اكتمل فيه الدين وتمام النعمة..
صعيد عرفة مشهد عظيم وخضوع للخالق
المشاعر المقدسة – جمعان الكناني
ملامح عرفات تتغير إلى وجه آخر، وتكتسي بالبياض في أكبر تجمع بشري في العالم. وحركة البشر فيها تختلف عن المعتاد يوم المباهاة والفخر في السموات، ركن الحج الأكبر، اليوم المشهود، خير يوم طلعت فيه الشمس. مناظر أفراد الحجاج وهم يتوافدون إليها ويتجولون في رحابها، وقد بدت عليهم ملامح السكون والخضوع والاستسلام والمسعى إلى ما هو خير من الدنيا وما فيها إلى ذكر الله ورضاه سبحانه و تعالى.
منظر مهيب و جلال يأخذك لتدمع عيناك، وانت تشاهد منظرا يكاد ينطق إنه الفرار إلى الله، وهل للبياض لغة غير لغة السمو والتسامي، وهل للبياض لوحة تتلون من لون واحد، كما ترتسم اليوم في عرفه، إنه التجرد الحقيقي، والاستجابة الحقيقية، لكل متطلبات الحج من أوامر إلهية، إلى داعي الله في النفس، إلى إرشادات دولة، ومراكز قائمة على إتمام ما أوكل إليها من مهام تخدم ضيوف الرحمن.
إنه بلاغ أذان إبراهيم عليه السلام ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) في عرفة يجتمع الحجاج على صعيد واحد في مشهد عظيم يحكي وحدة المسلمين عرباً وعجماً وشعوباً وقبائل يرغبون فيه باللجوء إلى الخالق، استجابةً لأمره وطاعة لأوامره.
يوم الوقوف بعرفة يومٌ فيه تختلج المشاعر ويتجلى شعور لايمكن وصفه، في موقف وقف فيه نبينا الكريم صلوات الله عليه وسلامه وخطابه في المسلمين لتبقى خالدةً ديناً و عقيدة ( اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام ) رواه أبو داود وصححه الألباني .
جلال المشهد لاتترجمه ولا تتسع له السطور إلا وأنت تردد " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير" .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر لا إله إلا الله .. الله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد.
يوم عرفة خير يوم طلعت فيه الشمس