استشاري الامم المتحدة الدكتور/ عبدالله العتيبي

[ابو بجاد العطاوي]

][`~*¤!||!¤*~`][طالب الدكتور عبد الله بن مرزوق العتيبي المتخصص في علاج سلوك الإدمان وخبير مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية واستشاري الأمم المتحدة بوضع عقوبات على المتعاطين للمخدرات, خاصة من يعاودون كرة الإدمان, حتى لا تتحول المستشفيات المخصصة بعلاج الإدمان إلى مجرد استراحات, كما طالب بتغليظ العقوبة على المروجين, لأنه ثبت في ظل الظروف الحالية وهذه الكميات الضخمة من المخدرات التي تحاول عصابات التهريب إدخالها للمملكة خطورة أمر المروج.



وطالب الدكتور العتيبي ببرامج علاجية ووقائية حقيقية, لعلاج المدمنين, وقياس استجابتهم للعلاج, وعدم الاقتصار فقط على الوعظ والإرشاد بأضرار المخدرات.



جاء ذلك في حوار الدكتور عبد الله العتيبي لـ"سبق" وفيما يلي نصه:



* بداية كيف تقرؤون البيان الصادر من وزارة الداخلية حول ضبط 113 من المهربين والمروجين للمخدرات وهذه الكميات الضخمة من المخدرات التي يراد تهريبها إلى داخل المملكة؟

- بداية نثمن الجهود الكبيرة التي تقوم بها كافة الأجهزة الأمنية, في مطاردة المروجين والمهربين, وخصوصاً رجال مكافحة المخدرات, الذين يقومون بجهود كبيرة جداً في مطاردة هؤلاء المجرمين, والمفسدين وضبط هذه الكميات الضخمة قبل أن تصل إلى أيدي المروجين من تجار التجزئة.



- وعلينا أن نقرأ الأمر من زاويتين, الأولى: دور رجال الأمن والمكافحة في مطاردة هؤلاء المجرمين, وهذا شيء مفرح ونعتز به, ونشيد بدور الأجهزة الأمنية ويقظتها, ويدل هذا على قوة الأجهزة الأمنية السعودية, ووعي أفراد المكافحة, والضربات الاستباقية الناجعة للمهربين وعصابات الاتجار في المخدرات, وضبط هذه الكميات الكبيرة في عمليات محدودة, لأن هذه الكميات الضخمة من المخدرات لو وصلت إلى مروجي التجزئة كانت تحتاج إلى أكثر من خمسة آلاف أو ستة آلاف عملية ضبط للمروجين الصغار.



الزاوية الثانية التي يجب التوقف عندها, وهي أين ستذهب هذه الكميات, ونحن نعلم تماماً أن المملكة ليست دولة عبور للمخدرات, أي لسنا جسراً لعبور هذه المخدرات, معنى ذلك أن أي كمية ستدخل ستبحث عن متعاطين لها, ومستهلكين للمخدرات, وما لم يتم تحصين المجتمع بكافة فئاته وشرائحه من هذه الآفة الخطيرة, سيكون الأمر أشد خطورة.



* وكيف يتم التحصين أليس هناك توعية بأضرار المخدرات تشارك فيها أجهزة إرشادية وتوعوية؟

- هذه جهود مشكورة ومقدرة, ولكن نريد برامج علاجية ووقائية من المخدرات بكافة أنواعها, نريد برامج تطبق فعلياً على كل شريحة من شرائح المجتمع, فنريد برنامج وقاية لطلاب المدارس, ونطبق هذا البرنامج ثم نقيس الأداء, وكذلك برنامج وقائي لطلاب الجامعات وهكذا.



* التركيز على التوعية أليس أمراً مهماً إضافة إلى عمليات الضبط القوية للمهربين؟

- نحن نريد تحصين المجتمع من هذه الآفات, الصغار والكبار, وإعطاءهم الجرعة الكافية ضد هذا الخطر, الجميع يعرفون أضرار المخدرات وخطورتها, ومع ذلك نجد متعاطين, هناك من يريدون التجريب, ويزعمون أنهم قادرون على الإقلاع بعد التجربة, ثم يقعون في الوحل ولا يخرجون, بعد أن يصبحوا مدمنين, وتاجر ومروج المخدرات مجرم, لا يوجد لديه إنسانية, وهو يقوم بتجارة قذرة يريد مستهلكين بأي طريقة, ولا يعنيه المجتمع سليم أم لا.



* أليست الضبطيات تحد من هذه الخطورة؟

- ضبطيات رجال الأمن ومطارداتهم للمهربين والمروجين مهمة جداً, ولها دورها الكبير في الحد من هؤلاء المجرمين, ولكن ليس كل الموضوع, فالضبط ليس وحده الحل, بل الحل في وجود برامج علاجية ووقائية مكملة لدور أجهزة المكافحة, وهذه البرامج هي التي تحصن المجتمع من هذه الشرور, وتخفف حجم الكارثة من المتعاطين والمستهلكين لهذه المخدرات.



* المفهوم التوعوي والمفهوم الوقائي كيف يتم تطبيقهما؟

- يكون ذلك من خلال برامج علمية تطبق فعلياً, فالمعلومات قد تصل إلى الفرد وإلى الأسرة ولكن لا تطبق, لذلك نجد من يقع في خطر الإدمان, فهناك من وقع فعلاً في الإدمان ولابد من علاجه, ولكن الخطر فيمن لم يقع ومستهدف من عصابات المخدرات والمروجين, وهذا يتطلب برامج وقائية تحصينية.



* وهل البرامج الوقائية الحالية ليست مؤثرة؟

- لم أقل ذلك ولكن علينا أن نستشعر الخطر, والكميات التي يتم ضبطها لأن تجعلنا نعيد النظر, ونعد برامج وقائية تعتمد على المقياس الفعلي في الأداء لا مجرد توعية كلامية.



* وما هو الحل؟

- الحل القضاء على المستهلكين, وعلاج المدمنين وهنا نقطع الطريق أمام المروج والمهرب وتاجر الجملة وتاجر التجزئة, فعدم وجود مستهلك أو متعاطٍ للمخدرات هو الحل, وإن لم نصل إلى هذا الحل كلياً علينا أن نخفف من المتعاطين ونقلل من حجمهم.



* هل سوق السعودية وإمكاناته المادية يعد عامل جذب للمهربين والمروجين؟

- قد يكون هذا صحيحاً, ولكن المخدرات ليست إمكانات مادية فقط, فالمتعاطي والمدمن اللذان لديهما إمكانات سوف يشتريان المخدرات بفلوسهما, ومن ليس لديه سيلجأ إلى الجريمة من سرقة وسطو وغيرهما لتوفير المال لشراء المخدرات.



* وهل نوعية الجرائم اختلفت بعد تفشي الإدمان لدى البعض؟

- نعم.. فقد كانت المخدرات في المجتمع السعودي فرعاً من الجريمة, فتجد جرائم سرقات أو اعتداء أو لواط مقرونة بالمخدرات, الآن أصبحت المخدرات جريمة دافعة لارتكاب جرائم أخرى, فالمتعاطي والمدمن يلجآن إلى السرقة أو يقومان بعمليات اغتصاب وزنا وخطف تحت تأثير المخدرات.



* أليست العقوبات الرادعة تحد من انتشار المخدرات؟

- نعم هذا صحيح, فعقوبة الاتجار في المخدرات القتل, والمملكة الدولة الوحيدة التي تطبق هذه العقوبة على المتاجرين في المخدرات, ولكن عقوبات الترويج ما بين خمس سنوات وعشرين سنة, وأنا أطالب بتطبيق عقوبة القتل على المروجين لردعهم.



* ولكن أين المشكلة إذاً؟

- المشكلة في المدمنين, الذين يستهلكون المخدرات, المشكلة لا توجد عقوبات على هؤلاء, ومن ثم هم في مأمن من العقوبة, فيجب أن يكون هناك تحكم في هؤلاء المدمنين, فمن عاد بعد العلاج يجب ألا يكون في مأمن عن العقوبة, ومن ثم فالانفلات يكون من المتعاطين, الذين يدخلون المستشفيات للعلاج من الإدمان مرات ومرات, ومن هنا تضيع إمكانات المستشفيات على الصرف على أناس متعاطين, أمنوا العقوبات, حتى لا تتحول المستشفيات إلى مرتع للمتعاطين.









خفايا وأسرار ضبط أكبر عمليات تهريب للمخدرات في السعودية :

عصابات منظمة وراء العمليات ..والمتابعة استمرت شهرين




كشفت مصادر لـ"سبق" أن عملية ضبط المخدرات التي أعلنت عنها الأجهزة أمس, تعد من أكبر العمليات التي تم ضبطها خلال السنوات الأخيرة, وأن عصابات منظمة لديها وسائل حديثة، وطرق مبتكرة , وإمكانات مادية وبشرية تقف وراء عمليات تهريب المخدرات خاصة الكميات الكبيرة من الحشيش والهيروين, وأن المواجهات المسلحة التي وقعت بين رجال الأمن والمهربين كانت مع المهربين عن طريق البحر, وقالت المصادر: إن رجلي الأمن الذين أصيبا في المواجهات خرجا من المستشفى, وبحالة صحية جيدة, وكذلك الثلاثة من مهربين الذين أصيبوا في المواجهات, لأن إصاباتهم كانت خفيفة.



وأشارت المصادر إلى أن عمليات ضبط المروجين بالداخل كانت تتم بالتزامن, حتى لا تنقل أخبار عمليات المداهمة من العناصر الفارة إلى الآخرين للاختفاء, وما مكن رجال الأمن من الإطاحة بالرؤوس المدبرة من كبار المروجين, وقالت المصادر إن ابرز المروجين الذي تم ضبطه كان يصنع حيلا ذكية, حتى لا يقع في أيدي رجال الأمن, فقد اتخذ من سقف منزله مخزناً لتخزين المخدرات, وعندما يتم الاتفاق على بيع صفقة يحرص على الابتعاد تماما عن المنزل, وأشارت المصادر إلى وجود جنسيات باكستانية ويمنية وسورية بين المهربين.



كما أكدت المصادر أن جميع المتهمين الـ 113 صدقوا اعترافاتهم شرعاً, واعترفوا بما قاموا به من عمليات تهريب وترويج, وقالت المصادر: إن أجهزة الأمن استطاعت بفضل الله عز وجل توجيه ضربة قوية وقاصمة للمروجين والمهربين.



ويتوقع أن تؤثر الضربة الأمنية القوية على مروجي المخدرات في الداخل, الذين سيحاولون الاختفاء ووقف نشاطهم مما يؤدي إلى ارتفاع رهيب في أسعار المخدرات, فقد تتضاعف أسعار الحبوب المخدرة من 30 ريالا إلى 60و70 ريالا, وكيلو الحشيش إلى أكثر من 20 إلف ريال.



وقالت المصادر: إن عمليات المتابعة والرصد للمهربين ومروجي المخدرات استغرقت شهرين, وأن معظم أعمار الذين تم ضبطهم تراوح مابين العقدين الثالث والرابع, ووجد بحوزة معظم المضبوطين أسلحة نارية, من رشاشات ومسدسات, إضافة إلى أسلحة بيضاء, وأرجعت المصادر ضعف عمليات المقاومة للمهربين لأمرين أساسيين: نجاح الأجهزة الأمنية في عمليات المباغتة للمهربين والمروجين, إضافة إلى الطوق الأمني المحكم من الأجهزة الأمنية عند تنفيذ عملية الضبط.



][`~*¤!||!¤*~`][