لجينيات ـ خاص ـ
طالب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز ولاة الأمر والعلماء في المملكة التدخل لإعادة فتح حلقات تحفيظ القرآن الكريم في منطقة مكة المكرمة ، وكما جاء في مداخلة سموه في برنامج "الجواب الكافي" الذي بثته قناة المجد أمس الجمعة أكد الأمير خالد أن إغلاق حلقات التحفيظ بحجة السعودة يتيح الفرصة لمن يصطادون في الماء العكر ويحاولون النيل من مكانة المملكة العربية السعودية وريادتها في العالم الإسلامي من الروافض والعلمانيين والحاقدين والخارجين ، وقال "لا نريدهم أن يستغلوا قرار إغلاق حلقات القرآن الكريم في النيل من مكانة المملكة".
وأوضح سموه أن القرآن الكريم ومنذ أمر الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام أن ينزل به على محمد صلى الله عليه وسلم وأن يحفظه ويعلمه القرآن .. وبعدها بدأ التحصيل والتعليم وحلقات التحفيظ مستمرة عبر الأجيال حتى يومنا هذا أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، وقد اتخذت الدولة السعودية القرآن الكريم والسنة النبوية منهجاً و دستوراً لها وعاضدت منهج الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب على الكتاب والسنة ثم استمر ولاة الأمر في المملكة على هذا المنهج .. واستمرت بحمد الله حلقات التحفيظ في 12 منطقة من مناطق المملكة بالمعلمين السعوديين وغير السعوديين ولم يخالف سوى منطقة واحدة لأسباب غير واضحة" !
وأكّد أن قرار إغلاق حلقات تحفيظ القرآن الكريم في إحدى مناطق المملكة ( منطقة مكة المكرمة ومنها الحرم المكي الشريف ! ) حساس جدا لارتباط القرار باسم المملكة وما يتم تداوله "أن التحفيظ منع في هذه المنطقة بسبب السعودة" مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عربيا من قريش ولم يكن سعوديا كما قال أحد الجهلة والصحابة كانوا عربا من قريش ومن غير قريش عرب وعجم .
واستدرك الأمير خالد في مداخلته أن مطالبته بإعادة فتح الحلقات ليست اتهاماً لأحد بل هي مطالبة وإلحاح للمسئولين عن ذلك القرار سواء في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أو وزارة التربية والتعليم أو إمارة منطقة مكة المكرمة لإيجاد حلول سريعة للقرار لأن تداعياته أدت لتوقف عشرات الألوف من الطلاب والطالبات عن تعلّم وحفظ القرآن الكريم في المساجد والدور النسائية .
وقال سموه "حتى السجون استفادت من حلق التحفيظ حيث يستفيد النزلاء من المكرمة الملكية بتخفيض نصف المحكومية إذا أكمل النزيل حفظ القرآن الكريم " وأضاف أن القرى والهجر النائية استفادت من حلق التحفيظ التي يدرّس فيها معلمين غير سعوديين لأن المعلم السعودي لا يقبل بذلك لعدة أسباب منها أن رواتب حلقات التحفيظ متدنية جدا ورغبة السعودي أن يكون التدريس في مدارس وليس في حلق المساجد إضافة لعدم رغبة المعلمين السعوديين التدريس في مناطق نائية بسبب المشقة وبعد المسافات !.
وفي نهاية مداخلته طالب الأمير خالد مقام وزارة الداخلية التدخل العاجل في حالة عدم التوصل لحلول باعتبار وزارة الداخلية المرجع لجميع إمارات المناطق في المملكة لمعالجة القرار استناداً على خطاباتها السابقة الصادرة خلال الستة أعوام الماضية بإيجاد إحلال تدريجي يراعي الاستثناءات التي أقرتها الوزارة فيما يتعلق بالكفالة والاستقدام وغيرها ، مؤكداً أن وزارة الداخلية لم تضع حداً فاصلاً لمنع غير السعودي من التدريس في حلقات التحفيظ وإغلاق الحلقات.. والدليل القاطع والدامغ على ذلك استمرار حلقات تحفيظ القرآن في الـ 12 منطقة الأخرى في المملكة .
وقد عقّب فضيلة الشيخ عبدالله الركبان العضو السابق في هيئة كبار العلماء على مداخلة الأمير خالد بأنها محل تقدير واعتبار وقال "شكر الله له شعوره وحرصه وهذا شعور كل مسلم" وأضاف الشيخ الركبان أن المسئولية على المملكة العربية السعودية ليست كالمسئولية على غيرها كونها المشرفة على الحرمين الشريفين ومنها شعّ نور الإسلام وانطلقت جحافل الفاتحين ، وتتبوأ المملكة القيادة والصدارة في العالم الإسلامي وذلك يقتضي أن تعالج الأمور بالحكمة فالتوسع في تعليم كتاب الله أمر مطلوب وذكّر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
وأشار فضيلته إلى قرار إغلاق حلقات تحفيظ القرآن الكريم وقال "إن هذا القرار نظر فيه إلى جانب ولم يُنظر فيه إلى جوانب أخرى ونأمل إعادة النظر من باب الحرص على مصلحة هؤلاء الطلاب والطالبات". وقال " إن السعودة من الأمور المطلوبة لكن تكون على حسب الإمكان"
بدوره علّق مقدم البرنامج الشيخ محمد المقرن على مداخلة الأمير خالد أن قرار السعودة يبقى محل جدل فالمملكة بلد القرآن الكريم وتقام فيها سنوياً مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز التي تقام سنوياً داخل المملكة وخارجها وكذلك المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز والعديد من الجوائز الأخرى.