السعادة في قلبك

[يجيلك يوم]

( عندما كنت أتصفح في مجلة الكوثر - عدد 1420هـ/2000 م أعجبني مقال للدكتور عبدالرحمن السميط حفظه الله - السعادة في قلبك)


وفقا للمنطق الغربي والأمريكي - على الأخص - فإن السعادة تقاس بالمال الذي يمكن أن تجمعه، ورغم ذلك فالمرء يتساءل ماذا فعلت عائلة كينيدي التي جمعت الملايين في العقود الماضية منذ هجرة أبيهم من إيرلندا، وهي تنتقل من مأساة إلى أخرى ؟ وماذا فعلت مارلين مونرو ممثلة الجنس والإغراء الشهيرة التي كانت الأموال تنهال عليها أنهارا، وكان الزعماء والرؤساء والملوك يتمنون مجرد لفنة منها أو التشرف بتناول وجبة معها أو اللفاء بها، ورغم هذا كانت كما كتبت ف وصيتها قبل انتحارها تشعر بأنها أتعس إنسان على الأرض، وهذه أكبر مساهمة في شركة وول وورث ( Wool Worth ) ةالتي تملك الجزء الأكبر منها والذي يقدر بمئات الملايين من الدولارات، تنتحر لأنها تفتقد السعادة، ونفس الأمر يفعله صاحب شركة الفواكه المتحدة ( Fruits United ) التي تضم 52 ألف موظف فيلقي بنفسه من أعلى عمارة في أريكا ليموت شقياً تعيسأ، وكذلك مالك مصانع هيوز التي تصنع الطائرات والصواريخ ينتحر جوعاً في فندق بسيط !
ما معنى هذا.. ؟ مهناه أن السعادة لا تشترى بالمال ولا بالجاه ولا بالشهادات، فأهل أفريقيا مثلاً لم يعرفوا مرض السكري ولا جلطة القلب ولا أمراض الحضارة رغم فقرهم، وهم لا ينتحرون رغم قساوة الحياة وشظف العيش إلا أنهم كانوا أسعد منا.
السعادة هي أن تقو علاقتك بالله خالقك فتكثر من ذكره، وتضعه أمام عينك ليلاً ونهاراً وتستشعر أنك ستغادر الدنيا في أي لحظة، وتجهز نفسك ليوم الرحيل ولا تكثر إلا من العمل الصالح، وحينذاك أبحث عن السعادة في قلبك.


تحياتي