آه يا ليل..

[فيصل محمد]

إنه صديق وقريب ومحبب لدى الكثير من الناس، كاتم الأسرار الذي لا يكل ولا يمل من الاستماع لك حين تبوح له بكل ما في قلبك.. تكلمه بكل ارتياح وطمأنينة لأنك واثق تماماً بأن ما بحت به لن يخرج لأحد أياً كان ولن تندم على ذلك ابداً بل على العكس ستشتاق لقدومه كثيراً وستعد ساعات ودقائق النهار بلهفة لتروي له ما يجول في خاطرك.

آه يا ليل ما أجملك عندما تزدان بالقمر المضيء الذي يبعثر ظلمتك وبالنجوم المشعة كالفضة المتلالئة والمتناثرة بكل اتقان وأناقة تبعث في النفس الراحة وفي العين التأمل والمتعة والاكبار للخالق جل جلاله.

يا لروعتك أيها الليل بسحرك وجاذبيتك التي تجبر النفس على أن تطلق العنان لمشاعرها وأفكارها لتطير لك وترفرف من خلالك وتداعبها بكل حب وحنان وتخفف من ألمها وحزنها وبعد ذلك عيناك اللتان أتعبهما الأرق وجافاهما النوم تحس بهما تتثاقلان شيئاً فشيئاً فلم تعد تشعر بشيء إلا بنور الشمس يدغدغ جفونك الناعسة وبصوت زقزقة العصافير يعلنان عن ابتداء يوم جديد وجميل وغاية الروعة بإذن الله.