الدغيلبي يبيع بيته من اجل ضيوفه

[عقاب الحويماني]

بسم الله الرحمن الرحيم

أضع بين أيديكم قصه ( من ذاكرة الراوي ابو متلع القبع )لأحد أعلام قبيلة الدغالبه وهو المرحوم عبيد ابن محمد الدغيلبي وهو من مواليد عام السبله وقد توفي يرحمه الله عام 1419 هـ عبيد من كراما قبيلة الدغالبه وقد اشتهر بإسم ( راعي العود الازرق ) واشتهر بالكرم في زمن يصعب فيه الكرم لقلة المال وندرة الحلال وصعوبة المعيشه وكان ابو طرجم دمث الجانب لا تمل الجلسه معه وإضافة للصفات الطيبه التي توجد في شخصه الكريم كان شاعر و راوي ومن ضمن القصايد التي قالها قصيدةه في المرحوم
صنهات ابن سماح




صابر قلب العنا صبر العقوبه
ويتزفر كل ماغطيت ساعه
زوع قلبي زوع طير شرفوبه
يوم شفت الدوج منشورن شراعه
جنبوا بدوج عني وسرعوبه
وعلموا صنهات مانبغى وداعه



بداية القصة الكل يعرف ان المرحوم عبيد يعمل في فوج ابن حميد مدينه الوجه وانتقل مع انتقال الفوج الى مدينة ينبع وبعد انتقال الفوج اشترى عبيد ابن محمد بيت صغير في مدينة يبع القديمة وبعد مرور سنه على شراء البيت اتى رجلين من الثبته خواله الى مدينة ينبع ومقر عمله قاصدين بناخيهم وقد كانت زيارتهم قبل صرف رواتب الفوج فلم يجد ابوطرجم حل سوى بيع البيت لكي يكرم ضيوفه وبالفعل اتجه الى احد دلالين لكي يبع البيت وباعه بسعر اقل بكثير من القيمه التي اشترى بها من اجل اكرام ضيوفه وبعد ان قبض الثمن اتجه الى السوق وشترى ذبيحة الضيوف وكسوتهم (هديه)وهي عباره عن بشتين وبر من النوع الفاخر وعشى خواله وهداهم وفوق هذا زاد عليها بعض الفلوس وهذا الكرم ليس بالغريب على شخص يحمل صفات الطيب مثل ابوطرجم ويقول الشاعر الكبير مخلد ابن صالح الروقي في هذه المناسبة





الكرم والجود والفعل الجميل
يجتمع من بعد حاتم في عبيد
دغيلبين جعل يفداه البخيل
يستحق المدح فعله بالقصيد
جوه ربع له ضيوف بجنح ليل
مامعه لا مال ولحاله وحيد
موقفه موقف كرم واكبر دليل
باع ما يأويه بالمال الزهيد
اكرم ضيوفه على دلال وحيل
ثم كساهم بالثمين وبالجديد
الكريم يبين رغم المستحيل
يوم شح المال بالوقت البعيد