مواقع الحركات في اختلاف الروايات

[هشام العزاوي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




بسم الله الرحمان الرحيم



والصلاة والسام على سيدنا محمد




يقول تعالى في كتابه العزيز " قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربيَ اذا لامسكتم خشية الانفاق وكان الانسان قتورا" الاسراء 100

ويقول عز وجل " لكنا هو الله ربي ولا اشرك بربيَ احدا" الكهف 37

وايضا "قل افغير الله تامرونيَ اعبد ايها الجاهلون " الزمر 61

الايات برواية ورش عن نافع

هذه الياء التي تاتي في اخر الكلمة "رحمة ربيَ" "بربيَ احدا" "تامرونيَ" لها اسلوب في عرض فكرة الايات الكريمات وتحولها من حال الى حال ..هي تسمى "ياء النسبة" بمعنى ان الكلمة منسوبة الي انا والفعل منسوب الي انا ايضا ..وعادة ماتاتي موضحة للفكرة من خلال امتدادها على مستوى الجر في اخر الكلمة او الفعل لكن لما تاتي ممدودة على مستوى النصب اي الفتحة فان مستوى تاكيدها للفكرة يزيد كان نقول مثلا "ربي" بمعنى انه تعالى ربي قد احسن مثواي ..وعندما ننصب الياء ونقول "ربيَ" فان مستوى التاكيد يزداد ، وهي قاعدة لغوية ثابتة واستخدمها القران الكريم للتدليل على مستوى الفعل والنسبة وبالتالي فنصب هذه الياء يعطي قربا اكثر لبؤرة الحدث الفني الموجود على مستوى الفكرة التي يعرضها القران الكريم ، وبالتالي فهذه اللغة هي لغة سامية يختلف المعنى فيها من خلال حركة بسيطة والفاعل قد يكون فيها مفعولا من خلال حركة بسيطة تعني التقديم او التاخير ..هذه هي لغة العرب ..تستطيع ان تتحكم في حجم فكرة باكملها من خلال تحريكة بسيطة ....لو قيل مثلا " ما أحسنْ زيد" من غير إعراب سوف تلتبس ثلاثة معاني. يمكن أن يقال: ما أحسنَ زيدٌ أو يقال: ما أحسنَ زيداً أو يقال: ما أحسنُ زيدٍ، ثلاثة معاني. فلما قال: "ما أحسنَ زيدٌ" معناه نفى الإحسان عن زيد أي أن زيد مسيء وليس محسناً، هذا معنى، أن زيداً لم يصدر منه إحسان. ولما يقال: ما أحسنَ زيداً، يكون متعجباً من حُسن زيد وهذا معنى ثاني والحركة هي التي غيّرت المعنى. وإذا قال: ما أحسنُ زيدٍ؟ هذا سؤال عن أحسن شيء في زيد فيقال: علمه، خلقه، حياؤه. إذن هذه مهمة الحركات في العربية

ومسالة الاختلاف في نطلق كلمات معينة تاتي بالاساس بسبب الاختلاف في لهجات العرب فلغتهم ليست واحدة ولكنها عبارة عن لهجات منها قبائل كانت تتعامل مع المثنى مثلا كتعاملها مع المقصور ..تقول مثلا ..بنيت البيتان وبنيت البيتين ورايت الرجلان ورايت الرجلين وهكذا ..وهنا شيء مهم يجب ان نلفت النظر اليه وهو ان القران هو قران واحد يعني لاياتي احد ويقول ان القران فيه اختلاف وان هناك كتب قرانية عديدة باختلاف الروايات وانما هذا الاختلاف في الروايات كان لسبب مهم يتجلى في قوله صلى الله عليه وسلم " ان هذا القران انزل على احرف سبع فاقرؤوا ماتيسر منه" هي لهجات سبع كلهجة قريش ولهجة تميم ولهجة هذيل وهكذا ...الا ان اغلب الروايات القرانية تتمحور حول روايتين رئيسيتين وهما " رواية ورش عن نافع" و"رواية حفص عن عاصم" وسنظهر الفرق الموجود بين هاتين الروايتين في اربع نقاط اساسية:


1 الفرق الاول: الوقف

الوقف القراني يختلف بين كلتا الروايتين فمثلا اذا اتينا بالاية التي تقول" ومن يدعو مع الله الها اخر لابرهان له به فانما حسابه عند ربه" سنجد ان في رواية حفص نقف عند كلمة "به" يعني نقرا ونقول" ومن يدعو مع الله الها اخر لابرهان له به" ونتوقف" ثم نكمل بقية الاية اما في رواية ورش فلا نتوقف عند هذه الكلمة وانما نقراها دفعة واحدة حتى الاخير


2 الفرق الثاني : المد

مثلا في نفس الاية نقرا في رواية ورش ونقرا" افحسبتمو انما خلقناكم عبثا"ونمد الميم بالضم اما في رواية حفص فنقرا هذه الميم ساكنة وهناك مواضع في رواية حفص فيها مد وفي ورش لامد فيها والعكس صحيح




الفرق الثالث: الاختلاف في نطق بعض الكلمات


مثلا : نقرا في سورة الكهف الاية التي تقول "اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا امرا" نفسا زكية.." زكية نجدها في رواية حفص عن عاصم اما في رواية ورش عن نافع فنجد "اقتلت نفسا زاكية ..في حفص زكية وفي ورش زاكية وكذلك الامر مثلا في سورة الفاتحة " مالك يوم الدين " هذا في حفص اما في ورش عن نافع فنجد "ملك يوم الدين" "مالك"و "ملك"



الفرق الرابع "الهمز"

معظم الايات التي ننطق فيها الهمزة في رواية حفص نجدها غير مهموزة في رواية ورش ليس كلها ولكن اغلبها لان رواية ورش عن نافع لاتنطق الهمزة في كثير من المواطن في القران الكريم على عكس رواية حفص عن عاصم مثلا:" بئس " كلمة بئس نقراها في ورش" بيس" وايضا كلمة "الاخرة" نقراها في حفص "الاخرة" بنطق الالف المهموزة اما في رواية ورش فنقرا ونقول"اللاخره" بنطق اللام لا الهمزة



فهذه هي لغة القران الكريم فالله سبحانه وتعالى من رحمته أنه إستجاب للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يوسّع على أمته حتى بلغ الأمر بالرسول صلى الله عليه وسلم أن طلب التوسعة أنه إذا كانت نهاية الآية (والله غفور رحيم) يقول (والله سميع عليم) لكن لا يخلط آية رحمة بآية عذاب. لكن القرآن أول جمع له كان في زمن أبي بكر الصديق جمعت نسخة واحدة والذي فعله عثمان رضي الله عنه هو نسخ من هذه النسخة كما نفعل الآن في تحقيق الكتب مراجعة الصحابة الكرام الذين لديهم نسخاً مكتوبة وجعلهم يجتمعون على حرف واحد وأحرقوا سائر الأحرف والذي بقي مما كان احتمله الرسم. هو كان يريدهم أن يقرأوا مالك أو ملك يوم الدين لا ندري لكنه الرسم احتمل مالك وملك يوم الدين والذين علموا مالك بقوا على هذه اللفظة والذين علموا ملك بقوا على هذه اللفظة فالقراءات هي بقايا الأحرف واختلاف القراءات كان لسبب اختلاف اللهجات


بقلمي
هشام العزاوي
المغرب

[حمودي الحبردي]

مشكورررررررر


يعطيك ألف عافية,,