معركة عروى ( تحت المجهر ) 1300ه

[نايف عتيبة]

اسرة ابن ربيعان شاركت في وقعة عروى حيث قادهم الشيخ الفارس تركي بن سلطان بن محمد بن حمود بن ربيعان ويوجد قصائد هنا تثبت مشاركته.


معركة عروى سنة 1300هـ تقريبا
المكان: مورد ماء في عالية نجد قرب العارض اسمه عروى من ديار عتيبة

المتحاربون:
-الامير محمد بن عبد الله ال رشيد أمير حائل ومعه حاضره وباديه منهم شمر نجد وشمر الجزيرة وحسن ال مهنا أمير بريدة وحرب وهتيم، وحاضرة بريده وحاضرة حايل وما حولها

-الفريق المقابل هو قبيلة عتيبه ومعهم الامام محمد بن سعود بن فيصل آل سعود


أسبابها
كانت العلاقات بين الامام عبد الله بن فيصل آل سعود الملقب بـ(غزلان), والأمير محمد بن عبد الله بن رشيد حاكم جبل شمر، قد بلغت من السوء، ايما مبلغ سنه 1299 هـ بسبب حصار الامام لبلد المجمعه، عندها استصرخ اهل المجمعه ابن رشيد وأقبل لمناصرتهم، وكان مع الامام عبد الله اهل العارض ومن البوادي عتيبة ، رجع الامام عبد الله من الحصار وتفرقت عتيبة ، ولم يحصل قتال ,(انظر مجموع ابن عيسى التاريخي احداث السنه المذكوره)

ثم توجه محمد بن سعود بن فيصل ال سعود (غزلان),وسمي غزالان لجماله، وهو من نوادر ال سعود في الشجاعه، بل انه جمع ,الاماره، الوسامه ,الشجاعه، موهبه الشعر (شاعر)، وقل ان تجتمع هذه الصفات في شخصيه واحده توجه ابن سعود إلى عتيبة واستفزع بهم من بعد الله ضد عدوهم المشترك ابن رشيد (كما ان عتيبة عانت كثيرا من غزوات ابن رشيد) وحاول مرارا وتكرارا ان يطّوعها لكن لم يستطع، لأنها من أثقل الاسر على الحكّام.
وبالفعل خرجت فئات كبيره من عتيبة مع الامام، وقاموا بعدة غزوات على الموالين لابن رشيد كحرب وغيرها، بل انهم أغاروا على البلدان الواقعه جنوب غرب جبل سلمى وفي عمق ديار ابن رشيد، مما شكّل تهديدا صريحا لآمن حايل وعربانها.(انظر الويس موزل، ال سعود دراسة تاريخيه ,مترجم)

عندما وصلت انباء غزوات غزالان السابقه إلى حايل، كان عند ابن رشيد الشاعر، فجحان الفراوي فنظم فجحان قصيده، موجهه إلى غزالان يمدحه فيها، ويستفزه وينصحه بعدم التحرش بال رشيد فيقول:-

ياركب هجـن كبـار المثانـي ^ بين الحجر ومحقبه دوم يرعن

تلفي محمد شوق جال الثمانـي ^ ولد السعود وخالط الزين في فن

ينطحك أبو ماجد ليا جيت عاني ^ كان اقبلت عوج المراكيض وأقفن

شوري على كـل الرجال الذهاني ^ وترى القلوب الطيبه ما يغّـون

ومني عدد مابالخفـا والبيانـي ^ وترى النصايح يا فتى الجود يشرن

عندما وصلت قصيدة فجحان للامير غزالان، رد عليها بقصيده طويله ننتقي منها الابيات التي لها مساس بموضوعنا، جاء فيها والقول لغزالان، متهددا ال رشيد حتى لو كانوا في قصر الاماره بحائل (برزان) سوف يغزوهم في حايل. والشاهد قول غزالان:-

لو كان في برزان زيـن المبانـي ^ اجموعنـا وجموعكـم بيتـلاقـن

مثل صلاة الشايـب في المذرحانـي ^ اعرف ترى خمس الفرايض يصّلن

بعد هذه المساجله والتهديد المتبادل، قام غزالان بالتعبئه للغزوه, فأختار غزالان موقع عروى لتوسطه في ديار عتيبة ، حتى تقدم عليه جميع فئات عتيبة ، ولايكون المكان بعيدا عنهم، وأتت افزاع عتيبة من كل مكان ,فقدم الشيخ عقاب بن شبنان بن حميد وابن عمه الشيخ محمد بن هندي وكافة برقا، حتى ان الشيخ هذال بن فهيد جاء من عد قطان على حدود الحجاز مع نجد ,وكذالك الشيخ مناحي الهيضل، وكذلك أتت جموع كالسحاب الضخم من قبيلة الروقه على الشيخ تركي بن سلطان بن محمد بن ربيعان ، وعلى الشيخ ناصر بن محيا أمير طلحه وعلى الشيخ صنيتان الضيط أمير مزحم، وتكاملت الجموع وأقيمت العرضات الحربيه ,استعدادا للتوجه إلى حايل، عندما اجتمعت الجموع على عروى ، جائهم نذير ويقول ان ابن رشيد وجيشه قد اقبلوا، كانت مفاجئه، فأخذوا استعدادهم على عجل، واشتبكت الجموع وكان مع ابن رشيد حاضره وباديه منهم شمر و حرب ، وحاضرة بريده وحاضرة حايل وما حولها.

== المعركه ==
بعد أن سار محمد بن رشيد ومعه حسن ال مهنا أمير بريدة ودخلوا المجمعة وجعل ابن رشيد أميرا عليها من معه هو سليمان بن سامي من اهالي حائل. كل ذلك اثار حماس أحد أبناء سعود بن فيصل وهو محمد بن سعود الملقب (غزلان) الذي طلب من اخوته تناسي خلافاتهم مع عمهم عبد الله إذ كان الصراع مستشري بينهم في ذلك الوقت, والخروج لقتال عدوهم الأمير محمد بن رشيد فلم يوافقوه فخرج بنفسه عام 1300 هـ. وقصد بوادي عتيبة يستنجدهم علي ابن رشيد فاجتمع اليه عتيبة (الروقه وبرقا) لمعاداتهم لابن رشيد وميلهم لآل سعود فبلغ ذلك ابن رشيد فخرج من حائل بجنوده من البادية والحاضرة واتجه مسرعا إلى تجمع عتيبة, وكتب إلى حسن ال مهنا أمير بريدة أن يقدم اليه بجنود أهل القصيم - والتقي ابن رشيد بهم علي ماء يسمي عروى فثبت الأمير محمد بن سعود ومن معه من بوادي عتيبة وهزموا ابن رشيد أول الأمر إلا أن وصول أمير بريدة حسن بن مهنا بجنوده من أهل القصيم قد انقذوا ابن رشيد من هزيمة محققة وقلبها إلى نصر. هذه رواية عبد الرحمن بن ناصر الذي يجعل تاريخ ذلك عام 1303.

كانت معركه هائله، ثبتت فيها عتيبة ، واستطاعت ان تهزم ابن رشيد وجموعه في بدايه المعركه حيث ان الأمير غزالان ابلى شجاعه فائقه، في المعركه حتى عقرت ثلاث من الخيل تحته وحملوه عتيبة ثلاث مرات في ذلك اليوم ولأن جيش ابن رشيد جفل من كثرة خيل عتيبة ، حتى انسحب ابن رشيد من الميدان، لكن الأمير المحنك حسن بن مهنا أمير بريده نوخ الجمل وثبت وثبت معه القصمان، فلما رأهم بقيه الجيش ثبتوا جميعا، ورجعوا إلى الميدان، فحدثت انتكاسه.

وقد سقط الشيخ الفارس محمد بن هندي ابن حميد الذي ظل يدافع وهو على ظهر فرسه، فحذف الرمح من يده وامتشق السيف وظل يبارز حتى اتته رصاصه طائشه ,اصابة ساقه ,وعندها التفت أبن اخته الفارس الشيخ ضيف الله بن تركي بن حميد ,وصاح له يا خالي والدمع يسقط من عينيه ظناً ان خاله سوف يقتل

وقال ضيف الله بن حميد:-
ناديت خالـي يومهـن اقبلنـي ^ والدمع من عيني على حجرها سال

ويقول حمود ابن رشيد مخاطباً ابن هندي :-

وشلون رجلك يا زبون المخـلاه ^ رصاصتك ماهي رصاصة فتيله

عيا يطيع عقاب وعقاب ينهـاه ^ لاجاء القدر مافي يد العبد حيلـه

وقد ابلى شيوخ الحمده وابن ربيعان وكذالك شيوخ المحيا بلاء حسنا وكانوا المحيا صامدين ضد الأعداء وهم يعتزون بعزوتهم الا وهي الحرداء وهم أبناء الشيخ حنتوش بن محيا(شيخ المحيا الاول)، حيث قد أصيب في هذه المعركة الشيخ الفارس غازي بن سياف بن محيا وسقط من فرسه بعدما استبسل في المعركة وعندما اجتمع ابناء عمه الشيوخ ناصر بن براز بن محيا وسداح بن محيا وزايد بن محيا افتقدوا غازي بن سياف وعرفوا انه اصابه شيء ما وبعد ذلك رجعوا إلى الخصم واستطاع المحيا ان يقتحموا الخيل ذلك اليوم وينزل سداح بن محيا من فرسه ليحمله ويخرجه من المعركة.

وقال الشاعر سدران بن شحيمان الحمادي العتيبي وهو مثنيآ على شيوخ عتيبة :-
ذوي حـمـد دون الدبش محرميني ^ ردو جموعن ذرت الشمس عنآ

وتركي ولد سلطان عمره سنيني ^ منـه العذارا أصبحـن طلقنآ

ولو إن ابن سيـاف ماجاه شينـي ^ لزمن تبيـن فعولـه اللي مضنآ

( يقصد الشاعر ذوي حمد هم آل حميد ، وتركي بن سلطان هو تركي بن سلطان بن ربيعان ، وابن سياف هو غازي بن سياف بن محيا). بينما يري (مقبل الذكير ومحمد العبيد) أن ابن رشيد مر علي بريدة وانضم اليه أميرها حسن المهنا بجنود أهل القصيم وسارا معا الي عروى فالتقي الطرفان فيها فانهزم جيش ابن رشيد إلا أن حسن المهنا صمد بجنوده من اهل القصيم مما جعل ابن رشيد وجيشه يتشجعون ويعودون للقتال مرة أخرى فانقلبت هزيمتهم الي نصر فانهزم محمد بن سعود إلى الخرج وانهزمت قبيلة عتيبة

وإلى هذا يشير الشيخ ضيف الله بن حميد الكريزي بقوله :
لولا حسن نوخ بذربين الايمان ^ صارت عليكم يا أبوماجد كسيرة

أولاد علي مطوعة كل فسقـان ^ عاداتهم هدم الجموع الظهيرة

وابن سعود الي يسمى غزلان ^ يجيب تالي الخيل مثل السعيرة

وقال الأمير الفارس حمود بن عبيد الرشيد مخاطبا الشيخ تركي بن سلطان بن ربيعان
ومذكرا بغاراتهم مع غزالان واعتبرها بوق فقال:-

بقتو واحال الله بكم يابن سلطان ^ وهاذي بوجهك شامةٍ مستديـره

الله حسيب اللي يبوقون الاخـوان ^ سبحان منه ما يغـادر صغيـره

وقال مخاطبا الشيخ صنيتان الضيط:-

حصاة الصمد اللي يسمى صنيتان ^ صيت بلا فعـل علومـه كبيـره

أن شيف بالعرضه ليا تقل سكران ^ يفزع بسيف سلتـه مـن جفيـره

ورد عليه ضيف الله العفار بن حميد :-

صنيتان حامي تالي الخيل ديقان ^ يروي من الفرسان سلة شقيره

الذ م ما يهفي للا جواد ميـزان ^ والمدح ماطول يد ينٍ قصيـره

وقال مخاطباّ محمد بن هندي بن حميد :-

وإن كان بن هندي نوانا برزان ^ فحنا على عروى قصرنا مسيرة

من الجبل جينا على كل مقران ^ شهرين والثالـث ربحنا وزيرة

وذكر راكان بن حثلين أيضا:-

يالليل انا بوصيك وان جيت راكـان ^ سلم علـى زيـزوم يـام ٍ واميـرة

قل افعالنا شافـه حزامـن وفـاران ^ وان كان أبو فـلاح منـا بشيـرة

اليوم صاروا بالعرب تقـل جيـران ^ ومنين مـا وجهـة قفـوا نشيـرة

وهذا الشاعر محمد بن هويدي راعي المجمعه مخاطبا محمد بن هندي :-
ان كان ابن هندي من العام طنيان ^ يرضيه سردال السرايا العقيدي

فإن كان ابن هندي بغا الحرب فسقان ^ فالمارتين ادعت عظامه هميدي

وقال مخاطباّ ناصر بن محيا:-

خلي بقصـر من ورى العرض ذهـلان ^ متندم مـن مقعـد لـه وحيـدي

(ابن محيا) تايه الـراي بوقان ^ ان غاب أخو نوره يعض البديدي

وذكر الشاعر والفارس فراج التويجر الدماسي فرسان الحناتيش (هل العرفاء), وذكر فرسان الكرزان من المقطه جماعة بن حميد بقوله :-
(مركوز عـروى) لا غشـاه الغمامي ^ حيث ان له مع طلعه الصبح تفريق

دوله(هل العرفاء) كما ترك شامي ^ دولة شريف تفهق الخيـل تفهيـق

واقفوا به (الكرزان)والعج حامي ^ وحطوا له الظفران درب وطواريـق

آخر تعديل نايف عتيبة يوم 11-Sep-2013 في 03:38 AM.