لقد حرم الله تبارك وتعالى التفرق والتناحر والتنازع وبين انه سبب فشل الأمة وضياعها قال تعالى: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» (الأنفال ـ 46).
إذا علمنا هذا، فإنه يجب أن ندرك أن من أبرز أسباب حصول التنازع المنهي عنه، هو التنابز بالالقاب، فهو يحدث عداوة سامة بين أبناء الأمة وجماعاتها، فإذا انتشر هذا التنابز بالالقاء وتفشى التصنيف واتهام الآخرين بالخروج عن الطريق السوي والصراط المستقيم بمجرد أوهام وخيالات تشبه السراب، دافعها الأوهام وسوء الظن، او ضغائن النفوس والاحقاد والحسد، اذا انتشر كل هذا، فلا تسل عن ضعف كلمة الأمة وتسليط بعضها على بعض.
إن هذا السلوك في تصنيف الناس بالأوهام وأغراض النفوس، لهو مناف، تمام المنافاة للعدالة ولتحقيق نشر المودة بين المؤمين، الذي هو مراد من مرادات الله، ويتنافى أيضا مع مقتضى التوجيه الإلهي الكريم «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أمنوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (الحجرات –11)،