخل على ذلك القاضي وبعد دقائق خرج وهو يبتسم وبعيد خروجه خرج ذلك الرجل البائس الحزين الطاعن في السن وكان يصرخ ويقول ( ربنا على الظالم ) فتقدمت لذلك الرجل وقلت : مآبك يا عماه فقال: وبكل مرارة والألم يعتصره لقد ظلموني قلت :ومن الذي ظلمك فقال أبن ذلك التاجر وذكر أسمه بالحرف فقلت: لماذا لم تقل ذلك للقاضي فضحك وقال : ( هل تريده أن يسجن أبن التاجر )

قلت وبكل استغراب ولماذا لا يسجن ذلك شرع الله ويطبق على الكل ؟

فضحك وبكل حسرة ردد حديث المصطفى ( إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد )
عندها دار في عقلي الكثير والكثير من التساؤلات هل وصل بناء الحال إلى أن نتلاعب حتى بشرع الله من اجل السلطة والمال ؟

كيف ولماذا هل القاضي متورط في تلك القضية أم أن السلطة كانت أقوى من القاضي نفسه ؟

عندها تذكرت متى يأتي القاضي للمحكمة ومتى يخرج وقلت: ضيعت الأمانة ضيعت الأمان

إلى الملتقى في مقال أكثر تفاؤل وفي رحاب قضاء نزيه يعم الوزير والغفير

أبـــــــــــن الجـــــــــزيــــــــــره