![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() العرب واسرائيل من اسقاطات الحرب الي استحقاقات السلام - الأمن المشترك طريق الخروج من حمامات الدم - خالد الخيرو من جديد غاصت العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية في سباق مع الزمن بين الموت والحياة، استنفار مطلق، علي طرفي نقيض بين طواحين الحرب ورايات السلام. تشابك علي شتي الصعد ينذر بانفجار قد لا يمكن السيطرة عليه في ظل اجواء دولية متوترة وبعيدة عن افاق الاستقرار. وكالعادة يتحمل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حصة الاسد في تدفق انهار الدم انطلاقا من فكرته الخرفة الامن اولا، والتي تعني في حقيقتها وكما نستشفه من سياقات التطبيق السياسي لحكومة شارون (الامن لاسرائيل فقط والذل للفلسطينيين). بالامس فقط جالت الدروع الاسرائيلية لتحتل مخيم طول كرم الخاضعة للسيادة الفلسطينية وكانت النتيجة خمسين شهيدا فلسطينيا بالاضافة الي اعادة احتلال المدينة، واسر من وجدت. القوات الاسرائيلية المرعوبة، انه قد يكون احد الذين ارعبوها بالعمليات الاستشهادية. واستباقا من شارون للتصعيد الفلسطيني المحتمل والرد الذي يمكن ان يحصد عدداً من القتلي الاسرائيليين، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي الجاهل بمفاهيم السلام، امكانية التفاوض مع الفلسطينيين حتي من دون وقف اطلاق النار. اعلان شارون قد يفسر علي انه تراجع كبير من لدن رئيس الوزراء الاسرائيلي وتنازل عن شرط الوقف المطلق للعنف مدة اسبوع قبل بدء المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. وهذا يمكن ان ينتج عنه احتمال تنازل شارون عن احد الشروط الاساسية التي اختبأ خلفها علي أمل كسر شوكة روح المقاومة الفلسطينية وبالتالي فرض نظريته الخاصة بالامن الاسرائيلي القائمة علي اذلال واستعباد الفلسطينيين. هذا احد الاحتمالات، ولكن هل الحقيقة ان شارون تنازل عن هذا الشرط من دون مقابل؟ ام انه وصل مرحلة استشعر فيها خطرا يطوق عنقه وقد يؤدي الي سقوطه؟ ما الذي هد عنجهية شارون ليركب قارب التظاهر بالتراجع؟ اعلان شارون قد يفسر علي انه تراجع كبير من لدن رئيس الوزراء الاسرائيلي وتنازل عن شرط الوقف المطلق للعنف مدة اسبوع قبل بدء المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. وهذا يمكن ان ينتج عنه احتمال تنازل شارون عن احد الشروط الاساسية التي اختبأ خلفها علي أمل كسر شوكة روح المقاومة الفلسطينية وبالتالي فرض نظريته الخاصة بالامن الاسرائيلي القائمة علي اذلال واستعباد الفلسطينيين. هذا احد الاحتمالات، ولكن هل الحقيقة ان شارون تنازل عن هذا الشرط من دون مقابل؟ ام انه وصل مرحلة استشعر فيها خطرا يطوق عنقه وقد يؤدي الي سقوطه؟ ما الذي هد عنجهية شارون ليركب قارب التظاهر بالتراجع؟ عنجهية وغطرسة المؤشرات كثيرة وكبيرة وهي تفوق برمتها ما يمكن ان يتحمله رئيس الوزراء الاسرائيلي المستأسد علي زمانه وهو في اواخر عمره المطرز بدماء الفلسطينيين الابرياء التي نزفت علي امتداد مغامراته العسكرية القذرة ضد العرب. ان التامل في متغيرات الاحداث خلال الايام الاخيرة بقودنا الي رصد جملة من العوامل التي انزلت شارون عن قبة العنجهية والغطرسة وهي تبدو لنا كما يلي: 1 ــ اسرائيلياً: ثمة اكثر من عامل ظهر في الآونة الاخيرة أشر علي ضعف قبضة شارون علي السياسة الداخلية الاسرائيلية. فقد ظهر خلاف علني بين توجهات رئيس الوزراء الاسرائيلي ومواقف وزير دفاعه بصفته رئيس حزب العمل الاسرائيلي والذي بدأ يستشعر ان شارون انزلق في مطب السقوط ولابد من استثمار الفرصة لبداية تفجير حكومته من الداخل مستفيدا من تراجع شعبية رئيس الوزراء الاسرائيلي الي ادني مستوياتها في الايام الاخيرة وسط المجتمع الاسرائيلي وفي اوساط الجيش بعد تكاثر اعداد افراد الجيش الاسرائيلي الرافضين للخدمة في الاراضي الفلسطينية التي تعيد اسرائيل احتلالها. كما ان تعزيز قناعات المجتمع الاسرائيلي بغياب الاجندة السياسية لحكومة شارون المشلولة بسبب الفهم الخاطيء لشارون لموضوع الامن. بالاضافة الي تصاعد تحرك جماعات السلام الآن، والارض مقابل السلام والناشطين الاسرائيليين في منظمات حقوق الانسان بالاضافة الي اليسار الاسرائيلي. 2 ــ فلسطينياً: قدم الفلسطينيون درساً لشارون وحكومته مفاده لا أمن لاسرائيل دون الأمن الفلسطيني. فغطرسة القوة الراكنة للآلة العسكرية والاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين افرغه الصمود الفلسطيني والقوة الجبارة للشعب الاعزل من محتواه. فاذا كانت قوة الآلة العسكرية قد غرت شارون بامكانية سحق الفلسطينيين وتركيعهم فان عدالة القضية الفلسطينية وقوة الايمان الفلسطيني بها، مع الاستعداد المطلق للاستشهاد من اجل مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ساعد علي استمرار الانتفاضة، وتحقيق مبدأ توازن القوة والرعب ضمن يوميات المواجهة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وانزال الخسائر الموجعة في صفوف الاسرائيليين.. كما ان الصمود الشعبي الفلسطيني ونجاح مختلف التنظيمات الفلسطينية في تنفيذ عمليات موجعة، بالاضافة الي صمود الرئيس عرفات في مواجهة حصار شارون والاستفزاز العسكري الاسرائيلي، كل ذلك اسقط رهان شارون علي نتائج استخدام القوة الغاشمة. بالاضافة الي ما تقدم فان التمسك الفلسطيني الصريح والواضح بما نصت عليه اتفاقات السلام مع الاسرائيليين قد اعطي مصداقية دولية للموقف الفلسطيني. علي الرغم من كل ما اقدمت عليه حكومة شارون من خرق واستفزاز فان المقابلة الفلسطينيةكانت قائمة علي ممارسة الحق الناتج عن اتفاقات السلام من دون تجاوزها وهذا ما عزز مصداقية الحديث الفلسطيني عن السلام باعتباره الطرف المعتدي عليه. موقف مشلول 3 ــ عربياً: مع ان الموقف العربي الرسمي اتسم بالشلل بسبب حالة الضعف العام نتيجة ما خلفته قضية الحرب ضد الارهاب من استحقاقات علي عدد من الدول العربية، بالاضافة الي التزام عربي باتفاقات السلام مع اسرائيل (مصر والاردن)، الا ان حالة الغليان الشعبي التي شهدتها الدول العربية وخروج التظاهرات المنددة بالصمت العربي قد حفز علي اعادة ترتيب اوراق الحرب والسلام في الشرق الاوسط. وهنا يمكن الحديث عن اتجاهين عربيين واضحين: 1ــ المبادرة السعودية الخاصة بالسلام بين العرب واسرائيل والتي خلقت موقفاً عربياً ودولياً جديداً يعكس الاستعداد العربي للسلام والتطبيع مع اسرائيل في ظل القرارات الدولية واتفاقات السلام العربي الاسرائيلي، مقابل التزام اسرائيل باستحقاقات السلام وفق مبدأ الارض مقابل السلام، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. هذه المبادرة جردت حكمة شارون من شرعيتها الوهمية المغروسة في ذهنية المجتمع الاسرائيلي، باعتبارها تطرح صفقة سلام شاملة تمنح الامن الفعلي للاسرائيليين، والسلام الشامل مع العرب الذي يضمن العيش للجميع بسلام فعلي، في حين ان اختباء حكومة شارون خلف مبدأ الامن الاسرائيلي لم يجلب للاسرائيليين غير حمامات الدم التي خلفها شارون نتيجة استخدامه القوة المفرطة ضد الفلسطينيين. كما ان المبادرة السعودية نبهت المؤسسة الاسرائيلية والتي تضم النافذين في (المؤسسة السياسية الاسرائيلية بالاضافة الي اقطاب اللوبي اليهودي في العواصم العالمية وفي مقدمتها واشنطن) الي وجود صفقة سلام عربية شاملة لم تكن مطروحة خلال الفترة الماضية، الامر الذي يفرض التعامل مع شؤون الشرق الاوسط بطريقة مغايرة لامكانيات حكومة شارون. وبهذا الخصوص لابد من التنبيه ان تلقي سوريا ومعها لبنان للمبادرة بترحيب وتنسيق واضح عكسته زيارة الرئيس بشار الاسد الي بيروت والرياض، بالاضافة الي الترحيب الفلسطيني القوي، وتأكد اعتبار المبادرة كورقة عمل اساسية ضمن جدول اعمال قمة بيروت العربية التي ستعقد اواخر الشهر الحالي ، كل ذلك عزز من ثقل المبادرة السعودية. زيارة الرئيس مبارك 2 ــ ان زيارة الرئيس المصري حسني مبارك قد جاءت في التوقيت المناسب وقد خدم تصعيد شارون لحربه ضد الفلسطينيين خلال وجود الرئيس المصري مبارك في واشنطن الموقف العربي. اذ هيأ هذا الامر للرئيس مبارك موقفا اقوي نسبيا في طرح التصور المصري لاوضاع المنطقة امام الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش علي نحو ينبه الادارة الامريكية من عواقب ترك الامور في الشرق الاوسط للانزلاق صوب حافة الانفجار، الامر الذي يضر جميع الاطراف وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية. وهنا لابد من التنويه الي ان ثقل الموقف المصري ينبع من تصور واضح لتطورات الاحداث في المنطقة. ومن المفيد بهذا الشأن الاشارة الي المواقف المصرية السابقة ومنها الموقف المصري الذي نقله اسامة الباز مستشار الرئيس المصري الي واشنطن خلال شهر آب (اغسطس) 2001 والذي حذر من انفجار الاوضاع علي نحو لا يمكن السيطرة عليه، وبعدها جاءت احداث 11 ايلول (سبتمبر) 2001 لتنبه واشنطن الي ضرورة الاستفادة من نصائح القادة العرب بشأن الاحداث في الشرق الاوسط. 4 ــ امريكياً: مما لاشك فيه ان الادارة الامريكية الحالية تتعرض لجملة من الضغوط الداخلية والخارجية وفي مقدمة هذه الضغوط نفوذ اللوبي اليهودي الاسرائيلي الذي بات علي درجة من التأثير بحيث ادي الي تطابق المواقف الامريكية مع سياسات حكومة شارون الاسرائيلية. الامر الذي شجع رئيس الوزراء الاسرائيلي علي المضي في برنامجه القائم علي القضاء علي روح المقاومة الفلسطينية. وهذا ما أدي الي وصول الحال الي ما هي عليه الآن بين الفلسطينيين والاسرائيليين. هذه الحقيقة تقابلها حقيقة انقسام الادارة الامريكية، في تعاملها مع الملف الفلسطيني الاسرائيلي.. ففي حين تعبر وزارة الخارجية الامريكية مؤسسة ووزيرا عن السياسة الامريكية التقليدية والتي هي اصلا منحازة الي اسرائيل، فان محور صقور الادارة الذي يضم (نائب الرئيس ديك تشيني، وزير الدفاع رامسفيلد ومستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي)، عمل جاهدا علي تطابق اداء الادارة الامريكية مع اداء حكومة شارون، الامر الذي اضر بمصداقية الادارة الامريكية باعتراها راعي عملية السلام في الشرق الاوسط.ومع ذلك ولأن الموقف بات علي وشك الخروج عن السيطرة نتيجة عقم السياسات الشارونية، فقد اضطرت واشنطن الي اعتماد موقف ابتعد الي حد ما عن مواقف حكومة شارون. وهذا الموقف لم يكن متأثرا بجملة المتغيرات الميدانية في الشرق فحسب بل لان اوساطا امريكية نافذة في مؤسسة اللوبي الاسرائيلي باتت علي يقين ان مهمة شارون لن تنتهي كما اريد لها ولابد من تكييف السياسات علي نحو يؤمن وقف الانزلاق صوب الانفجار الشامل. وفي ظل ذلك ظهرت بوادر الموقف الامريكي المكيف اذ انتقد وزير الخارجية الامريكي كولن باول حكومة ارييل شارون بشدة وقال (ان اعلان الحرب علي الفلسطينيين والاعتقاد بان ذلك سيحل المشكلة، من خلال رؤية اعداد الفلسطينيين الذي يمكن قتلهم، لن يقود في رأيي الي اي حل)، كما اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري حسني مبارك استعداده لمضاعفة الجهود من اجل السلام في الشرق الاوسط بالتعاون مع الرئيس حسني مبارك . وقال بوش نريد ان نعمل مع الاطراف المعنية لتطبيق خطة تينيت حول (اعادة) الامن ثم توصيات ميتشل موضحا انه سيوفد مبعوثه الخاص انطوني زيني الي المنطقة في الوقت المناسب. كما اكد بوش ان نائبه ديك تشيني الذي سيزور الشرق الاوسط سيتطرق الي موضوع النزاع الاسرائيلي الفلسطيني خلال تلك الزيارة. 5 ــ دولياً: يبدو الموقف الدولي اكثر تفهماً للموقف الفلسطيني والعربي في ظل الاستخدام المفرط للقوة من قبل اسرائيل ضد الفلسطينيين. وقد جاء قصف اسرائيل لمقر الرئيس عرفات ساعة اجتماعه مع المبعوث الاوروبي ميغيل ماراتينوس ليعزز القناعات الدولية وفي مقدمتها الاوروبية بتجاوز ارييل شارون لكل الخطوط الحمراء وبالتالي لابد من التحرك لوقف حمام الدم الفلسطيني الاسرائيلي. كما ان اصواتا اوروبية مؤثرة باتت تدين الممارسات الاسرائيلية بوضوح ودقة، وفي هذا الاطار اكدت صحيفة (الكارديان) البريطانية ان العنف الذي يمارسه الجيش والشرطة الاسرائيليان في الاراضي المحتلة هو عنف من يمارس الظلم بينما العنف الناتج عن ذلك من جانب الفلسطينيين هو مقاومة المظلوم. احتلال غير مشروع واضافت الصحيفة انه اذاكان هناك سبب للعنف فهو الاحتلال غير المشروع للاراضي الفلسطينية، لذلك فان الحل الواضح هو ان يخرج الاسرائيليون من هذه الاراضي ويفككوا المستوطنات، واذا كانت الحكومة الاسرائيلية لا تريد الانسحاب او تفكيك المستوطنات فان علي الغرب ان يفرض عليها العقوبات من خلال قطع اموال الدعم الضخمة وشحنات السلاح التي تبني الاقتصاد الاسرائيلي وآلته العسكرية. في ضوء كل ما تقدم يبدو واضحا ان جملة المتغيرات التي عرضتها ضمن هذه الاسطر ببدء مرحلة جديدة قائمة علي الالتزام ببرنامج السلام وآلياته في الشرق الاوسط. وهذه المرحلة قد تفضي الي استقرار جديد قد تزول معه حكومة شارون التي لا تصلح لمرحلة السلام. وقد قدم العرب اخر ما يمكن تقديمه عبر المبادرة السعودية واستعداد الفلسطينيين للعودة الي المفاوضات. هولندا ذكرت ان الاوروبيين بصدد اطلاق مبادرة مشتركة مع الولايات المتحدة تدعم جهود السلام، ولجنة المتابعة العربية التي عقدت اجتماعها يوم السبت 2001/3/11 دعت واشنطن لوقف الابادة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. فما الذي يمكن ان تفضي اليه كل هذه الجهود؟ كل شيء محتمل، ولكن تبقي ثمة حقيقة نعرفها جميعا، وربما اول من يعرفها شارون وهي تفيد ان الضعف العربي يسمح لاسرائيل ان تفعل بالعرب وفي مقدمتهم الفلسطينيون ما تشاء ، وربما لهذا السبب تنظر واشنطن لاوضاع الشرق الاوسط بعين عوراء. وقد يكون لهذا السبب ايضا ان نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني سيحمل خلال زيارته للمنطقة والتي ستستمر مدة عشرة ايام، غصن زيتون ميت للفلسطينيين باحدي يديه ويقدم مخطط الحرب الامريكية القادمة ضد العراق باليد الاخري، وما علي العرب الا الرضي بميزان السياسة الامريكية. |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |