هجاد القرية بين الدلابحة وحرب

[ابن سيار]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية تحية مودة وأخوة للقائمين على موقع الهيلا ونسأل الله لهم التوفيق فيما يخدم قبيلة عتيبة وغيرها من قبائل العرب ويزيد من تآلف أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تفريقها :

كنت أبحث في أحد المواضيع التاريخية وقادتني محركات البحث لهذا الموضوع ووجدته منتشر في النت إلا أن الجميع ينسبونه لهذا المنتدى وبالأخص للعضو ناصر الهيلا

في هذا الرابط

http://www.otaibah.net/m/showthread.php?t=86854

وقد شجعتني بعض ردود العقلاء ( وهم كثر في هذا المنتدى ولله الحمد ) لكتابة هذا المقال عن هذا الحدث بالذات بالرغم من كرهي لمثل هذه المواضيع //

فهذا المعركة الليلية حدثت أيام فتنة الأخوان ( الذين خرجوا عن طاعة الملك عبد العزيز ) وكما ذكر الأخ ناصر في سنة 1348 هـ بعد معركة السبلة .

هذه المعركة حدثت في مرحلة تاريخية تختلف عن سابقاتها فقد ذهبت العصبية القبلية وأصبح القتال على حسب الرأي الديني والسياسي

فالأخوان المعادين للملك عبد العزيز كانوا من عدة قبائل . وكذلك من وقف مع الملك عبد العزيز كانوا من عدة قبائل .

وهذه المعركة لم تخرج عن هذا السياق . فلا يمكن اعتبارها يوم بين قبيلتين .

أحداث هذه المعركة :
كانت مجموعة من الأخوان تنزل في القريات ثم قاموا أيام فتنة الأخوان بالتحرك شرقا ( أبرزهم ابن عصاي ) لمساعدة الدهينة أحد زعماء الأخوان .

جاء جيش من الملك عبد العزيز لإعادة السيطرة على هذه المنطقة بقيادة ابن نحيت . وبعد إغارته على مجموعة من القبائل عاد ونزل في قرية مسكة ( كانت قرية ومورد قديم وتوجد بها أسوار )

لما علم الأخوان بما استجد من الأحداث عادوا مسرعين إلى القريات فوصلوا مسكة ( وليست الصمعورية ) ليلا وهاجموا جيش ابن نحيت وحدث تناوش في القتال ليلا فلما أصبح الصباح انهزم جيش الأخوان . ولا يعني هجومهم في البداية انتصارا لهم وأيضا لا يعني أنهم قتلوا من جيش ابن نحيت فلان وفلان أنه نصر لهم . فبعد المعركة أقام ابن نحيت أياما في مسكة .

والآن نأتي للشواهد التي صاحبت هذه المعركة :

قول شاعر من الأخوان ( النقيزة من قبيلة مطير )

حنا ثمانين ما والله نزود ،،،، غير القريص اللي مطوعه يقراه

حنا جيناهم مثل لزلاز الرعود ،،، وحرب ارتكوا مثل حيد الصفاه


القريص : يقصد برجس المفرجي العوفي وهو مع جيش الأخوان لدغته حية ليلة الهجوم وكانوا يقرأون عليه القرآن طلبا لشفائه .

قال حرب : لأنهم أغلب الجيش .

رد عليه شاعر من مزينة :

أنا أحمد اللي حطكم لنا شهود ،،، يا من خبر الماء يهز الصفاه

يا ذيب يا ذيب الحيود ،،، سير على ذيب اللجاه

يعطيك لو أنه حسود ،،، يعطيك يوم الله عطاه


اللجاه : جبل قريب من مسكة .
والقصائد أطول من كذا .

ملاحظات / كان يسكن الصمعورية مع الذكرة جماعة من قبيلة الدلابحة ومنهم صنيتان بن هديب الدلبحي - دويحان الدلبحي - زامل الدلبحي وقد نُقلت بعض الأحداث من فم صنيتان بن هديب الدلبحي ( أبو عوض ) والذي قال أن خاله قتل في هذه المعركة . والذي كان جار لوالدي ( نسأل الله للجميع الرحمة والمغفرة ) حتى سنة 1394 هـ ثم أنتقل إلى قرى الجمش واعتقد أنه أنتقل بعد ذلك للخفجي .
وقد أوردت ذلك حتى يعلم الجيل الجديد كيف كانت العلاقة بين القبيلتين وأفرادها ولا تعطى تلك الأحداث أكثر مما تحتمل .
الملاحظة الأخيرة : ألاحظ من سفهاء الناس الآن من يريد ذلك الزمان ويحن إليه سواء بأفعاله أو كتاباته ويظن أنه هو الزمان المثالي بينما عقلاء ذلك الزمان كانوا يتمنون لو تغير حالهم وهم الذين عايشوه بمواقفه وبطولاته ومآسيه وقد استمعت للقصص من كبار السن من مختلف القبائل وكانوا يحمدون الله على أن ذهبت تلك الحقبة وأبدلها بما هم فيه من الأمن والأخوة .

والسلام عليكم ،