وجدت ( مقال ) فيه بعضاً من التجربة والحكمة
وهو : قيل في علو الهمة : هو ( إستصغار ما دون النهاية من معالي الأمور )
فالهمة العالية : على غيرها من الهمم
كالرجل الشجاع الكريم من بين عامة الناس . . . فهو لا يرضى بدونهم . . . ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم . . . وتقف عند قدره المحامد والمكارم . . .
والهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها . . . وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان . . .
وقد أثر عن الفاروق ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه قول : ( لا تصغرن همتك . . . فإني لم أرى أقعدُ
بالرجل من سقوط همته ) . . .
قال الشاعر ابن نباته :
حاول جسيمات الأمور ولا تقل ................... إن المحامد والعلي أرزاق
وارغب بنفسك أن تكون مقصراً ............. عن غاية فيها الطلاب سباق
وقال آخر :
بقدر الجد تكتسب المعالي ........................ ينال العز من سهر الليالي
تريد العز ثم تنام ليلاً .............................. يغوص البحر من طلب اللآلي
فالناس متفاوتون في هممهم . . . فمنهم من :
أ . همته : تعانق السحاب
ب. همته : مختلطة بالتراب
كما قال أبن القيم رحمه الله : ( ولله در الهمم ما أعجب شأنها وأشد تفاوتها . . . فهمة متعلقة
بالعرش . . . وهمة حائمة حول الأنتان والحش ! ! ) . . .
ويظهر جلياً التفاوت في مطالب الناس وأهدافهم . . . والهمم الموصلة الى هذه المطالب والأهداف . . . فمن الناس من يطلب المعالي بلسانه وليس له همة في الوصول إليها . . . فهذا ( متمن مغرور ) . . .
وصاحب الهمة العالية لديه إصرار مع النكسات التي تصيبه . . . فلقد فشل ( أديسون ) مئات المرات قبل أن يكتشف ( ضوء المصباح الكهربائي ) . . .
( وهنري فورد ) أصيب بالإفلاس خمس مرات قبل أن ينجح في إختراع ( سيارته ) . . .
ولقد تم رفض ( كولونيل ساندروس ) من قبل أكثر من ألف مطعم قبل أن يزدهر بوجبة ( كنتاكي ) الشهيرة . . .
وختاماً إن صاحب الهمة العالية : يستفيد من حياته أعظم إستفادة . . . وتكون أوقاته مستثمرة بناءه . . . وهذا مطمع الصالحين . . . ومراد بالعالمين . . . ومجال المتنافسين . . .
فأوصي الجميع بعلو الهمة . . . وأخص منهم أخواني المعلمين الذين على أعينهم يصنع الجيل . . . فأقول لهم بكل أمل وتفاؤل : هل لنا بنشء يقتدي بالصالحين ويقتفي أثر المبدعين ؟؟
( منقول )
ابوثنتين