القاع مقرّ مَن باع الرفعة وعلوّ الباع لأجل الشهرة والأطماع .. ! - الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة

عـاشـق الحقـيـقـة · 20-May-2010, 06:57 PM

بسم الله . والحمد لله .

القاع مقرّ مَن باع الرفعة وعلوّ الباع لأجل الشهرة والأطماع .. !

إنّ نعمَ الله على الإنسان كثيرة لا تُعدّ ، والمؤمنُ يشكرها قولاً بنسبتها إليه والثناء بها عليه ، وفعلاً باستعمالها في طاعته وتكريمها عن معصيته ، والكافر يجحدها قولاً بنسبتها إلى غيره وترك الشكر له عليها ، واستعمالها في معصيته وفيما يغضبه .

وإنّ مِن أعظم نعم الربّ على العبد بعد الإيمان والأمان والصحّة في الأبدان أن يُوهبَ رفعة المقام ، وتقدير الأنام سواءً بفضلٍ مباشر مِن حسبه جاء من كسبه أم بفضلٍ جاء مِن نسبه بكسب أبيه أو جدّه .

ولذا فهي أحقّ مِن غيرها بالشكر للمنعم بها الذي وهبها لهذا العبد الذي توشّحها وتزّين بين الخلق بها ، فكُرّم منهم بها على كثير سواه ممّن لم يُعطَوا مثله إيّاها ؛ فصار بها عليهم مُقدّمًا مُقدّرًا .

ولكنّ بعض البشر لخللٍ في عقله ، أو لذنبه قد فعله ، أو لاستحواذ الشيطان عليه يأبى إلا أن يجحد للمُنعم هذه النعمة ، ويرمي باللقمة ، فيخلع لباس العزّ ليعيش عُريانًا بعد أن كان مستورًا مُجمّلاً ، وليعيش ناقصًا بعد أن كان تامًّا مُكمّلاً ، وليعيش بالشرّ معروفًا مذكورًا بعد أن كان بالخير مشهورًا مشكورًا ..!

وهم بهذا الفعل قد شابهوا ـ ولا شكّ ـ تلكم المرأة السفيهة التي تغزل غزلها فإذا استحكم واستقوى نقضته مضيعةً بلا هُدى وقتها وجهدها سُدى ، فلا هي ارتاحت ولا هي استفادت وأفادت .. !

(( وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ))

وهذا الفعل بالفعل قد صدر مِن رجلٍ ينتسب إلى أسرة كريمة ذات مكانة بين الخلق رفيعة ؛ فكلّ يتشرّف بلُقيا أحدها ، وإن كان أصغرها ، وكلّ يُسرّ بُقربها ، بل بعض الناس يقطع المسافات ليحظى برؤية بعضها لو للحظة بسبب دعوة حقّ دعا بها أوّلها مَن تُنسب هذه الأسرة إليه وتُفاخر بين الخلق به .
وقد كان هذا الرجل في شبابه وكهولته مُتبعًا لمنهجها ، ومُكرّمًا بكرامتها إلا أنّه لمّا بلغ الشيخوخة وبلغ الستين ولغ في الوحل والطين ، وهو فكر اللبرلة المنحلّين ، بعد أن حصل له موقف خلافٍ مع بعض كبار قرابته ، فارتوى من ذلك الفكر النتن حتى امتلأ بطنه منه ، ثمّ اكتنز لحمه منه ، فتراكب شحمه منه ، فخالط عظمه ودمه وحتى عقله ؛ فلم يعد يرى شيئًا خيرًا منه حتى ما كان عليه من حقّ وهو ما ورثه في أسرته من دعوة الصدق ؛ فرمى بمنهجها الصدق وراء ظهره ، وأخذ على عاتقه أن يسفّه وينسف آراء جدّه ، ويسمه ويصفه وأتباعه الذين على الحقّ بالتشدّد والتكفير ، والحيد عن أهدى سبيل ، ويسمُ ويصف قوله العفن وفكره النتن وتوجّه الفسق الذي به ينعق بالتنوّر والتنوير ؛ فهوى إلى القعر موسومًا بالانحراف والشرّ فاقدًا كلّ مكانته ومسلوبًا كلّ كرامته ، وليس هو فحسب ، بل جرّ هذا العجب بهذا العمل الانحدار وقلّة الاحترام إلى أسرته عند الكثير بعدما ظهر فيهم هذا الشرير وأظهر بينهم أنّ جدّه وأبناء جدّه وأحفاده من بعده كانوا على الضلال المبين فلا يستحقّون ـ على زعمه بفعله وقوله ـ من الخلق إلا الشتم والذمّ لا التقدير التكريم وقول ( نعم ) ..!؟

وليته وهو يحاول نسف دعوة جدّه الصادقة وتلطيخ سمعة أسرته الماجدة أن يحاول ذلك بالدليل بما جاء في التنزيل أو بما ورد في الصادق من التاريخ ، أو بما يوافق العقل الرشيد إلا أنّ محاولاته كلّها ترديد لما قاله فلان أو علان وكلّ ضالّ في قريب الأيام أو في سالف الأزمان ؛ فصار مسخًا ونسخة لغيره ، وبوقًا لقول غيره ..!

ومع محاولاته الكثيرة المريرة إلا أنّه خاب مسعاه ، وانكسرت عصاه ؛ فنقض العلماء وأهل الحق ما قاله فزهق باطله بعد ولادته ؛ كما زهق هذا المولود الباطل حينما جاء به وولده أولئك الأوائل بعدما لُقّحوا بماء الأوحال والزبائل الذين أصبح هذا المسخ الوسخ لهم بوقًا مُردّدًا ، وببغاء مقلّدًا .. !

والحقيقة أنّني لا أحبذ الردّ المباشر من العلماء وطلبة العلم الأفاضل على هذا المسخ الوسخ وأمثاله الأسافل لأمرين اثنين :
الأوّل : أنّهم لا يريدون الحقّ ولو ظهر لهم كالشمس في رائعة النهار
الآخر : أنّهم أقلّ من أن يُردّ عليهم بذكر أسمائهم وأحقر مِن أن يعبأ بهم .

ولولا العظة والمنفعة المُرتقبة ـ بإذن مَن له الأولى والآخرة ـ من هذا المقال وفكرته لما كتبتُ في شأن هذا حرفًا واحدًا لو إلماحًا عابرًا الذي جعلتُ من ذكر حاله لاسمه مطية ووسيلة لإيصال رسالة سامية أسأل الله الرحيم القدير أن تصل صافية زاكية إلى أذن كلّ كريم رشيد فيجد لها في نفسه القبول ، ومنها ـ بإذن الله ـ السرور .

وحقيقة ـ لا شكّ ـ أنّ أحمق وأخرق الخلق مَن يجحد الربّ نعمة السمعة ورفعة المنزلة بفعل وقول ما ينقضها ويدنّسها ويهدمها بعد أن أعزّه وأكرمه وأسرته ربّه بها ؛ فيخسر حبّ وتقدير الخلق ، فيبيعها برغبته لسذاجته وحمقه بثمنٍ بخس ، ومقابلٍ نجس لا يتعدّى حلق اللحية ، ووصفة ممّن سفلت همّته ممّن هم مثله بمجرّد كاتب ، بل كويتب في جريدة ..!؟

فلتهنأ ـ يا كاتب / كويتب الجريدة ـ بهذه اللقب ، بعد أن جحدتَ نعمة الربّ ؛ فنزعتَ الرفعة والمكانة من عنقك ومن أسرتك بسوء قولك ودناءة فعلتك ، وأخلدتَ إلى الأرض مع مَن أخلد إليها .. !

وسبحان الله العليم الخبير القائل في محكم التنزيل : (( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) )) . [ الأعراف ]

ووالله ، (( ذلك هو الخسران المبين )) ..!

وصدق مَن قال :

ذلّ من يغبط الذليل بعيشٍ ... رب عيش أخفّ منه الحمامُ
من يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت إيلامُ

فنسأل الله دوام العافية وتمام الهداية وعلوّ المكانة في الدنيا والآخرة ، وألا نكون ممّن باع السمعة الطيّبة بشهرة خيّبة ، وممّن لوّث اسم القبيلة لينال وظيفة كويتب في جريدة سخيفة !!

***

* عاشق الحقيقة *
6/6/1431هـ

وأمنيتي لإخوتي ،
،
،

التوقيع

الآراء كثيرة مُتباينة .. وتبقى الحقيقة واحدة .. تراها العين التى ترَى بالعقل من منظار النقل و الهُدى ، لا العين التي ترَى من منظار الفِسق والهَوى !؟

.
.