اختيار تصميم الجوال
|
|
|
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
11-Aug-2008, 10:42 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
معالم الهـــــدايـة في رمــضــان- الحلقة الثانية -
معالم الهـــــدايـة في رمــضــان
الحلقة الثانية نواصل آثار ذلك الشطط في عدد من المجالات : 2- مجال الأكل : أما المجال الثاني من المجالات التي اعتدينا فيها فهو مجال الأكل فإذا كان أحد الأهداف الرئيسة للصوم تقليل الطعام سواء في وقت الصيام أو بعده فإننا تفننا في تنويع الطعام وتكثيره والمبالغة فيه إلى حد الإسراف بحيث أصبح الإنسان يأكل حتى التخمة في فطوره وكذلك في سحوره ، ولا يدع الأكل بينهما مما يجعله متكاسلا عن العبادة بعيدا عن الجو الإيماني ، وبناء على هذا الشره في الأكل أصبح التجار يشــرعون في الإعداد لمستلزمات رمضان قبل مجيئه بـنـحـــــو شهرين، وتقدر بعض الجهات أن مـا يستهلكه كثير من المسلمين في رمضان يصل إلى ثلاثة أمثال ما يستهلكونه في غير رمضان!! وقد صار رمضان عبئاً ثقيلاً على الحكومات التي توفر السلع المدعومة لمواطنيها! 3- مجال العلاقات الاجتماعية : ومن المجالات التي عكسنا الأمر فيها في رمضان مجال العلاقات الاجتماعية فالذي يتأمل النصوص الواردة في هذا الشهر يلحظ أنها خففت من العلاقات الاجتماعية ، فالصيام طيلة النهار يخفف من العلاقات الاجتماعية المبنية على الولائم و الاعتكاف هو الآخر وجه ثان للخلوة بالنفس والبعد عن العلاقات الاجتماعية وقل مثل ذلك عن بقية التوجيهات الرمضانية التي تخفف من العلاقات الاجتماعية وتحولها إلى تجمعات عبادية بارزة سواء في تفطير الصائمين , أو الاجتماع لصلاة القيام , أو مدارسة القرآن ونحوها . فاعتدينا على ذلك وعكسنا الأمر ! فتجد مجموعة من الأصدقاء كان لهم لقاء أسبوعيا في غير رمضان فجعلوه لقاء يوميا على مائدة الإفطار , فالعشاء كل يوم عند واحد وقد تجد جيرانا لهم لقاء أسبوعيا أو شهريا فإذا جاء رمضان أصبح هذا اللقاء يوميا , كل يوم الإفطار عند شخص منهم . إن الاجتماع طيب وإن الصلة مطلوبة خصوصاً إذا كانت بين الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء لكن اختيار الوقت غير مناسب فهي سبب للتأخر عن الصلاة وهي سبب للإسراف والتبذير وهي سبب للغيبة والنميمة وهي سبب لقسوة القلب وهي سبب لغير ذلك فهلا أجلت هذه الاجتماعات والعلاقات والولائم إلى ما بعد رمضان , أو قدمتها قبله وما المحرك لها في رمضان هل هي قربه بذاتها . إن الأمر يحتاج إلى وقفة منا ؛ إلى منع حدوثها وتكرارها كل عام , فأشهر السنة كثيرة والمجال متسع , فإن لم نسارع إلى بذل المزيد من مقومات ومنشطات العبادة , فلا أقل من أن نوقف الأشياء التي تمنع الاستفادة من هذه العبادة وتحقيق مقصودها الشرعي . 4- مجال الترفيه : ينطلق الإسلام من نظرته للترفيه من منطلق نظرته الشاملة للإنسان والحياة , فالترفيه جزء محدود يراد به الترفيه عن النفس وعدم إملالها سواء بالعبادة أو بالأعمال الأخرى ، ومن هذا المنطلق سميت صلاة التراويح لأنهم كانوا يراوحون بين أرجلهم في القيام و يجلسون للراحة بين ركعات الصلاة ، ولكن الأمر عندناً انقلب بل انعكس تماماً ، فالترفيه الذي كان قبل رمضان يمثل نسبة معقولة , أو قليلة بالنسبة لحياة بعض الناس _ وإن كانت عالية - انقلب في رمضان إلى أغلب الوقت ، فمثلاً تجد شاباً كان يمارس الرياضة يوماً من الأسبوع ولما دخل رمضان أصبح يمارسها كل ليلة ، بل تجد مجموعة من زملاء العمل أو الأصدقاء أو غير ذلك كان يجتمعون لمزاولة الرياضة يوماً في الأسبوع فأصبحوا في رمضان يجتمعون كل يوم . وتجد مجموعة أخرى كان لديهم جلسة أسبوعية أو نصف شهريه يتسامرون فيها ولما دخل رمضان أصبحت هذه الجلسة يومية. وقد كان السلف يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان , فإذا انصرم دعوا الله ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم أعمالهم في رمضان . أما اليوم فإن كل وسائل الإعـلام في العالم الإسلامي تشعر الناس بأن رمضان ضيف ثقيل فكأنه شر لابد منه ، ومــن ثم فإن كثيراً من البرامج ينصرف إلى الترفيه عن الناس ؛ بما يجوز وما لا يجوز ، وانقـلـب الشهر المبارك إلى موسم للهو واللعب! إننا بحاجة إلى وقفة مع أنفسنا لمراجعة سلوكنا في رمضان , فقد ارتبط رمضان في أذهان كثير منا بالتسلية والترفيه ، فعدد من الألعاب لا يقدم إلا في رمضان ، وعدد من المسابقات الترفيهية لا يقدم إلا في رمضان ، وأشخاص غلب الجد على حياتهم ينساقون مع المجتمع على مجالس الترفيه في رمضان ، إن رمضان ارتبط بأذهان عدد من الناس بما يكون فيه من وسائل الترفيه البريئة حينا والآثمة حينا آخر . |
|||
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|