شيوخ وفرسان يتوجدون ويرثون خيولهم كما يتوجدون ويرثون موتاهم

[ابن مشيب]

الولع نوع من الحب والهواية عند الانسان حال تعلقه بحب ما يملكه من حيوانات مثل الخيل والإبل او طيور الصيد فإنا نجده شديد الحرص عليها والعناية بها ولها في نفسه الغلاء والاهتمام الخاص واقتناء سلالتها وعند افتقادها يخيم عليه الحزن ويأخذ في عزاء نفسه وتبقى ذاكرتها في فكره طوال حياته. من هذا ما نسمعه ونقله لنا الشعراء عبر العصور في قصايدهم بالوصف والتشبيه لحالاتهم حال افتقاده من تمجيدهم بالوصف عن طباعها وتشبيه حالهم بحالها في مواقف معينة.
هذا الحب والتوجد اوجدا التشبيه الشعري الغريب عند الانسان لذلك الحيوان عندما فقد الرجل حصانه الذي ربط بنواصيه الخير بعد توفيق الله وهو عز الفارس وراس مال شيخ القبيلة يقتنيه ويهتم به يعده اعداداً جيداً ليوم يحتسبه لحماية قبيلته وحال فقده يهيمن الحزن عليه لصعوبة التعويض فيه مع زود شوقه لحصانه نجده اذا مات يرثيه كأنه انسان فقده.

ومن الذين توجدو على خيولهم:


1- الشيخ ناصر الشغار عند فقده فرسه أنشد متأثراً لفقدها بقوله:

انا بلايه سابق حسفتني=ولا عندنا من دبرت الرب حيله
اليوم هذا حولها يوم جتني=يا عنك ما قامت ليالي طويله

2- فرحان الدهمشي في فرسه ايضا يقول:

يا سابقي ما ساعفتها بالاوفاق=تقنطرت يوم حرفت الخباره
وجدي عليها ساعة قبل خناق=ولا الرجل بين الغناء والعزازه

3- حسين بن حريش يرثي فرسه:

واسابقي صفرا عليها الحسايف=سودا صوامع ينشد الشيخ عنها
تشدي لصفرا من عل الرجم سايف=شيهانة ما ينقر الطير منها

ابن مشيب