الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتدى الإسلامي > شريعة الإسلام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: التعريف بقبيلة العيلة من النفعة من عتيبة (آخر رد :نفيعي كلاخ)       :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 28-Apr-2003, 11:29 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو وايل
عضو
إحصائية العضو






التوقيت


ابو وايل غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ابو وايل إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ابو وايل إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ابو وايل
افتراضي المذاهب والمعتقدات في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اخواني الاعزاء المحترمين
سوف انقل لكم بعض الاعتقادات في الاسلام والمذاهب وقول اهل السنة والجماعة في المذاهب الهدامة للاسلام ...
واليوم سنحت لي الفرصة وكما وعدت الاخواني بذلك ....
سوف انقل لكم عدة مواضيع في هذا الموضوع للاستفادة والعلم حتى نعرف ديننا الذي منّ الله علينا به وجعلنا من اهله والحمد لله رب العالمين ......

اخوكم في الله ابو وايل















رد مع اقتباس
غير مقروء 28-Apr-2003, 11:32 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو وايل
عضو
إحصائية العضو






التوقيت


ابو وايل غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ابو وايل إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ابو وايل إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ابو وايل
افتراضي عقيدة اهل السنة والجماعة

اعتقاد أئمة الحديث (أئمة أهل السنة والجماعة)


--------------------------------------------------------------------------------

أبو بكر الإسماعيلي


--------------------------------------------------------------------------------
قال ابن قدامة، أخبرنا الشريف أبو العباس مسعود بن عبد الواحد بن مطر الهاشمي، قال أنبأ أبو الحسن على بن محمد الجرجاني، أنبأ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي (*) ، قال:

[ أصول الاعتقاد عند أهل الحديث ]

اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقبول ما نطق به كتاب الله تعالى، وصحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا معدل عن ما ورد به ولا سبيل إلى رده، إذ كانوا مأمورين باتباع الكتاب والسنة، مضمونا لهم الهدى فيهما، مشهودا لهم بأن نبيهم صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم، محذرين في مخالفته الفتنة والعذاب الأليم.

[ القول في الأسماء والصفات ]

ويعتقدون أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، خلق آدم بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف، وأنه عز وجل استوى على العرش، بلا كيف، فإن الله تعالى انتهى من ذلك إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه.

[ ذكر بعض خصائص الربوبية ]

وأنه مالك خلقه وأنشأهم لا عن حاجة إلى ما خلق ولا معنى دعاه إلى أن خلقهم، لكنه فعال لما يشاء ويحكم كما يريد، لا يسأل عما يفعل، والخلق مسؤولون عما يفعلون.

[ إثبات أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ]

وأنه مدعو بأسمائه، موصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه، وسماه ووصفه بها نبيه عليه الصلاة والسلام، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا يوصف بنقص أو عيب أو آفة، فإنه عز وجل تعالى عن ذلك.

[ إثبات صفة اليدين ]

وخلق آدم عليه السلام بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف شاء، بلا اعتقاد كيف يداه، إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف.

ولا يعتقد فيه الأعضاء (1) ، والجوارح، ولا الطول والعرض، والغلظ، والدقة، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق، وأنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام.

ولا يقولون إن أسماء الله عز وجل كما تقوله المعتزلة (2) والخوارج (3) وطوائف من أهل الأهواء مخلوقة (4) .

[ قولهم في صفة الوجه والسمع والبصر والعلم والقدرة والكلام ]

ويثبتون أن له وجها ، وسمعا ، وبصرا ، وعلما ، وقدرة ، وقوة ، وكلاما ، لا على ما يقوله أهل الزيغ من المعتزلة وغيرهم ، ولكن كما قال تعالى : { ويبقى وجه ربك } وقال : { أنزله بعلمه } وقال : { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } وقال : { فلله العزة جميعا } وقال : { والسماء بنيناها بأيد } وقال : { أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة } وقال : { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } .

فهو تعالى ذو العلم ، والقوة ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، كما قال تعالى : {ولتصنع على عيني } { واصنع الفلك بأعيننا ووحينا } وقال : { حتى يسمع كلام الله } وقال : { وكلم موسى تكليما } وقال : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } .

[ إثبات المشيئة ]

ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم : ( ما شاء الله كان ، وما لا يشاء لا يكون ) ، كما قال تعالى : { وما يشاؤون إلا أن يشاء الله } .

[ علم الله ]

ويقولون لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله ولا أن يبدل علم الله ، فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو ، والقادر لا يغلب .

[ القرآن كلام الله ]

ويقولون : القرآن كلام الله غير مخلوق ، وإنما كيفما يصرف بقراءة القارئ له ، وبلفظه ، ومحفوظا في الصدور ، متلوًا بالألسن ، مكتوباَ في المصاحف ، غير مخلوق ، ومن قال بخلق (5) اللفظ بالقرآن يريد به القرآن ، فهو قد قال بخلق القرآن .

[ أفعال العباد مخلوقة لله ]

ويقولون إنه لا خالق على الحقيقة إلا الله عز وجل ، وأن أكساب العباد كلها مخلوقة لله ، وأن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، لا حجة لمن أضله الله عز وجل ، ولا عذر، كما قاله الله عز وجل : { قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين } وقال : { كما بدأكم تعودون فريقا حق عليهم الضلالة } وقال : { ولقد ذرأنا لجهنم كثيراَ من الجن والإنس } وقال : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها } ومعنى "نبرأها" أي نخلقها وبلا خلاف في اللغة ، وقال مخبراَ عن أهل الجنة : { الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله } وقال : { أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاَ } وقال : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك } .

[ الخير والشر بقضاء الله ]

ويقولون إن الخير والشر والحلو والمر ، بقضاء من الله عز وجل ، أمضاه وقدره ، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله ، وإنهم فقراء إلى الله عز وجل ، لا غنى لهم عنه في كل وقت .

[ النزول إلى السماء الدنيا ]

وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر (6) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بلا اعتقاد كيف فيه (7) .

[ رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة ]

ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة ، دون الدنيا ، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثواباَ له في الآخرة ، كما قال : { وجوه يومئذِ ناضرة إلى ربها ناظرة } وقال في الكفار : { كلا إنهم عن ربهم يومئذِ لمحجوبون } فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه ، كانوا جميعا عنه محجوبين ، وذلك من غير اعتقاد التجسيم (8) في الله عز وجل ولا التحديد له ، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف .

[ حقيقة الإيمان ]

ويقولون إن الإيمان قول وعمل (9) ومعرفة ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، من كثرت طاعته أزيد إيماناَ ممن هو دونه في الطاعة .

[ قولهم في مرتكب الكبيرة ]

ويقولون إن أحداَ من أهل التوحيد ومن يصلي إلى قبلة المسلمين ، لو ارتكب ذنباَ ، أو ذنوباَ كثيرة ، صغائر ، أو كبائر ، مع الإقامة على التوحيد لله والإقرار بما التزمه وقبله الله ، فإنه لا يكفر به ، ويرجون له المغفرة ، قال تعالى : { ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } .

[ حكم تارك الصلاة عمداَ ]

واختلفوا في متعمدي ترك الصلاة المفروضة حتى يذهب وقتها من غير عذر ، فكفره جماعة (10) لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ) وقوله : ( من ترك الصلاة فقد كفر ) و : ( من ترك الصلاة فقد برأت منه ذمة الله ) وتأول جماعة منهم . . . بذلك من تركها جاحداَ لها ، كما قال يوسف عليه السلام : { إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله } ترك (11) جحود الكفر.

[ أقوال أهل العلم في الفرق بين الإسلام والإيمان ]

وقال منهم : إن الإيمان قول وعمل ، والإسلام فعل ما فرض على الإنسان أن يفعله ، إذا ذكر كل اسم مضموماَ إلى الآخر ، فقيل : المؤمنون والمسلمون جميعا مفردين أريد بأحدهما معنى لم يرد بالآخر ، وإن ذكر أحد الاسمين شمل الكل وعمهم .

وكثير منهم (12) قالوا : الإسلام والإيمان واحد ، قال عز وجل : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } فلو أن الإيمان غيره لم يقبل منه ، وقال : { فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين }.

ومنهم من ذهب إلى أن الإسلام مختص بالاستسلام لله والخضوع له والانقياد لحكمه فيما هو مؤمن به ، كما قال : { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } وقال : { يمنون عليك أن اسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان } وهذا أيضاَ دليل لمن قال هما واحد .

[ الشفاعة والحوض والمعاد والحساب ]

ويقولون إن الله يخرج من النار قوما من أهل التوحيد بشفاعة الشافعين ، وأن الشفاعة حق ، والحوض حق ، والمعاد حق ، والحساب حق .

[ ترك الشهادة لأحد من الموحدين بالجنة أو النار ]

ولا يقطعون على أحد من أهل الملة أنه من أهل الجنة أو من أهل النار ، لأن علم ذلك يغيب عنهم ، لا يدرون على ماذا الموت ؟ أعلى الإسلام ؟ أم على الكفر ؟ ولكن يقولون إن من مات على الإسلام مجتنبا للكبائر والأهواء والآثام ، فهو من أهل الجنة ، لقوله تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ولم يذكر عنهم ذنبا { أولئك خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن } ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعينه وصح له ذلك عنه ، فإنهم يشهدون له بذلك ، اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقا لقوله .

[ عذاب القبر ]

ويقولون إن عذاب القبر حق ، يعذب الله من استحقه إن شاء ، وإن شاء عفى عنه ، لقوله تعالى : { النار يعرضون عليها غدواّ وعشياّ ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } فأثبت لهم ما بقيت الدنيا عذابا بالغدو والعشي دون ما بينهما ، حتى إذا قامت القيامة عذبوا أشد العذاب ، بلا تخفيف عنهم كما كان في الدنيا ، وقال : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاَ } يعني قبل فناء الدنيا ، لقوله بعد ذلك : { ونحشره يوم القيامة أعمى } بين أن المعيشة الضنك قبل يوم القيامة ، وفي معاينتنا اليهود والنصارى والمشركين في العيش الرغد والرفاهية في المعيشة ما يعلم به انه لم يرد به ضيق الرزق في الحياة الدنيا لوجود مشركين في سعة من أرزاقهم ، وإنما أراد به بعد الموت ، قبل الحشر .

[ سؤال منكر ونكير ]

ويؤمنون بمسألة منكر ونكير على ما ثبت به الخبر عن رســول الله صـلى الله عليه وسلم، مع قول الله تعالى: {يثبت الله الذين آمـنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفـي الآخرة ويـضـل الله الظالمين ويفعل الله ما يشـاء} وما ورد تفسيره عن النبي (13) .

[ ترك الخصومات والمراء في الدين ]

ويرون ترك الخصومات والمراء في القرآن وغيره ، لقول الله عز وجل : { وما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا } يعني يجادل فيها تكذيبا بها والله اعلم .

[ خلافة الخلفاء الراشدين ]

ويثبتون خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، باختيار الصحابة إياه ، ثم خلافة عمر بعد أبي بكر رضي الله عنه باستخلاف أبي بكر إياه ، ثم خلافة عثمان رضي الله عنه باجتماع أهل الشورى وسائر المسلمين عليه عن أمر عمر ، ثم خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن بيعة من بايع من البدريين عمّار بن ياسر ، وسهل بن حنيف ، ومن تبعهما من سائر الصحابة مع سابقه وفضله .

[ المفاضلة بين الصحابة ]

ويقولون بتفضيل الصحابة رضي الله عنهم ، لقوله : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } وقوله : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم } .

ومن أثبت الله رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل ، ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان ، فمن كان من التابعين من بعدهم يتنقصهم لم يأت بالإحسان ، فلا مدخل له في ذلك .

[ قولهم فيمن يبغض الصحابة ]

ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه ، لقوله عز وجل : { محمد رسول الله والذين معه } إلى قوله { ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } فأخبر أنه جعلهم غيظا للكافرين .

وقالوا بخلافتهم ، لقول الله عز وجل : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} فخاطب بقوله { منكم } من ولد الآن وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم على دينه ، فقال بعد ذلك : { وليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا } فمكن الله بأبي بكر وعمر وعثمان الدين ، وعد الله آمنين يغزون ولا يغزون ، ويخيفون العدو ولا يخيفهم العدو .

وقال عز وجل للذين تخلفوا عن نبيه في الغزوة التي ندبهم الله عز وجل بقوله : { فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين } فلما لقوا النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه الإذن في الخروج للعدو فلم يأذن لهم ، أنزل الله عز وجل : { سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلك قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا } وقال لهم : { قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما } والذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء خوطبوا بذلك لما تخلفوا عنه ، وبقي منهم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ما أوجب لهم بطاعتهم إياهم الأجر وبترك طاعتهم العذاب الأليم ، إيذانا من الله عز وجل بخلافتهم رضي الله عنهم ولا جعل في قلوبنا غلا لأحد منهم ، فإذا أثبتت خلافة واحد منهم انتظم منها خلافة الأربعة .

[ الجمعة خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا ]

ويرون الصلاة -الجمعة وغيرها- خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا ، فإن الله عز وجل فرض الجمعة وأمر بإتيانها فرضا مطلقا ، مع علمه تعالى بان القائمين يكون منهم الفاجر والفاسق ، ولم يستثن وقتا دون وقت ، ولا أمرا بالنداء للجمعة دون أمر .

[ الجهاد مع الأئمة وإن كانوا جورة ]

ويرون جهاد الكفار معهم ، وإن كانوا جورة ، ويرون الدعاء لهم بالصلاح والعطف إلى العدل ، ولا يرون الخروج بالسيف عليهم ، ولا قتال الفتنة ، ويرون قتال الفئة الباغية مع الإمام العادل ، إذا كان ووجد على شرطهم في ذلك .

[ دار الإسلام ]

ويرون الدار دار الإسلام لا دار الكفر كما رأته المعتزلة ، مادام النداء بالصلاة والإقامة ظاهرين وأهلها ممكنين منها آمنين .

[ أعمال العباد لا توجب لهم الجنة إلا بفضل الله ]

ويرون أن أحدا لا تخلص له الجنة ، وإن عمل أي عمل ، إلا بفضل الله ورحمته التي يخص بهما من يشاء ، فإن عمله للخير وتناوله الطاعات إنما عن فضل حجة ولا عذر ، كما قال الله : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء } ، { ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا } وقال : { يختص برحمته من يشاء } .

[ الرازق الله ]

وإن الله تعالى يرزق كل حي مخلوق رزق الغذاء الذي به قوام الحياة ، وهو يضمنه الله لمن أبقاه من خلقه ، وهو الذي رزقه من حلال أو من حرام ، وكذلك رزق الزينة الفاضل عما يحيا به .

[ الله خالق الشياطين ووساوسهم ]

ويؤمنون بأن الله تعالى خلق الشياطين توسوس للآدميين ويخدعونهم ويغرونهم ، وأن الشيطان يتخبط الإنسان (14) .

[ السحر والسحرة ]

وأن في الدنيا سحرا وسحرة ، وان السحر واستعماله كفر من فاعله ، معتقدا له، نافعا ضارا بغير إذن الله .

[ مجانبة البدعة ]

ويرون مجانبة البدعة والآثام ، والفخر ، والتكبر ، والعجب ، والخيانة ، والدغل (15) ، والسعاية (16) ، ويرون كف الأذى وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعو إليها ، فالقول فيه ليس بغيبة عندهم .

[ تعلم العلم ]

ويرون تعلم العلم وطلبه من مظانه ، والجد في تعلم القرآن وعلومه وتفسيره ، وسماع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها والتفقه فيها ، وطلب آثار الصحابة .

[ الكف عن الصحابة ]

والكف عن الوقيعة فيهم ، وتأول القبيح عليهم ، ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله عزّ وجل .

[ لزوم الجماعة ]

مع لزوم الجماعة ، والتعفف في المأكل والمشرب والملبس ، والسعي في عمل الخير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإعراض عن الجاهلين حتى يعلموهم ويبينوا لهم الحق ، ثم الإنكار والعقوبة من بعد البيان وإقامة العذر بينهم ومنهم .

[ وجوب لزوم مذهب أهل الحديث الفرقة الناجية ]

هذا أصل الدين والمذهب ، اعتقاد أئمة أهل الحديث ، الذين لم تشنهم بدعة ، ولم تلبسهم فتنة ، ولم يخفوا إلى مكروه في دين ، ولا تفرقوا عنه .

واعلموا أن الله تعالى أوجب في كتابه محبته ومغفرته لمتبعي رسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه ، وجعلهم الفرقة الناجية والجماعة المتبعة ، فقال عزّ وجلّ لمن ادعى أنه يحب الله عز وجل : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } .

نفعنا الله وإياكم بالعلم ، وعصمنا بالتقوى من الزيغ والضلالة بمنه ورحمته.


--------------------------------------------------------------------------------

هــوامــــش:

(*) - قال الحاكم عن الإمام الإسماعيلي : ( كان الإسماعيلي واحد عصره وشيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في الرئاسة والمروءة والسخاء ) ( سير أعلام النبلاء 16/294 ) . وقال عنه السمعاني : ( إمام أهل جرجان والمرجوع إليه في الحديث والفقه . . . وهو أشهر من أن يذكر ) ( الأنساب 1/139 ) . وقال عنه الذهبي : ( الإمام الحافظ الفقيه شيخ الإسلام ) ( سير أعلام النبلاء 16/292 ) وقال في موضع آخر : ( الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام ) (تذكرة الحفاظ 3/947 ) . وقال عنه الصفدي : ( الإمام . . . الفقيه الشافعي الحافظ ) ( الوافي بالوفيات 6/213 ) . وقال عنه الأناباكي : ( الحافظ . . . كان إماما طاف البلاد ولقي الشيوخ ) ( النجوم الزاهرة 4/140 ) . وقال عنه ابن كثير : ( الحافظ الكبير الرحال الجوال سمع الكثير وحدث وخرج وصنف فأفاد وأجاد وأحسن الانتقاد والاعتقاد ) ( البداية والنهاية 11/317 ) . وقال عنه ابن عبد الهادي : ( الإمام الحافظ الكبير أحد الأئمة الأعلام . . . كبير الشافعية بناحيته ) ( طبقات علماء الحديث 3/140 ) . وقال عنه ابن ناصر الدين : ( الإمام . . . أحد الحفاظ الأعيان كان شيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في المروءة والسخاء ) ( شذرات الذهب 3/72 ) .
(1) - هذه الكلمات ليست من الألفاظ المعروفة عند أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة ، بل هي من الكلمات المبتدعة المخترعة ، والتعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية هو سبيل أهل السنة والجماعة ، فلا ينبغي لطالب الحق الالتفات إلى مثل هذه الألفاظ والتعويل عليها ، وما كان أغنى الإمام المصنف رحمه الله عن مثل هذه الكلمات فإن الله سبحانه موصوف بصفات الكمال منعوت بنعوت الجلال ، وعلى كل حال فالباطل مردود على قائله كائنا من كان ، والقاعدة السلفية في مثل هذه الكلمات انه لا يجوز نفيها ولا إثباتها إلا بعد التفصيل وتبيين مراد قائلها ، وكان على المؤلف أن يجمل في النفي غير أنه أراد بهذا النفي أن يسد الطريق على المعطلة لئلا يكون لهم مدخل في رمي أهل الحديث بالتشبيه ، لكنه لو امسك رحمه الله عن مثل هذه العبارات لكان أجدى .

(2) - المعتزلة : فرقة كلامية ظهرت في أول القرن الثاني الهجري ، وبلغت شانها في العصر العباسي الأول ، يرجع اسمها إلى اعتزال إمامها واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري لقول واصل بان مرتكب الكبيرة ليس كافرا ولا مؤمنا بل هو في منزلة بين المنزلتين ، ولما اعتزل واصل مجلس الحسن وجلس عمرو بن عبيد إلى واصل وتبعهما أنصارهما قيل لهم معتزلة ، وهذه الفرقة تعتد بالعقل وتغلو فيه وتقدمه على النقل .

(3) - الخوارج : جمع خارجة ،أي فرقة خارجة ، واشتهر بهذا اللقب جماعة خرجوا على علي رضي الله عنه ممن كان معه في حرب صفين ، وقد افترق الخوارج إلى عدة فرق يجمعهم القول بتكفير عثمان وعلي وأصحاب الجمل ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين أو أحدهما ، وتكفير صاحب الكبيرة ، انظر الملل والنحل 1/114 والفرق بين الفرق 72/73 ومقالات الإسلاميين 1/167 ومجموع الفتاوى 3/279 .

(4) - هذه من حماقات الجهمية والمعتزلة ومن تابعهم ، وهي مبنية على قولهم بخلق القرآن ، قال الدارمي في الرد على المريسي : ( وقد كان للمريسي في أسماء الله مذهب كمذهبه في القرآن ، كان القرآن عنده مخلوقا من قول البشر لم يتكلم الله بحرف منه في دعواه ، وكذلك أسماء الله عنده من ابتداع البشر ) إلى أن قال : ( فهذا الذي ادّعو في أسماء الله اصل كبير من أصول الجهمية الذي التي بنوا عليها محنتهم وأسسوا عليها ضلالاتهم ، غالطوا بها الأغمار والسفهاء ) وشبهتهم : ( انهم لو اثبتوا لله تسعة وتسعين اسما لأثبتوا تسعة وتسعين إلها ) انظر شرح أصول الاعتقاد 2/215 ، وقد كفرهم جماعة من السلف ، يقول إسحاق بن راهوية : ( أفضوا -الجهمية- إلى أن قالوا أسماء الله مخلوقة . . . وهذا الكفر المحض ) ، وقال الإمام أحمد بن حنبل : ( من زعم أن أسماء الله مخلوقة فهو كافر ) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/214 . وقال خلف بن هشام المقري : ( من قال إن أسماء الله مخلوقة فكفره عندي أوضح من هذه الشمس ) شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/207 .

(5) - زعم كثير من أهل الأهواء أن الإمام البخاري قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، ولكن بعد التحقيق تبين أن نسبة هذا القول للإمام البخاري رحمه الله من قبل شهادة الزور عليه وانه براء من هذه المقالة ، قال نصر بن محمد : سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول : ( من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب ، فإني لم أقله ) طبقات الحنابلة 1/277 ، سير أعلام النبلاء 12/457 . وقال أبو عمر والخفاف : ( أتيت البخاري فناظرته في الأحاديث حتى طابت نفسي ، فقلت : يا أبا عبد الله هاهنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة . فقال : يا أبا عمرو أحفظ ما أقول لك : من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب ، فإني لم أقله ، إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة ) تاريخ بغداد 2/32 مقدمة فتح الباري 492 ، سير أعلام النبلاء 12/457-458 .

(6) - في عقيدة السلف أصحاب الحديث : ( على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد قال عز وجل : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام } وقال : { وجاء ربك والملك صفا صفا } ونؤمن بذلك كله على ما جاء ) .

(7) - في عقيدة السلف أصحاب الحديث : ( بلا كيف ، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل ، فانتهينا إلى ما أحكم وكففنا عن الذي يتشابه ، إذ كنا قد أمرنا به في قوله تعالى : { هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب } ) .

(8) - التجسيم من الألفاظ المجملة المحدثة التي أحدثها أهل الكلام ، فلم ترد في الكتاب والسنة ولم تعرف عن أحد من الصحابة والتابعين وأئمة الدين ، فلذلك لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ، فإن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نفيا أو إثباتا .

(9) - العمل قسمان : عمل القلب وهو الإخلاص والنية ، وعمل الجوارح وهي الأعضاء ويدخل في ذلك اللسان .

(10) - منهم عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وابن مسعود وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبو الدرداء رضي الله عنهم ، ومن التابعين إبراهيم النخعي وعبد الله بن المبارك وأيوب السختياني وإسحاق بن راهوية وأحمد بن حنبل وأبو بكر بن آبي شيبة وغيرهم رحمهم الله ، انظر المحلى لابن حزم 2/242 ، ومعالم السنن للخطابي 5/58 ، وكتب الصلاة لابن القيم ص 37 .

(11) - معلوم أن النبي يوسف عليه السلام لم يكن تلبس بملة الكفر ، ولكن أعرض عن الكفر جاحدا له ، ومعلوم أن ترك الشيء لا يستلزم الوقوع فيه أولا .

(12) - منهم محمد بن نصر المروزي وسفيان الثوري والبخاري والمزني وابن عبد البر ، انظر جامع العلوم والحكم ص170 ، وروي عن الشافعي ، انظر فتح الباري 1/114-115 .

(13) - قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية : ( المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قول الله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة . . } ) ، أخرجه البخاري .

(14) - كما قال تعالى : { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } البقرة 275 .

(15) - الدغل : هو الذي يبغي الشر ، انظر تهذيب اللغة 8/71 .

(16) - الوشاية والنميمة بين الناس .


--------------
أحد عشر إجماعا في إثبات علو الله على خلقه

الشيخ الموحد


ولا أنقل هنا إلا عمن حكى الإجماع ، وسأتبعه بذكر أقوال بعض المشاهير المفردة ككلام أبي حنيفة و مالك واحمد وغيرهم رحمهم الله

أولا: الإمام الأوزاعي ت 157 هـ قال: "كنا والتابعون متوافرون نقول:ان الله عز وجل فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته" انظر:مختصر العلو للذهبي 137 والأسماء والصفات للبيهقي ، وفتح الباري 13/417

ثانيا:الامام قتيبة بن سعيد (150-240) هـ قال: "هذا قول الائمة في الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه ، كما قال جل جلاله:الرحمن على العرش استوى". قال الذهبي: فهذا قتيبة في امامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة ،وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد ، والكبار وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه. انظر:مختصر العلو 187 ، درء تعارض العقل والنقل 6/260 ، بيان تلبيس الجهمية 2/37

ثالثا:الامام المحدث:زكريا الساجي ت 307 هـ قال: "القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم أن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء ". انتهى قال الذهبي: وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها وعنه اخذ أبو الحسن الاشعري علم الحديث ومقالات أهل السنة. مختصر العلو 223 ، اجتماع الجيوش الاسلامية لابن القيم 245

رابعا:الامام ابن بطة العكبري شيخ الحنابلة ( 304-387) هـ قال في كتابه الإبانة عن شريعة الفرقة والناجية: "باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه ولا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا : إن الله ذاته لا يخلو منه مكان". انتهى انظر الإبانة 3/ 136 قال الذهبي: كان ابن بطة من كبار الأئمة ذا زهد وفقه وسنة واتباع . مختصر العلو 252

خامسا:الإمام أبو عمر الطلمنكي الأندلسي (339-429) هـ قال في كتابه: الوصول إلى معرفة الأصول: " أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله : وهو معكم أينما كنتم . ونحو ذلك من القرآن : أنه علمه ، وأن الله تعالى فوق السموات بذاتـه مستو على عرشه كيف شاء وقال: قال أهل السنة في قوله :الرحمن على العرش استوى:إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.". انتهى قال الذهبي: كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس درء التعارض 6/250 ، الفتاوى 5/189 ، بيان تلبيس الجهمية 2/38 ، مختصر العلو 264

سادسا: شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني ( 372-449) هـ قال:ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق كتابه وعلماء الأمة واعيان الأئمة من السلف ، لم يختلفوا أن الله على عرشه وعرشه فوق سمواته ". انتهى. قال الذهبي: كان شيخ الإسلام الصابوني فقيها محدثا وصوفيا واعظا كان شيخ نيسابور في زمانه له تصانيف حسنة.

سابعا: الإمام أبو نصر السجزي ت 444 هـ قال في كتابه الإبانة: " فأئمتنا كسفيان الثوري ومالك وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض واحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي متفقــــــــــــون على أن الله سبحانه بذاتــــــه فوق العرش وان علمه بكل مكان وانه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش وأنه ينزل إلى سماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه براء ". انتهى انظر: درء التعارض 6/250 ونقل الذهبي كلامه هذا في السير 17/ 656 وقال الذهبي عنه: الإمام العلم الحافظ المجود شيخ السنة أبو نصر .. شيخ الحرم ومصنف الإبانة الكبرى .

ثامنا:الحافظ أبو نعيم صاحب الحلية (336-430) هـ قال في كتاب الاعتقاد له: " طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، ومما اعتقدوه: أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة ، لا يزول ولا يحول …. وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا: كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة… وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه". انتهى. قال الذهبي: " فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ولله الحمد ، وكان حافظ العجم في زمانه بلا نزاع … ذكره ابن عساكر الحافظ في أصحاب أبى الحسن الاشعري". درء التعارض 6/261 ، الفتاوى 5/ 190 ، بيان تلبيس الجهمية 2/ 40 مختصر العلو 261

تاسعا:الإمام أبو زرعة الرازي 264 هـ والإمام أبو حاتم ت 277 هـ قال ابن أبى حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك ؟ فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان مذهبهم: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص …. وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) قال: وسمعت أبى يقول : علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة : تسميتهم أهل السنة حشوية ، يريدون إبطال الأثر وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة . انتهى شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي ت 418 هـ ا/ 197-204

عاشرا:الإمام ابن عبد البر ت 463 هـ قال في التمهيد بعد ذكر حديث النزول: وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على عرشه من فوق سبع سموات كما قالت الجماعـــــــــــــة وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم إن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش" . ثم ذكر الأدلة على ذلك ومنها قوله: " ومن الحجة أيضا في انه عز وجل فوق السموات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى ، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى اكثر من حكايته لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم". وقال أيضا: " أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة ، والإيمان بها وحملها على الحقيــــــقة لا على المجاز ، إلا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ، ويزعمون أن من أقر بها مشبه ، وهم عند من أثبتها نافون للمعبـــــــــود ، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمد لله ". ومما احتج به أيضا حديث الجارية ، كما أجاب عن قولهم استوى : استولى بتفصيل رائع انظر فتح البر بترتيب التمهيد 2/ 7 –48

الحادي عشر: الإمام ابن خزيمة صاحب الصحيح ت 311 هـ قال: من لم يقل بأن الله فوق سمواته وأنه على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم القي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة ولا أهل الذمة انظر درء التعارض 6/ 264 قال عنه الذهبي في السير: 14/ 365 "الحافظ الحجة الفقيه شيخ الإسلام إمام الأئمة ". ونقل عنه قوله : "من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى، فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم ، وكان ماله فيئا ". انتهى .















رد مع اقتباس
غير مقروء 28-Apr-2003, 11:34 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو وايل
عضو
إحصائية العضو






التوقيت


ابو وايل غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ابو وايل إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ابو وايل إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ابو وايل
افتراضي المعتزلة

المعتزلة

التعريف :

المعتزلة فرقة إسلامية نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي ، وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة أهل السنة والجماعة . وقد أطلق عليها أسماء مختلفة منها : المعتزلة والقدرية والعدلية وأهل العدل والتوحيد والمقصد والوعيدية .

التأسيس وأبرز الشخصيات :

· اختلفت رؤية العلماء في ظهور الاعتزال ، واتجهت هذه الرؤية وجهين :

- الوجهة الأولى : أن الاعتزال حصل نتيجة النقاش في مسائل عقدية دينية كالحكم على مرتكب الكبيرة ، والحديث في القدر ، بمعنى هل يقدر العبد على فعله أو لا يقدر ، ومن رأي أصحاب هذا الاتجاه أن اسم المعتزلة أطلق عليهم لعدة أسباب :

1- أنهم اعتزلوا المسلمين بقولهم بالمنزلة بين المنزلتين .

2- أنهم عرفوا بالمعتزلة بعد أن اعتزل واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري وشكل حقله خاصة به لقوله بالمنزلة بين المنزلتين فقال الحسن : " اعتزلنا واصل " .

3- أو أنهم قالوا بوجوب اعتزال مرتكب الكبيرة ومقاطعته .

- والوجهة الثانية : أن الاعتزال نشأ بسبب سياسي حيث أن المعتزلة من شيعة علي رضي الله عنه اعتزلوا الحسن عندما تنازل لمعاوية ، أو أنهم وقفوا موقف الحياد بين شيعة علي ومعاوية فاعتزلوا الفريقين .

· أما القاضي عبد الجبار الهمذاني - مؤرخ المعتزلة - فيزعم أن الاعتزال ليس مذهباً جديداً أو فرقة طارئة أو طائفة أو أمراً مستحدثاً ، وإنما هو استمرار لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ، وقد لحقهم هذا الاسم بسبب اعتزالهم الشر لقوله تعالى : (( وأعتزلكم وما تدعون )) ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من أعتزل الشر سقط في الخير ) .

· والواقع أن نشأة الاعتزال كان ثمرة تطور تاريخي لمبادئ فكرية وعقدية وليدة النظر العقلي المجرد في النصوص الدينية وقد نتج ذلك عن التأثر بالفلسفة اليونانية والهندية والعقائد اليهودية والنصرانية لما سنرى في فقرة ( الجذور الفكرية والعقائدية ) .

· قبل بروز المعتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء ، كان هناك جدل فكري بدأ بمقولات جدلية كانت هي الأسس الأولى للفكر المعتزلي وهذه المقولات نوجزها مع أصحابها بما يلي :

- مقولة أن الإنسان حر مختار بشكل مطلق ، وهو الذي يخلق أفعاله بنفسه قالها : معبد الجهني ، الذي خرج على عبد الملك بن مروان مع عبد الرحمن بن الأشعث .. وقد قتله الحجاج عام 80م بعد فشل الحركة .

- وكذلك قالها غيلان الدمشقي في عهد عمر بن عبد العزيز وقتله هشام بن عبد الملك .

- ومقولة خلق القرآن ونفي الصفات ، قالها الجهم بن صفوان ، وقد قتله سالم بن أحوز في مرو عام 128م .

- وممن قال بنفي الصفات أيضاً : الجعد بن درهم الذي قتله خالد بن عبد الله القسري والي الكوفة .

· ثم برزت المعتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء الغزال ( 80هـ - 131هـ ) الذي كان تلميذاً للحسن البصري ، ثم اعتزل حلقة الحسن بعد قوله بأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين ( أي ليس مؤمنا ولا كافراً ) وأنه مخلد في النار إذا لم يتب قبل الموت ، وقد عاش في أيام عبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك ، والفرقة المعتزلية التي تنسب إليه تسمى : الواصيلة .

· ولاعتماد المعتزلة على العقل في فهم العقائد وتقصيهم لمسائل جزئية فقد انقسموا إلى طوائف مع اتفاقهم على المبادئ الرئيسية الخمسة - التي سنذكرها لاحقاً - وكل طائفة من هذه الطوائف جاءت ببدع جديدة تميزها عن الطائفة الأخرى .. وسمت نفسها باسم صاحبها الذي أخذت عنه .

· وفي العهد العباسي برز المعتزلة في عهد المأمون حيث اعتنق الاعتزال عن طريق بشر المريسي وثمامة بن أشرس وأحمد بن أبي دؤاد وهو أحد رؤوس بدعة الاعتزال في عصره ورأس فتنة خلق القرآن ، وكان قاضياً للقضاة في عهد المعتصم .

- في فتنة خلق القرآن امتحن الإمام أحمد بن حنبل الذي رفض الرضوخ لأوامر المأمون والإقرار بهذه البدعة ، فسجن وعذب وضرب بالسياط في عهد المعتصم بعد وفاة المأمون وبقي في السجن لمدة عامين ونصف ثم أعيد إلى منزله وبقي فيه طيلة خلافة المعتصم ثم ابنه الواثق .

- لما تولى المتوكل الخلافة عام 232هـ انتصر لأهل السنة وأكرم الإمام أحمد وأنهى عهد سيطرة المعتزلة على الحكم ومحاولة فرض عقائدهم بالقوة خلال أربعة عشر عاماً .

· في عهد دولة بني بويه عام 334 هـ في بلاد فارس – وكانت دولة شيعية – توطدت العلاقة بين الشيعة والمعتزلة وارتفع شأن الاعتزال أكثر في ظل هذه الدولة فعين القاضي عبد الجبار رأس المعتزلة في عصره قاضياً لقضاء الري عام 360هـ بأمر من الصاحب بن عباد وزير مؤيد الدولة البويهي ، وهو من الروافض المعتزلة ، يقول فيه الذهبي : " وكان شيعياً معتزلياً مبتدعاً " ويقول المقريزي : " إن مذهب الاعتزال فشا تحت ظل الدولة البويهية في العراق وخراسان وما وراء النهر " . وممن برز في هذا العهد : الشريف المرتضى الذي قال عنه الذهبي : " وكان من الأذكياء والأولياء المتبحرين في الكلام ولاعتزال والأدب والشعر لكنه إمامي جلد ".

· بعد ذلك كاد أن ينتهي الاعتزال كفكر مستقل إلا ما تبنته منه بعض الفرق كالشيعة وغيرهم .

· عاد فكر الاعتزال من جديد في الوقت الحاضر ، على يد بعض الكتاب والمفكرين ، الذين يمثلون المدرسة العقلانية الجديدة وهذا ما سنبسطه عند الحديث عن فكر الاعتزال الحديث .

· ومن أبرز مفكري المعتزلة منذ تأسيسها على يد واصل بن عطاء وحتى اندثارها وتحللها في المذاهب الأخرى كالشيعة والأشعرية والماتريدية ما يلي :

- أبو الهذيل حمدان بن الهذيل العلاف ( 135 -226 هـ ) مولى عبد القيس وشيخ المعتزلة والمناظر عنها. أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل بن عطاء ، طالع كثيراً من كتب الفلاسفة وخلطه بكلام المعتزلة ، فقد تأثر بأرسطو وأنبادقليس من فلاسفة اليونان ، وقال بأن " الله عالم بعلم وعلمه ذاته ، وقادر بقدرة وقدرته ذاته … " انظر الفرق بين الفرق للبغدادي ص 76 . وتسمى طائفة الهذيلية .

- إبراهيم بن يسار بن هانئ النظام ( توفي سنة 231هـ ) وكان في الأصل على دين البراهمة وقد تأثر أيضاً بالفلسفة اليونانية مثل بقية المعتزلة .. وقال : بأن المتولدات من أفعال الله تعالى ، وتسمى طائفة النظامية .

- بشر بن المعتمر ( توفي سنة 226 هـ ) وهو من علماء المعتزلة ، وهو الذي أحدث القول بالتولد وأفرط فيه فقال : إن كل المتولدات من فعل الإنسان فهو يصح أن يفعل الألوان والطعوم والرؤية والروائح وتسمى طائفة البشرية .

- معمر بن عباد السلمي ( توفي سنة 220 هـ ) وهو من أعظم القدرية فرية في تدقيق القول بنفي الصفات ونفي القدر خيره وشره من الله وتسمى طائفته : المعمرية .

- عيسى بن صبيح المكنى بأبي موسى الملقب بالمردار ( توفي سنة 226هـ ) وكان يقال له : راهب المعتزلة ، وقد عرف عنه التوسع في التكفير حتى كفر الأمة بأسرها بما فيها المعتزلة ، وتسمى طائفته المردارية .

- ثمامة بن أشرس النميري ( توفي سنة 213هـ ) ، كان جامعاً بين قلة الدين وخلاعة النفس ، مع اعتقاده بأن الفاسق يخلد في النار إذا مات على فسقه من غير توبة . وهو في حال حياته في منزلة بين المنزلتين . وكان زعيم القدرية في زمان المأمون والمعتصم والواثق وقيل إنه الذي أغرى المأمون ودعاه إلى الاعتزال ، وتسمى طائفته الثمامية .

- عمرو بن بحر : أبو عثمان الجاحظ ( توفي سنة 256هـ ) وهو من كبار كتاب المعتزلة ، ومن المطلعين على كتب الفلاسفة ، ونظراً لبلاغته في الكتابة الأدبية استطاع أن يدس أفكاره المعتزلية في كتاباته كما يدس السم في الدسم مثل ، البيان والتبيين ، وتسمى فرقته الجاحظية .

- أبو الحسين بن أبي عمر الخياط ( توفي سنة 300هـ ) من معتزلة بغداد و بدعته التي تفرد بها قوله بأن المعدوم جسم ، والشيء المعدوم قبل وجوده جسم ، وهو تصريح بقدم العالم ، وهو بهذا يخالف جميع المعتزلة وتسمى فرقته الخياطية .

- القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني ( توفي سنة 414هـ ) فهو من متأخري المعتزلة ، قاضي قضاة الري وأعمالها ، وأعظم شيوخ المعتزلة في عصره ، وقد أرخ للمعتزلة وقنن مبادئهم وأصولهم الفكرية والعقدية .

المبادئ ولأفكار :

· جاءت المعتزلة في بدايتها بفكرتين مبتدعين :

- الأولى : القول بأن الإنسان مختار بشكل مطلق في كل ما يفعل ، فهو يخلق أفعاله بنفسه ، ولذلك كان التكليف ، ومن أبرز من قال ذلك غيلان الدمشقي ، الذي أخذ يدعو إلى مقولته هذه في عهد عمر بن عبد العزيز . حتى عهد هشام بن عبد الملك ، فكانت نهايته أن قتله هشام بسبب ذلك .

- الثانية : القول بأن مرتكب الكبيرة ليس مؤمناً ولا كافراً ولكنه فاسق فهو بمنزلة بين المنزلتين ، هذه حاله في الدنيا أما في الآخرة فهو لا يدخل الجنة لأنه لم يعمل بعمل أهل الجنة بل هو خالد في النار ، ولا مانع عندهم من تسميته مسلماً باعتباره يظهر الإسلام وينطق بالشهادتين ولكنه لا يسمى مؤمناً .

· ثم حرر المعتزلة مذهبهم في خمسة أصول :

1- التوحيد .

2- العدل .

3- الوعد والوعيد .

4- المنزلة بين المنزلتين .

5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

1- التوحيد : وخلاصته برأيهم ، هو أن الله تعالى منزه عن الشبيه والمماثل ( ليس كمثله شيء ) ولا ينازعه أحد في سلطانه ولا يجري عليه شيء مما يجري على الناس . وهذا حق ولكنهم بنوا عليه أحد نتائج باطلة منها : استحالة رؤية الله تعالى لاقتضاء ذلك نفي الصفات ، وأن الصفات ليست شيئاً غير الذات ، وإلا تعدد القدماء في نظرهم ، لذلك يعدون من نفاة الصفات وبنوا على ذلك أيضاَ أن القرآن مخلوق لله سبحانه وتعالى لنفيهم عنه سبحانه صفة الكلام .

2- العدل : ومعناه برأيهم أن الله لا يخلق أفعال العباد ، ولا يحب الفساد ، بل إن العباد يفعلون ما أمروا به وينهون عما نهوا عنه بالقدرة التي جعلها الله لهم وركبها فيهم وأنه لم يأمر إلا بما أراد ولم ينه إلا عما كره ، وأنه ولي كل حسنة أمر بها ، بريء من كل سيئة نهى عنها ، لم يكلفهم ما لا يطيقون ولا أراد منهم ما لا يقدرون عليه . وذلك لخلطهم بين إرادة الله تعالى الكونية وإرادته الشرعية .

3- الوعد والوعيد : ويعني أن يجازي الله المحسن إحساناً ويجازي المسيء سوءاً ، ولا يغفر لمرتكب الكبيرة إلا أن يتوب .

4- المنزلة بين المنزلتين : وتعني أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين الإيمان والكفر فليس بمؤمن ولا كافر . وقد قرر هذا واصل بن عطاء شيخ المعتزلة .

5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : فقد قرروا وجوب ذلك على المؤمنين نشراً لدعوة الإسلام وهداية للضالين وإرشاد للغاوين كل بما يستطيع : فذو البيان ببيانه ، والعالم بعلمه ، وذو السيف بسيفه وهكذا . ومن حقيقة هذا الأصل أنهم يقولون بوجوب الخروج على الحاكم إذا خالف وانحرف عن الحق .

· ومن مبادئ المعتزلة الاعتماد على العقل كلياً في الاستدلال لعقائدهم وكان من آثار اعتمادهم على العقل في معرفة حقائق الأشياء وإدراك العقائد ، أنهم كانوا يحكمون بحسن الأشياء وقبحها عقلاً فقالوا كما جاء في الملل والنحل للشهرستاني : " المعارف كلها معقولة بالفعل ، واجبة بنظر العقل ، وشكر المنعم واجب قبل ورود السمع أي قبل إرسال الرسل ، والحسن والقبيح صفتان ذاتيتان للحسن والقبيح " .

- ولاعتمادهم على العقل أيضاً أولوا الصفات بما يلائم عقولهم الكلية ، كصفات الاستواء واليد والعين وكذلك صفات المحبة والرضى والغضب والسخط ومن المعلوم أن المعتزلة تنفي كل الصفات لا أكثرها .

- ولاعتمادهم على العقل أيضاً ، طعن كبراؤهم في أكابر الصحابة وشنعوا عليهم ورموهم بالكذب ، فقد زعم واصل بن عطاء : أن إحدى الطائفتين يوم الجمل فاسقة ، إما طائفة علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر والحسن والحسين وأبي أيوب الأنصاري أو طائفة عائشة والزبير ، وردوا شهادة هؤلاء الصحابة فقالوا : لا تقبل شهادتهم .

- وسبب اختلاف المعتزلة فيما بينهم وتعدد طوائفهم هو اعتمادهم على العقل فقط كما نوهنا -

- وإعراضهم عن النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة ، ورفضهم الاتباع بدون بحث واستقصاء وقاعدتهم التي يستندون إليها في ذلك :

" كل مكلف مطالب بما يؤديه إليه اجتهاده في أصول الدين " ، فيكفي وفق مذهبهم أن يختلف التلميذ مع شيخه في مسألة ليكون هذا التلميذ صاحب فرقة قائمة ، وما هذه الفرق التي عددناها آنفاً إلا نتيجة اختلاف تلاميذ مع شيوخهم ، فأبو الهذيل العلاف له فرقة ، خالفه تلميذه النظام فكانت له فرقة ، فخالفه تلميذه الجاحظ فكانت له فرقة ، والجبائي له فرقة ، فخالفه ابنه أبو هشام عبد السلام فكانت له فرقة أيضاَ وهكذا .

- وهكذا نجد أن المعتزلة قد حولوا الدين إلى مجموعة من القضايا العقلية والبراهين المنطقية ، وذلك لتأثرهم بالفلسفة اليونانية عامة وبالمنطق الصوري الأوسطي خاصة .

· وقد فند علماء الإسلام آراء المعتزلة في عصرهم ، فمنهم أبو الحسن الأشعري الذي كان منهم أحمد بن حنبل الذي اكتوى بنار فتنتهم المتعلقة بخلق القرآن ووقف في وجه هذه الفتنة بحزم وشجاعة نادرتين .

- ومن الردود قوية الحجة ، بارعة الأسلوب ، رد شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عليهم في كتابه القيم : درء تعارض العقل والنقل فقد تتبع آراءهم وأفكارهم واحدة واحدة ورد عليها رداً مفحماً .. وبين أن صريح العقل لا يكمن أن يكون مخالفاً لصحيح النقل .

· وقد ذكر في هذا الحديث أكثر من مرة أن المعتزلة اعتمدوا على العقل في تعاملهم مع نصوص الموحي ، وقد يتوهم أحد أن الإسلام ضد العقل ويسعى للحجر عليه . ولكن هذا يرده دعوة الإسلام إلى التفكر في خلق السموات والأرض والتركيز على استعمال العقل في اكتشاف الخير والشر وغير ذلك مما هو معروف ومشهور مما دعى العقاد - رحمه الله - إلى أن يؤلف كتاباً بعنوان : التفكر فريضة إسلامية ، ولهذا فإن من انحرافات المعتزلة هو استعمالهم العقل في غير مجاله : في أمور غيبية مما تقع خارج الحس ولا يمكن محاكمتها محاكمة عقلية صحيحة ، كما أنهم بنوا عدداً من القضايا على مقدمات معينة فكانت النتائج ليست صحيحة على إطلاقها وهو أمر لا يسلم به دائماً حتى لو اتبعت نفس الأساليب التي استعملوها في الاستنباط والنظر العقلي : مثل نفيهم الصفات عن الله اعتماداً على قوله تعالى : (( ليس كمثله شيء )) . وكان الصحيح أن لا تنفى عنه الصفات التي أثبتها لنفسه سبحانه وتعالى ولكن تفهم الآية على أن صفاته سبحانه وتعالى لا تماثل صفات المخلوقين :

وقد حدد العلماء مجال استعمال العقل بعدد من الضوابط منها :

- أن لا يتعارض مع النصوص الصحيحة .

- أن لا يكون استعمال العقل في القضايا الغيبية التي يعتبر الوحي هو المصدر الصحيح والوحيد لمعرفتها.

- أن يقدم النقل على العقل في الأمور التي لم تتضح حكمتها " وهي ما يعرف بالأمور التوقيفية ".

ولا شك أن احترام الإسلام للعقل وتشجيعه للنظر والفكر لا يعدمه على النصوص الشرعية الصحيحة . خاصة أن العقول متغيرة وتختلف وتتأثر بمؤثرات كثيرة تجعلها لا تصلح لأن تكون الحكم المطلق في كل الأمور . ومن المعروف أن مصدر المعرفة في الفكر الإسلامي يتكون من .

1- الحواس وما يقع في مجالها من الأمور الملموسة من الموجودات .

2- العقل وما يستطيع أن يصل إليه من خلال ما تسعفه به الحواس والمعلومات التي يمكن مشاهدتها واختبارها وما يلحق ذلك من عمليات عقلية تعتمد في جملتها على ثقافة الفرد ومجتمعه وغير ذلك من المؤثرات .

3- الوحي من كتاب وسنة حيث هو المصدر الوحيد والصحيح للأمور الغيبية ، وما لا تستطيع أن تدركه الحواس ، وما أعده الله في الدار الآخرة ، وما أرسل من الرسل إلخ …

وهكذا يظهر أنه لا بد من تكامل العقل والنقل في التعامل مع النصوص الشرعية كل فيما يخصه وبالشروط التي حددها العلماء .

الجذور الفكرية والعقائدية :

· هناك رواية ترجع الفكر المعتزلي في الصفات إلى أصول يهودية فلسفية فالجعد بن درهم أخذ فكره عن أبان بن سمعان وأخذها أبان عن طالوت وأخذها طالوت عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي.

وقيل : إن مناقشات الجهم بن صفوان مع فرقة السمنية - وهي فرقة هندية تؤمن بالتناسخ - قد أدت إلى تشكيكه في دينه وابتداعه لنفي الصفات .

· إن فكر يوحنا الدمشقي وأقواله تعد مورداً من موارد الفكر الاعتزالي ، إذ أنه كان يقول بالأصلح ونفي الصفات الأزلية حرية الإرادة الإنسانية .

- ونفي القدر عند المعتزلة الذي ظهر على يد الجهني وغيلان الدمشقي ، قيل إنهما أخذاه عن نصراني يدعى أبو يونس سنسويه وقد أخذ عمرو بن عبيد صاحب واصل بن عطاء فكرة نفي القدر عن معبد الجهني .

- تأثر المعتزلة بفلاسفة اليونان في موضوع الذات والصفات ، فمن ذلك قول أنباد بن قليس الفيلسوف اليوناني : " إن الباري تعالى لم يزل هويته فقط وهو العلم المحض وهو الإرادة المحضة وهو الجود والعزة ، والقدرة والعدل والخير والحق ، لا أن هناك قوى مسماة بهذه الأسماء بل هي هو ، وهو هذه كلها " انظر ا لملل والنحل ج 2 / ص58.

وكذلك قول ارسطو طاليس في بعض كتبه " إن الباري علم كله قدره كله ، حياة كله ، بصر كله " .

فاخذ العلاف وهو من شيوخ المعتزله هذه الأفكار وقال : إن الله عالم بعلم وعلمه ذاته قادر بقدره وقدرته ذاته ، حي بحياة وحياة ذاته .

- وأخذ النظام من ملاحدة الفلاسفة قوله بإبطال الجزء الذي لا يتجرأ بنى عليه قوله بالطفرة ، أي أن الجسم يمكن أن يكون في مكان ( أ ) ثم يصبح في مكان ( ج ) دون أن يمر في ( ب ) .

وهذا من عجائبه حتى قيل : إن من عجائب الدنيا : " طفرة النظام وكسب الأشعري " .

- وإن أحمد بن خابط والفضل الحدثي وهما من أصحاب النظام قد طالعا كتب الفلاسفة ومزجا الفكر الفلسفي مع الفكر النصراني مع الفكر الهندي وقالا بما يلي :

1- إن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة .

2- إن المسيح تدرع بالجسد الجسماني وهو الكلمة القديمة المتجسدة .

3- القول بالتناسخ .

4- حملا كل ما ورد في الخبر عن رؤية الله تعالى على رؤية العقل الأول هو أول مبتدع وهو العقل الفعال الذي منه تفيض الصور على الموجودات .

· يؤكد العلماء تأثير الفلسفة اليونانية على فكر المعتزلة بما قام به الجاحظ وهو من مصنفي المعتزلة ومفكريهم فقد طالع كثيراً من كتب الفلاسفة وتمذهب بمذهبهم - حتى إنه خلط وروج كثيراً من مقالاتهم بعبارته البليغة .

- ومنهم من يرجع فكر المعتزلة إلى الجذور الفكرية والعقدية في العراق - حيث نشأ المعتزلة - الذي يسكنه عدة فرق تنتهي إلى طوائف مختلفة ، فبعضهم ينتهي إلى الكلدان وبعضهم إلى الفرس وبعضهم نصارى وبعضهم يهود وبعضهم مجوس . وقد دخل هؤلاء في الإسلام وبعضهم قد فهمه على ضوء معلوماته القديمة وخلفيته الثقافية والدينية .

الفكر الاعتزالي الحديث :

يحاول بعض الكتاب والمفكرون في الوقت الحاضر إحياء فكر المعتزلة من جديد بعد أن عفى عليه الزمن أو كاد .. فألبسوه ثوباً جديداً ، وأطلقوا عليه أسماء جديدة مثل … العقلانية أو التنوير أو التجديد أو التحرر الفكري أو التطور أو المعاصرة أو التيار الديني المستنير أو اليسار الإسلامي ..

- وقد قوى هذه النزعة التأثر بالفكر الغربي العقلاني المادي ، وحاولوا تفسير النصوص الشرعية وفق العقل الإنساني .. فلجأوا إلى التأويل كما لجأت المعتزلة من قبل ثم أخذوا يتلمسون في مصادر الفكر الإسلامي ما يدعم تصورهم ، فوجدوا في المعتزلة بغيتهم فأنكروا المعجزات المادية .. وما تفسير الشيخ محمد عبده لإهلاك أصحاب الفيل بوباء الحصبة أو الجدري الذي حملته الطير الأبابيل .. إلا من هذا القبيل .

· وأهم مبدأ معتزلي سار عليه المتأثرون بالفكر المعتزلي الجدد هو ذاك الذي يزعم أن العقل هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة ، حتى لو كانت هذه الحقيقة غيبية شرعية ، أي أنهم أخضعوا كل عقيدة وكل فكر للعقل البشري القاصر .

· وأخطر ما في هذا الفكر الاعتزالي .. محاولة تغيير الأحكام الشرعية التي ورد فيها النص اليقيني من الكتاب والسنة .. مثل عقوبة المرتد ، وفرضية الجهاد ، والحدود ، وغير ذلك .. فضلاً عن موضوع الحجاب وتعدد الزوجات ، والطلاق والإرث .. إلخ .. وطلب أصحاب هذا الفكر إعادة النظر في ذلك كله .. وتحكيم العقل في هذه المواضيع . ومن الواضح أن هذا العقل الذي يريدون تحكيمه هو عقل متأثر بما يقوله الفكر الغربي حول هذه القضايا في الوقت الحاضر .

· ومن دعاة الفكر الاعتزالي الحديث سعد زغلول الذي نادى بنزع الحجاب عن المرأة المصرية وقاسم أمين مؤلف كتاب تحرير المرأة و المرأة الجديدة ، ولطفي السيد الذي أطلقوا عليه : " أستاذ الجيل " وطه حسين الذي أسموه " عميد الأدب العربي " وهؤلاء كلهم أفضوا إلى ما قدموا . هذا في البلاد العربية .

أما في القارة الهندية فظهر السير أحمد خان ، الذي منح لقب سير من قبل الاستعمار البريطاني . وهو يرى أن القرآن الكريم لا السنة هو أساس التشريع وأحل الربا البسيط في المعاملات التجارية . ورفض عقوبة الرجم والحرابة ، ونفى شرعية الجهاد لنشر الدين ، وهذا الأخير قال به لإرضاء الإنجليز لأنهم عانوا كثيراً من جهاد المسلمين الهنود لهم .

- وجاء تلميذه سيد أمير علي الذي أحل زواج المسلمة بالكتابي وأحل الاختلاط بين الرجل والمرأة .

- ومن هؤلاء أيضاً مفكرون علمانيون ، لم يعرف عنهم الالتزام بالإسلام .. مثل زكي نجيب محمود صاحب ( الوضعية المنطقية ) وهي من الفلسفة الوضعية الحديثة التي تنكر كل أمر غيبي .. فهو يزعم أن الاعتزال جزء من التراث ويجب أن نحييه ، وعلى أبناء العصر أن يقفوا موقف المعتزلة من المشكلات القائمة ( انظر كتاب تجديد الفكر العربي ص 123 ) .

- ومن هؤلاء أحمد أمين صاحب المؤلفات التاريخية والأدبية مثل فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام ، فهو يتباكى على موت المعتزلة في التاريخ القديم وكأن من مصلحة الإسلام بقاؤهم ، ويقول في كتابه : ضحى الإسلام : " في رأيي أن من أكبر مصائب المسلمين موت المعتزلة " .

- ومن المعاصرين الأحياء الذين يسيرون في ركب الدعوة الإسلامية من ينادي بالمنهج العقلي الاعتزالي في تطوير العقيدة والشريعة مثل الدكتور محمد فتحي عثمان في كتابه الفكر الإسلامي والتطور .. والدكتور حسن الترابي في دعوته إلى تجديد أصول الفقه حيث يقول : " إن إقامة أحكام الإسلام في عصرنا تحتاج إلى اجتهاد عقلي كبير ، وللعقل سبيل إلى ذلك لا يسع عاقل إنكاره ، والاجتهاد الذي نحتاج إليه ليس اجتهاداً في الفروع وحدها وإنما هو اجتهاد في الأصول أيضاً " ( أنظر كتاب المعتزلة بين القديم والحديث ص 138 ) .

- وهناك كتاب كثيرون معاصرون ، ومفكرون إسلاميون يسيرون على المنهج نفسه ويدعون إلى أن يكون للعقل دور كبير في الاجتهاد وتطويره ، وتقويم الأحكام الشرعية ، وحتى الحوادث التاريخية .. ومن هؤلاء فهمي هويدي ومحمد عمارة - صاحب النصيب الأكبر في إحياء تراث المعتزلة والدفاع عنه - خالد محمد خالد و محمد سليم العوا ، وغيرهم . ولا شك بأهمية الاجتهاد وتحكيم العقل في التعامل مع الشريعة الإسلامية ولكن ينبغي أن يكون ذلك في إطار نصوصها الثابتة وبدوافع ذاتية وليس نتيجة ضغوط أجنبية وتأثيرات خارجية لا تقف عند حد ، وإذا انجرف المسلمون في هذا الاتجاه - اتجاه ترويض الإسلام بمستجدات الحياة والتأثير الأجنبي بدلاً من ترويض كل ذلك لمنهج الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - فستصبح النتيجة أن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من الشريعة إلا رسمها ويحصل للإسلام ما حصل للرسالات السابقة التي حرفت بسبب اتباع الأهواء والآراء حتى أصبحت لا تمت إلى أصولها بأي صلة .

ويتضح مما سبق :

أن حركة المعتزلة كانت نتيجة لتفاعل بعض المفكرين المسلمين في العصور الإسلامية مع الفلسفات السائدة في المجتمعات التي اتصل بها المسلمون . وكانت هذه الحركة نوع من ردة الفعل التي حاولت أن تعرض الإسلام وتصوغ مقولاته العقائدية والفكرية بنفس الأفكار والمناهج الوافدة وذلك دفاعاً ع الإسلام ضد ملاحدة تلك الحضارات بالأسلوب الذي يفهمونه . ولكن هذا التوجه قاد إلى مخالفات كثيرة وتجاوزات مرفوضة كما فعل المعتزلة في إنكار الصفات الإلهية تنزيها لله سبحانه عن مشابهة المخلوقين .

ومن الواضح أيضاً أن أتباع المعتزلة الجدد وقعوا فيما وقع فيه أسلافهم ، وذلك أن ما يعرضون الآن من اجتهادات إنما الهدف منها أن يظهر الإسلام بالمظهر المقبول عند أتباع الحضارة الغربية والدفاع عن النظام العام قولاً بأنه إن لم يكن أحسن من معطيات الحضارة الغربية فهو ليس بأقل منها .

ولذا فلا بد أن يتعلم الخلف من أخطاء سلفهم ويعلموا أن عزة الإسلام وظهوره على الدين كله هي في تميز منهجه وتفرد شريعته واعتباره لمرجع الذي يقاس عليه الفلسفات والحضارات في الإطار الذي يمثله الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في شمولهما وكما لهما .















رد مع اقتباس
غير مقروء 28-Apr-2003, 11:35 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابو وايل
عضو
إحصائية العضو






التوقيت


ابو وايل غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ابو وايل إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ابو وايل إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ابو وايل
افتراضي النصيرية

النُصيرية

التعريف :

النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة ، أصحابها يعدون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهياً في علي وألهوه به ، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه وهم مع كل غاز لأرض المسلمين ، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين تمويهاً وتغطية لحقيقتهم الرافضية والباطنية .

أبرز الشخصيات :

· مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري ( ت 270ه‍ ) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي( العاشر ) والحسن العسكري ( الحادي عشر ) ومحمد المهدي (الموهوم ) (الثاني عشر) .

_ زعم أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري ، وأنه وارث علمه ، والحجة والمرجع للشيعة من بعده ، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي .

_ ادعى النبوة والرسالة وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية .

· خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب .

· ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 _ 287 ه‍ من جنبلا بفارس ، وكنيته العابد والزاهد والفارسي ، سافر إلى مصر وهناك عرض دعوته إلى الخصيبي .

· حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيبسي : المولود سنة 260 ه‍ مصري الأصل جاء مع أستاذه عبد الله بن محمد الجنبلاني من مصر إلى جنبلا ، وخلفه في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي والآخر في بغداد ورئيسه علي الجسري .

_ وقد توفي في حلب وقبره معروف بها وله مؤلفات في المذهب وأشار في مدح آل البيت وكان يقول بالتناسخ والحلول .

· انقرض مركز بغداد بعد حملة هولاكو عليها .

· انتقل مركز حلب إلى اللاذقية وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن قاسم الطبراني 358 _ 427 ه‍ .

· اشتدت هجمات الكراد والتراك عليهم مما دعاهم إلى الإستنجاد بالأمير حسن المكزون السنجاري 583 _ 638ه‍ ومداهمة المنطقة مرتين ، فشل في حملته الولى ونجح في الثانية حيث أرسى قواعد المذهب النصيري في جبال اللاذقية .

· ظهر فيهم عصمة الدولة حاتم الطوبان حوالي 700ه‍ 1300م وهو كاتب الرسالة القبرصية .

· وظهر حسن عجرد من منطقة أعنا ، وقد توفي في اللاذقية سنة 836 / 1432م .

· نجد بعد ذلك رؤساء تجمعات نصيرية كتلك التي أنشأها الشاعر القمري محمد بن يونس كلاذي 1011ه‍/1602م قرب أنطاكية ، وعلي الماخوس وناصر نصيفي ويوسف عبيدي .

· سليمان أفندي الأذني : ولد في أنطاكية سنة 1250 ه‍ وتلقى تعاليم الطائفة لكنه تنصر على يد أحد المبشرين وهرب إلى بيروت حيث أصدر كتابه الباكورة السليمانية يكشف فيه أسرار هذه الطائفة ، استدرجه النصيريون بعد ذلك وطمأنوه فلما عاد وثبوا عليه وخنقوه واحرقوا جثته في إحدى ساحات اللاذقية .

· عرفوا تاريخيا باسم النصيرية ، وهو اسمهم الأصلي ولكن عندما شُكِّل حزب سياسي في سوريا باسم ( الكتلة الوطنية ) أراد الحزب أن يقرب النصيرية إليه ليكسبهم فأطلق عليهم اسم العلويين وصادف هذا هوى في نفوسهم وهم يحرصون عليه الآن . هذا وقد أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم ( دولة العلويين ) وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920 إلى سنة 1936 م .

· محمد أمين غالب الطويل : شخصية نصيرية ، كان أحد قادتهم أيام الإحتلال الفرنسي لسوريا ، ألف كتاب تاريخ العلويين يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة .

· سليمان المرشد : كان راعي بقر ، لكن الفرنسيين احتضنوه وأعانوه على ادعاء الربوبية ، كما اتخذ له رسولا ( سليمان الميده ) وهو راعي غنم ، ولقد قضت عليه حكومة الإستقلال وأعدمته شنقاً عام 1946 م .

جاء بعده ابنه مجيب ، وادعى الألوهية ، لكنه قتل أيضاً على يد رئيس المخابرات السورية آنذاك سنة 1951 م ، وما تزال فرقة ( المواخسة ) النصيرية يذكرون اسمه على ذبائحهم .

· ويقال بأن الأبن الثاني لسليمان المرشد اسمه ( مغيث ) وقد ورث الربوبية المزعومة عن أبيه . واستطاع العلويون ( النصيريون ) أن يتسللوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا، واشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965 م بواجهة سنية ثم قام تجمع القوى التقدمية من الشيوعيين والقوميين والبعثيين بحركته الثورية في 12 مارس 1971 م وتولى الحكم العلويين رئاسة الجمهورية.





أهم العقائد :

· جعل النصيرية علياً إلها، وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص .

· لم يكن ظهور ( الإله علي ) في صورة الناسوت إلا إيناساً لخلقه وعبيده .

· يحبون ( عبد الرحمن بن ملجم ) قاتل الإمام علي ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت من الناسوت ويخطئون من يلعنه .

· يعتقد بعضهم أن علياً يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده وإذا مر بهم السحاب قالوا : السلام عليك أبا الحسن ، ويقولون إن الرعد صوته والبرق سوطه

· يعتقدون أن علياً خلق محمد صلى الله عليه وسلم وان محمداً خلق سلمان الفارسي وان سلمان الفارسي قد خلق الأيتام الخمسة الذين هم :

_ المقداد بن الأسود ويعدونه رب الناس وخالقهم والموكل بالرعود .

_ أبو ذر الغفاري : الموكل بدوران الكواكب والنجوم .

_ عبد الله بن رواحة : الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر .

_ عثمان بن مظعون : الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان .

_ قنبر بن كادان : الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام .

· لهم ليلة يختلط فيهم الحابل بالنابل كشأن بعض الفرق الباطنية .

· يعظمون الخمرة ، ويحتسونها ، ويعظمون شجرة العنب لذلك ، ويستفظعون قلعها او قطعها لأنها هي أصل الخمرة التي يسمونها( النور ) .

· يصلون في اليوم خمس مرات لكنها صلاة تختلف في عدد الركعات ولا تشتمل على سجود وإن كان فيها نوع من ركوع أحيانا. ً

_ لايصلون الجمعة ولا يتمسكون بالطهارة من وضوء ورفع جنابة قبل أداء الصلاة .

_ ليس لهم مساجد عامة ، بل يصلون في بيوتهم ، وصلاتهم تكون مصحوبة بتلاوة الخرافات .

· لهم قداسات شبيهة بقداسات النصارى من مثل :

_ قداس الطيب لك أخ حبيب .

_ قداس البخور في روح ما يدور في محل الفرح والسرور .

_ قداس الأذان وبالله المستعان .

· لا يعترفون بالحج ، ويقولون بأن الحج إلى مكة إنما هو كفر وعبادة أصنام !! .

· لا يعترفون بالزكاة الشرعية المعروفة لدينا – نحن المسلمين – وإنما يدفعون ضريبة إلى مشايخهم زاعمين بأن مقدارها خمس ما يملكون .

· الصيام لديهم هو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان .

· يبغضون الصحابة بغضاً شديداً ، ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين .

· يزعمون بأن للعقيدة باطنا وظاهراً وانهم وحدهم العالمون بباطن الأسرار، ومن ذلك :

_ الجنابة : هي موالاة الأضداد والجهل بالعلم الباطني .

_ الطهارة : هي معاداة الأضداد ومعرفة العلم الباطني .

_ الصيام : هو حفظ السر المتعلق بثلاثين رجلاً وثلاثين امرأة .

_ الزكاة : يرمز لها بشخصية سلمان .

_ الجهاد : هو صب اللعنات على الخصوم وفُشاة الأسرار .

_ الولاية : هي الإخلاص للأسرة النصيرية وكراهية خصومها .

_ الشهادة : هي أن تشير إلى صيغة ( ع . م . س ) .

_ القرآن : هو مدخل لتعليم الإخلاص لعلي ، وقد قام سلمان (( تحت اسم جبريل )) بتعليم القرآن لمحمد .

_ الصلاة : عبارة عن خمس أسماء هي : علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة و( محسن ) هذا هو ( السر الخفي ) إذ يزعمون بأنه سقط طرحته فاطمة ، وذكر هذه الأسماء يجزئ عن الغسل والجنابة والوضوء .

· اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء النصيريين لا تجوز مناكحتهم ، ولا تباح ذبائحهم ، ولا يصلى على من مات منهم ولا يدفن في مقابر المسلمين ، ولا يجوز استخدامهم في الثغور والحصون .

· يقول ابن تيمية : ( هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية – هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية – أكفر من اليهود والنصارى ، بل وأكفر من كثير من المشركين ، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار والفرنج وغيرهم.. وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين ، فهم مع النصارى على المسلمين ، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ، ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم .

· الأعياد : لهم أعياد كثيرة تدل على مجمل العقائد التي تشتمل عليها عقيدتهم ومن ذلك :

_ عيد النيروز : في اليوم الرابع من نيسان ، وهو أول أيام سنة الفرس .

_ عيد الغدير : وعيد الفراش وزيارة يوم عاشوراء في العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الحسين في كربلاء .

_ يوم المباهلة أو يوم الكساء :في التاسع من ربيع الأول ذكرى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران للمباهلة .

_ عيد الأضحى : ويكون لديهم في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة .

_ يحتفلون بأعياد النصارى كعيد الغطاس ، وعيد العنصرة ، وعيد القديسة بربارة ، وعيد الميلاد ، وعيد الصليب الذي يتخذونه تاريخاً لبدء الزراعة وقطف الثمار وبداية المعاملات التجارية وعقود الإيجار والأستئجار .

_ يحتفلون بيوم ( دلام ) وهو اليوم التاسع من ربيع الأول ويقصدون به مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فرحاً بمقتله وشماتة به .



الجذور الفكرية والعقائدية :

· استمدوا معتقداتهم من الوثنية القديمة وقدسوا الكواكب والنجوم وجعلوها مسكناً للإمام علي .

· تأثروا بالأفلاطونية الحديثة ونقلوا عنهم نظرية الفيض النوراني على الأشياء .

· بنوا معتقداتهم على مذهب الفلاسفة المجوس .

· أخذوا عن النصرانية ، ونقلوا عن الغنوصية النصرانية ، وتمسكوا بما لديهم من التثليث والقداسات وإباحة الخمور .

· نقلوا فكرة التناسخ والحلول عن المعتقدات الهندية والآسيوية الشرقية .

· هم من غلاة الشيعة مما جعل فكرهم يتسم بكثير من المعتقدات الشيعية وبالذات تلك المعتقدات التي قالت بها الرافضة بعامة والسبئية (جماعة عبد الله بن سبأ اليهودي) بخاصة .



الانتشار ومواقع النفوذ :

· يستوطن النصيريون منطقة جبال النصيريين في اللاذقية ، ولقد انتشروا مؤخراً في المدن السورية المجاورة لهم .

· يوجد عدد كبير منهم أيضاً في غربي الأناضول ويعرفون باسم ( التختجية والحطابون ) فيما يطلق عليهم شرقي الأناضول اسم ( القزل باشيه )

· ويعرفون في أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا باسم البكتاشية .

· هناك عدد منهم في فارس وتركستان ويعرفون باسم ( العلي إلهية ) . وعدد منهم يعيشون في لبنان وفلسطين .



الوثيقة المترجمة من الفرنسية والتي رفعها النصيريون إلى الحكومة الفرنسية بمناسبة التفاوض على منح الإستقلال لسوريا في عام 1936م



فخامة العميد السامي

بواسطة دولة حاكم اللاذقية الأفخم

نتشرف نحن رؤساء العشائر والزعماء والنواب العلويون بعرض ما يأتي :

لقد جاءت حكومة الإنتداب إلى بلادنا ونحن مستقلون عن كل سلطة في العالم بقوة سلاحنا ومنعة جبالنا. وهذا الإستقلال الغريزي دفع فريقاً منا في بادئ الأمر إلى محاربة الجيش الافرنسي احتفاظاً فيه ولكن الفريق الأكبر منا وثق بشرف فرنسا وتاريخها فوضعنا يدنا بيد الإنتداب الذي قدر لنا هذه الثقة فحفظ لنا استقلالنا ونظمه .

ومن ذلك الحين أخلصنا لفرنسا إخلاصاً لا حد له . وزاد في هذا الإخلاص أن جميع المفوضين السامين كانوا يصرحون ويعدون باسم فرنسا بضمان هذا الإستقلال وحمايته وكنا نتقبل هذه الوعود والتصريحات كما نتقبل كلام الله . إذ أنه لم يخطر في بالنا قط أنه يمكن لفرنسي يمثل حكومته أن يعد ثم يحنث في وعده .

وكم كانت دهشتنا عظيمة حين رأينا الافرنسيين المسؤولين لأول صدمة صغيرة يتلقونها من السوريين يتناسون جميع وعودهم السابقة ويعدون السوريين بتصريح رسمي بإمكان إلحاقنا في سوريا . كأن إستقلالنا هو هبة من فرنسا تعطيها حين تريد وتمنعها حين تريد . وزاد في دهشتنا أن قضيتنا مع الأسف لم تكن أثناء المفاوضات الفرنسية السورية موضع نظر وعطف ومحافظة من الافرنسيين على شرف وعودهم بل كانت كما كتبته جميع الصحف موضع مساومة . بل كانت أكثر من ذلك عملية بيع وشراء كاننا من عبيد إفريقيا يباعون لأسيادهم دون أخذ موافقتهم وهذا أمر لم نكن نتصوره ولا في الأحلام .

تجاه ذلك رأينا أن نحدد موقفنا مع فخامتكم بصراحة متناهية لاننا أمام كارثة عظمى وعلى وشك الإستشهاد في ميدان الشرف .

اننا نطالب فرنسا العظيمة بالمحافظة على وعودها وشرف قراراتها ونزيد على ذلك أننا لا نسمح حتى ولا لفرنسا الكريمة المحسنة أن تتصرف باستقلالنا وتهبه هدية لمن تريد . متناسية اخلاصنا وتضحيتنا وثقتنا من جهة ووعودها وتأكيداتها من جهة أخرى غير مهتمة بحكم التاريخ .

سيدي

عطفاً على برقياتنا وكتبنا السابقة نتشرف بعرض مايأتي :

إن العلويين يشكلون الأكثرية الساحقة من سكان حكومة اللاذقية يرفضون الرفض الجازم رجوعهم إلى التيار الإسلامي السوري ويذكرون فخامتكم ورجال البرلمان الافرنسي (كلمة غير معروفة) والأحزاب بتعهدات المفوضين السامين باحترام إستقلال العلويين وعدم إحداث أي تغيير إلا بعد أخذ رأي العلويين وموافقتهم . وهذه التعهدات تفيد في نظرنا على الأقل كل حكومة افرنسية بل تفيد شرف فرنسا وكرامتها .

اننا نؤكد لفخامتكم بمناسبة المفاوضات الافرنسية السورية أن كل اتفاق مع السوريين على قضيتنا مهما كان صغيراً لا يقيدنا بشيئ مطلقاً ولا نعترف به ولا بقانونية بل نعده خروجاً من قبل المفاوض الافرنسي على مبادئ افرنسا السامية وعلى وعودها بل على مبادئ الإنسانية التي تجيز لشعب أن يتحكم بمستقبل شعب آخر دون رضاه .

ونعتقد أن يستحيل على فرنسا الممثلة باحزابها البرلمانية أن تقرر عبودية شعب صغير صديق لأعدائه التاريخيين الدينيين ولكي تتأكدوا من عمق الهوة التي تفصل بيننا وبين السوريين وتتصوروا الكارثة المفجعة التي نحن على أبوابها نرجوكم التفضل بارسال لجنة تحقيق نيابة لتطالع على الحالة كما هي ولترى هل في الإمكان الحاق العلويين بسوريا دون التعرض لمأساة دامية تكون لطخة سوداء في تاريخ فرنسا مع إيقاف المفاوضات الافرنسية السورية فيما يختص بالعلويين لانتهاء مهمة هذه اللجنة . ولا يمنع هذا اصرارنا السابق على ذهاب وفد منا إلى باريس ونعيد ثانية لفخامتكم اننا لا نعترف مهما كلفنا الأمر بكل حل أو تعهد في قضيتنا لا يؤخذ رأينا أو موافقتناعليه وإذا كنتم تريدون تطبيق مبادئكم الإنسانية على الشعب السوري السني رغم عداوته لكم فلنا وطيد الأمل تطبيقها علينا نحن العلويين لأننا أصدقاء مخلصون .

وتفضلوا يا صاحب الفخامة بقبول أخلص الإحترام

رئيس المجلس التمثيلي : إبراهيم الكنج .

أعضاء : عزيز هواش . محمد سلمان الأحمد . محمد جناد

أعضاء : صقر خير بك . يوسف الحامد

11 حزيران 1936م















رد مع اقتباس
غير مقروء 28-Apr-2003, 11:37 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو وايل
عضو
إحصائية العضو






التوقيت


ابو وايل غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ابو وايل إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ابو وايل إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ابو وايل
افتراضي

اخواني
اتوقف الى هنا وسوف اكمل نشر بعض المذاهب الخرافية المتسترة بإسم الاسلام
والسلام عليكم















رد مع اقتباس
غير مقروء 29-Apr-2003, 04:05 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ابن شامان
عضو ماسي
إحصائية العضو






التوقيت


ابن شامان غير متواجد حالياً

افتراضي

العزيز ابو وايل



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كتبت ووفيت بارك الله فيك





جزاك الله كل الخير

مقتطفات رائعة

أثابك الله

كل عام وأنت إلى الله أقرب

عسى لبسك السندس وعطرك المسك وشرابك الكوثر وبيتك الجنة...




تحياتي واشواقي















رد مع اقتباس
غير مقروء 01-May-2003, 12:06 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبوأنس العتيبي
عضو فضي

الصورة الرمزية أبوأنس العتيبي

إحصائية العضو





التوقيت


أبوأنس العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

جزاك الله خير وبارك الله فيك















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »01:13 PM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي