الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > منتديات قبيلة عتيبة - الهيلا > شعراء قبيلة عتيبة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 05-Mar-2010, 10:50 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبو مرحبا
مشرف عــام

الصورة الرمزية أبو مرحبا

إحصائية العضو





التوقيت


أبو مرحبا غير متواجد حالياً

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

هذه نبذه بسيطه نقلتها من أحد المواقع

وبأذن الله سوف أبحث قدر المستطاع عن قصائد هذا الشاعر

لاهنت ياابن غزاي


وهذه نبذه كما كتبت في أحد المواقع

في أواخر الستينات الميلادية
برز شاب في الكويت فاجأ الاوساط هناك بكتابة الشعر الشعبي بصورة حديثه
اسمه نايف المخيمر العتيبي..
وفي اوائل السبيعينات أصدر ديوانه الاول غرشة عطر ..
هذا الشاعر له الفضل الكبير في تحديث التجربة الشعرية في الكويت والخليج هو ورفيق دربه فايق عبد الجليل ..
كتب نايف المخيمر القصيدة الشعبية بغير النمط التقليدي
وكان ذلك في عز سطوة القصيدة التقليدية الشعبيه
وكان خروجه على المألوف بحد ذاته مغامرة كبرى لايستطيع اي شاعر القيام بها ...
كان رقيقا وخجولا ومبدعا ...
وكان يتنفس الشعر والابداع ...
وقد شكل هو ورفيق دربه فايق عبد الجليل ثنائي خطير ادهش الجميع وكسر الانطباع عن القصيدة الشعبية والتي مفاده أنها لا تتطور ...
في عام 1972 عندما صدرت مجلة عالم الفن كان الشاعر نايف المخيمر هو أول من كتب بها ونثر ابداعاته مع زملاؤه المبدعين كالشاعر بدر بو رسلي ...
وقد تبنى الشاعر في تلك المجلة العديد من المواهب الشابة وقد كان بحق كما يرى الكثير رائد الشعر الشعبي بالخليج ..
في اواخر السبعينات الميلادية طلق نايف الشعر واصبح داعية اسلامي ..
وقد قام باحراق ديوانه الشعري بعد أن قام بسحبه من المكتبات
ومن المفارقات أنه ذهب الى افغانستنان للجهاد في اواخر السبعينات
وقد قام بتوصيله الى مطار الكويت الشاعر فايق الجليل بسيارته الكاديلاك الزرقاء ..
فرغم الاختلاف الفكري الكبير الذي اصبح بينهما ظلا اصدقاء الى اخر لحظة
رحمك الله يا نايف ورحمك الله يا فايق عبد الجليل ..















التوقيع
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

إن قلَّـت الوزنـه وربعـي مشافيـح ** أخلـي الوزنـه لربعـي واشـومـي

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
رد مع اقتباس
غير مقروء 05-Mar-2010, 01:00 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

افتراضي

بيض الله وجهك يابو مرحبا وماقصرت انا الان بصدد عمل بحث كامل عن مسيرة هذا الشاعر نايف المخيمر الدعجاني العتيبي وتم تجميع المعلومات عنه ولدي بعض من قصائده من ديوان غرشة عطر

وسيتم وضع هذا البحث باذن الله في الوقت القريب ماقصرت يالغالي















رد مع اقتباس
غير مقروء 05-Mar-2010, 01:11 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اياد علاوي مشاهدة المشاركة
الرجال غير معروف عند عتبان الكويت

اما هذي يااياد علاوي اختلف معك فيها انا اعرف هذا الشخص وهو معروف جيدا عند عتبان الكويت


وهو نايف بن محماس بن عليان بن مخيمر السالمي الدعجاني البرقاوي العتيبي رحمه الله وغفر له


ولكن المقصد من طرح الموضوع هو معلومات عن مسيرته الشعريه وبعض من بقايا قصائده .


واما عن فكره الشيوعي مدري من دخل بعقلك المعلومه هذي















رد مع اقتباس
غير مقروء 05-Mar-2010, 03:47 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أبو طلحة العتيبي
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


أبو طلحة العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اياد علاوي مشاهدة المشاركة
الرجال غير معروف عند عتبان الكويت

الظاهر انه جاي قبلهم بالكويت ويمكن متحضر وكان متاثر بالفكر الشيوعي نوعا ما وربعه اغلبهم حضر

?????????????????????????????????????????????????? ??????????????















رد مع اقتباس
غير مقروء 05-Mar-2010, 03:55 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو طلحة العتيبي
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


أبو طلحة العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

يقول طلال سعد :


في أواخر الستينات الميلادية
برز شاب في الكويت فاجأ الاوساط هناك بكتابة الشعر الشعبي بصورة حديثه
اسمه نايف المخيمر العتيبي..
وفي اوائل السبيعينات أصدر ديوانه الاول غرشة عطر ..
هذا الشاعر له الفضل الكبير في تحديث التجربة الشعرية في الكويت والخليج هو ورفيق دربه فايق عبد الجليل ..
كتب نايف المخيمر القصيدة الشعبية بغير النمط التقليدي
وكان ذلك في عز سطوة القصيدة التقليدية الشعبيه
وكان خروجه على المألوف بحد ذاته مغامرة كبرى لايستطيع اي شاعر القيام بها ...
كان رقيقا وخجولا ومبدعا ...
وكان يتنفس الشعر والابداع ...
وقد شكل هو ورفيق دربه فايق عبد الجليل ثنائي خطير ادهش الجميع وكسر الانطباع عن القصيدة الشعبية والتي مفاده أنها لا تتطور ...
في عام 1972 عندما صدرت مجلة عالم الفن كان الشاعر نايف المخيمر هو أول من كتب بها ونثر ابداعاته مع زملاؤه المبدعين كالشاعر بدر بو رسلي ...
وقد تبنى الشاعر في تلك المجلة العديد من المواهب الشابة وقد كان بحق كما يرى الكثير رائد الشعر الشعبي بالخليج ..
في اواخر السبعينات الميلادية طلق نايف الشعر واصبح داعية اسلامي ..
وقد قام باحراق ديوانه الشعري بعد أن قام بسحبه من المكتبات
ومن المفارقات أنه ذهب الى افغانستنان للجهاد في اواخر السبعينات
وقد قام بتوصيله الى مطار الكويت الشاعر فايق الجليل بسيارته الكاديلاك الزرقاء ..
فرغم الاختلاف الفكري الكبير الذي اصبح بينهما ظلا اصدقاء الى اخر لحظة
رحمك الله يا نايف ورحمك الله يا فايق عبد الجليل ..















رد مع اقتباس
غير مقروء 05-Mar-2010, 04:00 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أبو طلحة العتيبي
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


أبو طلحة العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

يقول الشاعر والكاتب سليمان الفليح :

لقد كان نايف المخيمر العتيبي من أول رواد القصيدة الحديثة في المنطقة وقد أصدر الديوان الأول
( غرشة عطر ) في أوائل السبعينات وقد أشرف على أول صفحة شعبية بالكويت في مجلة ( عالم الفن )
وقد أصر بعد ذلك ديوان
ثم انقطع عن الحياة وذهب إلى أصقاع الدنيا كداعية إسلامي وبعدها جمع دواوينه من المكتبات وأحرقها ولم يطل به العمر وانتقل إلى رحمة الله في ريعان الشباب وكان من أنقـى وأبهى الشعراء الذين عرفت .















رد مع اقتباس
غير مقروء 05-Mar-2010, 04:03 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
أبو طلحة العتيبي
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


أبو طلحة العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

يقول النايف ( 511 ) أحد أبناء الدعاجين في مقال بعنوان ( إلى روح الشاعر الكبير نايف المخيمر الدعجاني) :



بعد حياة قصير مليئة بالشعر والمعاناة
نايف المخيمر الدعجاني ..
الشاعر الذي احرق دواوينه
وتبرا من قصائده
عندما نستعيد ذكري الشاعر نايف المخيمر فكأننا نحاول الإمساك بلحظات البرق أو بالشهب المنكسر او كأننا نحاول الإمساك برائحة الورود في ساعات الصباح المبكر

هذا هو الشاعر الشاب نايف المخيمر الذي مر كالبرق في سماء الشعر الخليجي فأضاء الساحة , ثم انطفأ تاركا وراءه ديواني شعر هما " وجها لوجه " و " غرشة عطر " كما ترك عشرات الأسئلة حول الأسباب التي جعلته يهجر الشعر ويحرق دواوينه وقصائده التي لم تنشر ويتبرأ من كل ما كان شعرا في وجدانه ويعتبر ان كل القصائد التي كتبها هي الهام من عالم غير ملائكي ..


عرفته في أوائل الثمانينات ( حوالي 1971 ) وكان وقتها موظفا في إدارة التحقيقات التابعة لوزارة الداخلية ثم عين سكرتير تحقيق في النيابة الهامة وكانت تلك الوظيفة هي النقيض تماما لروح الشعر التي تسكنه .. فقد كان يحضر ويدون جلسات التحقيق الطويلة المملة ويسمع وكيل النيابة يردد نفس الأسئلة الروتينية علي المتهمين والمتهمات وكانت معظم قضايا ذلك الوقت تتركز في ثلاثة أنواع : السرقة , هتك العرض , المواقعة .. وهذا الانفصام بين الشعر والواقع خلق لدية حالة من الرفض الكامن , ولكن ملامحه الهادئة الرقيقة لم تكن تكشف هذا الرفض .. إلا عندما يفضفض للمقربين إليه

كان وقتها قد اصدر ديوانه الأول وجها لوجه الذي تمني أن يثير ضجة في الساحة الأدبية , وقد اختار له في البداية اسم " بيسرية " وهي عبارة دارجة في الخليج يقال ان أصلها فارسي وتعني غير الأصيل أو من لا جذور له .. وهي تستخدم في الشأن الاجتماعي فقط عندما يحب شاب وفتاه احدهما غني والآخر من عائلة بسيطة وتصطدم علاقتهما بالمستحيلات الاجتماعية .. ونظرا لان الديوان يحوي قصيدة وجها لوجه فقد اختير عنوان القصيدة ليكون عنوانا للديوان

ورغم أن هذا الديوان لم يثر في حينه الضجة التي كان الشاعر الشاب يحلم بها ألا أن الصحافة الأدبية رأت فيه بداية ولادة شاعر مبدع

ورغم علاقة الصداقة التي جمعته مع الجيل الجديد من شعراء الكويت والخليج وقراءاته في الأدب الحديث للشعراء المرموقين أمثال السياب ونازك الملائكة وصلاح عبد الصبور والأمير عبد الله الفيصل والقرشي وغيرهم وإعجابه الخاص بأعمال محمود درويش وسميح القاسم .. وأدونيس .. إلا أن نايف المخيمر ظل يسكن داخل نفسه نتيجة الأحزان التي تعصف به بعد وفاة شقيقه ناصر

وفي فترات التحرر من ذلك الحزن ومن تلك الذكريات كان يتعلق بالأمل في استحداث ثورة في الشعر عن طريق استخدام اللغة الثالثة وهي مزيج بين الشعر الشعبي والحديث وقد وصفها في ذلك الوقت بأنها : " ليست بالشعبية أو الفصحى ذات القواعد اللغوية , إنها اقرب إلي الفصحى الأم , لا يفصلها عنها إلا خلوها من أدوات التشكيل كالفتحة والضمة والكسرة , أنها محاولة لاستخدام الكلمات الشعبية ذات الإيقاع العذب الذي يضفي علي القصيدة نوعا شاعري التطريز …"

لقد كان يريد الوصول من خلال هذه اللغة الثالثة إلي قلوب الشباب خاصة وان جيلا جديدا من القراء كان قد ظهر في الخليج وتأثر بالشعر العامي المصري والزجل اللبناني نظرا للزيادة الكبيرة في إعداد الوافدين العرب إلي الكويت وبقية دول الخليج .

وخلال هذه الفترة بدا العمل في ديوانه الثاني " غرشة عطر " الذي ضمنه تجارب من نهجه الشعري الجديد وتناول فيه الكثير من الهموم والمشكلات الاجتماعية الخاصة بتلك السنوات .. وهي سنوات كانت تغلي بالنشاط والحركة والنقد .. وكان المثقفون والأدباء في الخليج والعالم العربي عموما يعبرون عن سخطهم ورفضهم للواقع المعاش ويتشوقون لواقع أكثر عزا وكبرياء ( حرب أكتوبر ) .

وفي احدي لقاءاته قال المخيمر : الشاعر في نظري هو الفنان العلوي الصادق المتوهج بحرارة تفاعله وبمشاعره الجياشة .. الشاعر في نظري هو الفنان الذي يترك نفسه تنطلق في كل منحدر وترتقي كل قمة ويتبعثر في كل ريح حتى يصل إلي ذروة الشعر .

وفي الوقت الذي حقق فيه صديقه فائق عبد الجليل بعض النجاح في مجال الشعر الغنائي والاوبريت التليفزيوني فان نايف المخيمر ظل بعيدا عن الشهرة سجينا للحظات الإلهام . وللحزن والأفكار الني تقود لعوالم غير مرئية , وحاول ان يمد يد المساعدة للجيل الأصغر من القصاصين والشعراء الهواة . فبدا يقدم نماذج من تجاربهم من خلال القسم الأدبي الذي كان يشرف عليه في مجلة " النهضة " التي كانت من اهم المجلات الأسبوعية الشاملة في الكويت وفي منطقة الخليج في ذلك الوقت .

ولم يكن نايف المخيمر مبالغا حينما قال :

إنني لا أكتب القصيدة ولكنها هي التي تصطادني وتكتبني مهما حاولت الهرب منها " وهو تعبير يصف دقائق حالته .. فالقصائد , كما الأحلام الجميلة . وكما الهواجس والكوابيس , كانت تهاجمه . كان أعماقه ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات .. وقد صارحني في احدي الأمسيات بأنه يخاف النوم في الظلمة . ولذلك يترك المصباح مضاء طوال الليل!

كان يقيم وحده في ذلك الوقت .. في غرفة داخل بيت عربي علي بعد عشر خطوات من شارع الخليج مملوك لأحد المسئولين في وزارة الداخلية .. فكان يبتسم وهو يصرح : " نحن في حماية الشرطة " وفي الحقيقة هو لم يكن يحتاج حماية احد فقد كان إنسانا قدريا , خجولا , مثل زهرة يفوح عبيرها يفوح عبيرها علي من حوله أو نسمة من نسمات الربيع في زمن الوسم . واذكر أنني تسببت له في مشكلة كبيرة بسبب عملي الصحفي وتم نقله من النيابة العامة الي إدارة التحقيقات مرة ثانية ولكن صداقتنا ظلت تتعمق مع مضي الوقت .

كنا نلتقي ثلاثتنا .. ائق عبد الجليل المزهو بالشعر والأناقة والمعجبين . ونايف المخيمر المسكون بالخجل والحزن الداخلي .. وأنا .. نقرا جديدنا في الشعر أو القصة القصيرة .. أو نحكي عن الزمن الجميل .. والأفكار المجنونة وقد انطلق احدنا الي عالم الأضواء في المسرح والتليفزيون وكان نجاحه مقترنا بأسماء فنانين كبار كعبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج وسعاد عبد الله لكن نايف المخيمر كانت عينه علي جوهر الشعر , وعلي ذلك العمق الداخلي .. علي الأحاسيس والأصداء البعيدة والأشواق المستحيلة .. وفي هذه الأثناء مرضت والدته وهي آخر من بقي له من عائلته .. وكانت سيده مسنة , فكنت اصحبه في زياراته لها حتى لا يغوص في الحزن وحده .. وعندما يقترب الإنسان من شاعر بمثل هذا القرب ويعايش همومه وأحزانه ويقرا أفكاره فانه من المؤكد يصبح قادرا علي تلمس أدق الأحاسيس في شعره

كان يأخذ لها الطعام والعصير ويمضي معها بعض الأمسية فكنت الحظ ذلك الحوار الصامت الذي يدور بينهما معظم الأحيان .. وبعد أيام رحلت أم ناصر وبقي الشاعر وحيدا أكثر من أي وقت عرفته . فازدادت هواجسه وكوابيسه ولم تعد الأصداء التي أحدثها ديوانه الثاني غرشة عطر كافية لتنتشله من هذه الأحزان .. فحاول الانغماس في كتابة قصائد ديوانه الثالث لكن الحزن والوحدة والكوابيس وجذوة الشعر المتقدة كل ذلك راح يثقل كاهله .. فرحل إلي باكستان ليزود من العلوم الدينية .. او لنقل ليجد الراحة والسلوى في دراسة الفقه والشريعة .

وقبل سفره كان قد أعلن : " إن الكلمة في هذه المنطقة تجتر خواءها من الداخل حتى حبلت العقم .. بعد أن اعتمدت علي نفسها كثيرا دون أن تلقي بما تنطوي عليه من عوالم وأبعاد ساخنة .. كالصفعة علي وجوهنا . وستبقي كذلك ما لم يأتها الخلاص علي يد قلم شاب يستطيع بالحرف المشحون أن يلحقها بركب الفكر العالمي الذي عانقت طلائعه الشمس ! "

فهل كان هو ذلك الشاب المنتظر الذي سيعيد للشعر ملكوته .. وهل كان هو ذلك الفارس المنتظر الذي تشرئب الأعناق لتوقع حضوره وهو قادم من بعيد ليزرع الأرض قمحا وأطفالا وياسمينا . هل كان هو ذلك الفارس العائد لمعانقة الفجر في العيون العبقة برائحة المحار ؟؟ .. نعم كان نايف المخيمر فارسا من فرسان الشعر في منطقة الخليج ترجل مبكرا و تلاشي في ضباب الكون

وبعد كل هذه السنوات ما زلت أتذكر عبارته .. : " لو أن الفارس القادم مزج عبقريته بالمعاناة الساخنة .. لحبل العقم بربيع ليس في الحسبان " .
وعندما عاد من باكستان . كان شخصا آخر لم أتعرفه : لحية كثة .. دشداشة قصيرة ونعال متهرئ وصارحني بأنه اقلع تماما عن الشعر .. وان القصائد التي كتبها لم تكن سوي الهام من مصدر غير ملائكي وانه يتبرأ منها ومن كل حياته السابقة , بل زاد علي ذلك انه احرق دواوينه ومنح سيارته لأحد الأشخاص وانه راض الآن باستخدام قدميه !

ورغم انه كانت تنتابه في السابق لحظات صحو يعتكف فيها بالمساجد إلا انه هذه المرة كان قد قرر نهائيا هجر الشعر والتبرؤ منه .

وطلبت منه أن يزورني لتبادل الحديث كما في الأيام الخوالي ولكنه اعتذر تماما ورجاني ألا أحدثه في الشعر أو الأدب كما اعتذر عن زيارتي في منزل أسرتي .. وودعني كشهب أضاء سنوات شبابي ورحل تاركا ذكري أيام لن تمحي , عن شاعر بلغ قمة سموه الروحي مرة عن طريق التفاني في القصيدة ومرة أخري عن طريق هجر الشعر .. لقد كان صادقا في الحالين .. وكانت مشاعره انقي واقوي من الكلمات والصور الشعرية وعندما عجز الشعر عن أن يكون الوعاء لأفكاره وأحلامه وتشوقا ته وان يحميه من الهواجس والمخاوف والكوابيس هجره وانطلق طريق أرحب عل روحه تجد فيها الاطمئنان والسكينة

ومازلت اذكر عندما زرته في المستشفي قبل سفره الي الباكستان حاملا معي دراسة حول حياته وشعره كنت قد نشرتها في جريدة أجيال الأسبوعية وبعد أن فرغ من قراءتها أغر ورقت عيناه بالدموع وهتف بي : " آه لو تجعل الأطباء يقرؤون هذه الدراسة .. لربما يفهمون مرضي وأسباب توتري وقلقي .. فأنت تفهمني اكتر من فعل الأطباء ".. وكان نايف وقتها نزيلا مستشفي الطب النفسي

وبعد عدة أشهر علمت من الصديق الأسير فائق عبد الجليل ان نايف المخيمر قضي وفاضت روحه اثر حادث مروري داخل المملكة .. رحم الله نايف المخيمر واسكنه فسيح جناته .. وأمد أسرة الشاعر فائق عبد الجليل بالصبر والسلوان















رد مع اقتباس
غير مقروء 05-Mar-2010, 04:05 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
أبو طلحة العتيبي
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


أبو طلحة العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

يقول إبراهيم العتيبـي أحد أبناء كويت العشق :


فطبت حيا وطبت ميتا يانايف المخيمر .

حينما رحلت عن واقع الفن والشعر والتزمت بدينك واحرقت بواقي ذكريات اليمه ودواوين بلغت ذروة الشهره في وقتها ابتاغاءا لوجه ربك الكريم ونورت الطريق لاقرانك من الشعراء وفتحت لهم الدرب واكمال المسيره ورحلت لجوار ربك الكريم جعلوك في طي النسيان او بعض الزوايا المهمشه وانت احدثت شئ في نهجهم وخرج من دربك فطاحله خلدت اسمائهم وانت مجرد عبارات او مقالات تكتب عنك لمجرد الاتجار في اعمالك او ذكرياتك او احداثك في القصيده العاميه .


رحمك الله يانايف المخيمر وغفر لك عشت غريب في مشاعرك وغريب في عذوبة احاسيسك وغريب في دنياك ومت في ريعان شبابك وعطائك .

رحمك الله رحمة واسعه وغفر لك وانزلك منازل الصالحين ووالله لا نقدر ان نقدم لك احسن من هذا الدعاء والمغفره وتخليد ذكراك وانصافك لمحبيك ومتذوقي الكلمه الجميله .


انني منذ زمن ليس بالقريب ولا بالبعيد بصدد جمع الاخبار الفنيه والشعريه والمعلومات عن هذا الشاعر الفذ الذي خدم القصيده الخليجيه العاميه بعطائه بحكم قرابته مني وسوف انزل هذا البحث المتكامل عنه قريبا باذن الله في عدة منتديات واتمنى من شخصك الكريم افادتي بكل مالديك عنه من خبر او نسخه من هذا الديوان او اي قصيده لشاعرنا الراحل وتاكدي اختي الكريمه انكي تقدمين لي اكبر خدمه في هذا الموضوع .















رد مع اقتباس
غير مقروء 05-Mar-2010, 04:07 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أبو طلحة العتيبي
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


أبو طلحة العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

يقول نواف بن سليمان الفزيع في مقال بعنوان : لوركا الكويت.. راعي الكاديلاك الأزرق



استأذنكم في اقتحام عطلتكم ولكن سأسعى جاهدا ان يكون اقتحامي خفيفا على قلوبكم وبعيداً عن زحمة الاغراق السياسي الذي تعودتم عليه في مقالاتي اليومية على مدار الاسبوع.
لي في الشعر هوى ولي في بسيطه الممتنع عشق فما بالكم لو اجتمع في الشعر السهل الممتنع نكهة الكويت ومحبة الكويت؟
كل هذا اجتمع في شعر وشخص شاعرنا الشهيد فايق عبدالجليل ولهذا لي مع فايق وحب فايق ادمان!
لكن قبل ان أبدأ بفايق وسر اطلاقي عليه اسم لودكا الكويت راعي الكاديلاك الأزرق لا بدان اقف على ظل فايق ومن سبق فايق في خوض تجربة الشعر الحر بالعامية الكويتية (نايف المخيمر).
ظل فايق او هكذا اسماه فايق في احدى مقابلاته او بالاحرى مقابلته الاخيرة مع الصحافة ومع ويا للمفارقة (جريدة الوطن) في 1990/5/23 مع الزميل مبارك الشعلان (نايف مخيمر الذي لا اعرف من منا كان ظلاً للآخر.. نايف كان صوتي وصدى صوتي الا انه ترك قطار الشعر وسافر الى الضفة الأخرى من الحياة).
نايف المخيمر وعلى الرغم من التقارب العمري مع فايق كان من سبق بديوانه (غرشة عطر) ديوان فايق الاول (وسمية وسنابل الطفولة) الذي كتبه وطبعه فايق في عام 1968 (غرشة عطر) كان يمثل اول تجربة لكتابة الشعر العامي بالاسلوب الحر ولا ابالغ في القول انه كان اول تجربة على مستوى الخليج في كتابة الشعر العامي بالنسق الحر.
لا نعلم الكثير عن نايف ولعلي اذكر اثنين قد اشارا مرارا الى نايف وشعر نايف وهما الشاعر فهد عافت ايام كان فهد يكتب في «الوطن» والشاعر مسفر الدوسري في احد لقاءاته مع الصحافة السعودية.
نايف وعلى الرغم من دوره الريادي والخطير اهمل في زوايا النسيان ولا ادري لماذا؟! ربما لأن في الكويت عشقاً للنسيان ومسح اي تاريخ مبدع مالم يتبنى الموضوع شخص هنا وهناك فماذا لو لم يكتب الانصاري عن فهد العسكر وماذا لو لم تكتب خزنة بورسلي عن راشد بورسلي؟
مع نايف ابتدأت رحلة التحدي في رسم ملامح مرحلة شعرية جديدة على مستوى الخليج كله ومع نايف ابتدات رحلة فايق، كان نايف ينام بالايام في بيت فايق، يبثون همومهم لبعض وحينما خرج ديوان «وسمية وسنابل الطفولة» كتب صديق الطفولة نايف المخيمر قصيدة جميلة في جريدة الرسالة بتاريخ 6 نيسان في عام 1969، في هذه القصيدة تنبؤات غريبة عن نهاية فايق وفي هذه القصيدة تصوير عميق لتعمق نايف في فايق وتعمق فايق في نايف كما ان في هذه القصيدة تحليلاً جميلاً لزخم الهجوم الكاسح الذي ناله الشاعران من جراء جرأتهما الشعرية الجديدة.
القصيدة عنوانها «إلى فايق عبد الجليل».
مقدمة عزيزي فايق عبدالجليل خرج ديوان «وسمية وسنابل الطفولة» وبين رضى الراضين وسخط الشامتين لا يمكنني الا ان اقول:
ياصديقي..
ياقصيدة!
ضمها الليل وليده
ثم هاوت
جعلت لليل انوارا تنير
جعلت لليل روحا تستنير
فتناساها شهيده
ياصديقي..
ياشراعا هائما في كل شاطئ
يارصيفا لم تدنس قدسه..
اقدام واطئ
ياشهيدا قطع الحب وريده
فغدا الشعر وساما
يتباهى فوق جيده
ظلموك ياصديقي شوهوك
ملأ والكأس عداء..
وسقوك
جعلوا الحقد جحيما وصلوك
خلف باب من دخان أوثقوك
فتمردت صمودا..
قد بدى أكبر قوه
وتقدمت بخطوة..
لا يبالي ألف هوه
لا تهاون!
فعليك اليوم سخطي!!
لو تهاون
شنقوا الحرف ببابك
سكبوا..
دمه فوق ثيابك
لاتهاون..
في سبيل الشعر فاثأر..
ياصديقي
سر معي اليوم رفيقاً..
في طريقي
شمعة توقد شمعة
دمعة تمسح دمعة
فكلانا.. قد سقته الكأس جرعة
كلنا قد طال خلف الباب أسره
كلنا قد ديس بالأقدام شعره

فايق ولوركا
نايف علي المخيمر ترك الشعر في أواخر حياته وذهب لأفغانستان للجهاد لكنه ظل ظلا وصديقا لفايق والأخير هو من أوصل نايف للمطار في رحلته للجهاد بأفغانستان، عاد بعدها نايف وقد انتقل إلى رحمة الله تعالى في أواخر السبعينيات.. نافذة نايف كانت مهمة كانت البداية لتأتي بعدها المرحلة المكملة.. مرحلة فايق.
فايق محمد العياضي (المعروف باسم فايق عبدالجليل نسبه إلى خاله الذي رباه) من مواليد حي المرقاب سنة 1948 .. حياته كما يقول في أحد حواراته دفتر صغير مكتوب بلغة «خزاينية» يصعب على القارئ قراءتها وفعلا كانت حياته إلى نهايتها حزينة.
فايق هو لوركا الكويت.. لماذا لوركا الكويت؟ ومن هو لوركا؟
فيدريكو غارثيا لوركا شاعر إسباني اغتيل في 16 اغسطس لعام 1936 اجتمع مع فايق بمصادفات وتشابهات تكاد تكون مستحيلة.
أول حرف من اسم فيدريكو هو حرف الفاء وكذلك فايق.
لوركا شاعر وكذلك فايق!
لوركا شارك بالمسرح وبكتابة أعمال المسرح كذلك فايق.
لوركا اغتيل مع رفاقه المنضمين إلى حركة المقاومة على يد الحرس الأسود الفاشي في أحد أزقة غرناطة بأمر من القائد الجنرال فرانكو الذي ارتكب المذابح في أحداث الحرب الأهلية الاسبانية التي امتدت من عاماً 1936 إلى 1939 والذي أمر بإخفاء جثمان لوركا حيث يرقد جسده في قبر مجهول.
فايق اقتيد مع رفيق عمره الملحن والشهيد عبدالله الراشد من منزل صديقه عبدالعزيز الرشيد بتهمة الانتماء للمقاومة وتوزيع المنشورات وبأمر من صدام حسين وتم اغتياله ودفنه في قبر مجهول حتى تم تحرير العراق واكتشاف رفاته بعد 16 عاما من اعتقاله وإعدامه على يد جنود صدام حسين.
لوركا مات في الأربعين وكذلك فايق!

لوركا كتب قصيدة يصف فيها نهايته والتي رأها في بصيرته:
عرفت إنني قتلت..
فتشو المقاهي والمقابر
والكنائس..
فتحوا البراميل والخزانات...
استباحوا ثلاثة هياكل عظمية...
وسلبوا أسنانها الذهبية
لم يجدوني.. أتراهم لن يجدوني
أبدا؟ نعم لن يجدوني
أبدا
وهكذا تنبأ لوركا بنهايته وبضياع جثمانه للأبد..!

رغبة في الموت
فايق أشار لرغبته بالموت في كثير من شعره ولعل أبرزها وما استرعى انتباهي هذا المطلع الذي يقول
ودي أموت..
مثل الخبر لي مرت الساعات..
وتوفى بجريدة..
ودي أموت اليوم..
في طعنة قصيرة
آه لو أقدر أهدم الكون..
وآه لو أقدر أعيده..
وأعزم أسراب الحزن...
في بيت أي غيمة سعيدة
ما الذي جعل فايق يكتب؟
ربما تتعجبون أن الإحباط لا التشجيع هو من دفع فايق للكتابة وفي هذا رسالة لكل مبدع بأن لا يجعل الإحباط والهجوم والتجريح عقبة في طريقه بل وقود يحرك مكائن إبداعاتك لتعمل أكثر وأكثر.

رسالة إلى حميد سعيدان
بين يدي رسالة كتبها فايق عبدالجليل إلى الإعلامي والكاتب الصحافي والإذاعي المعروف الأستاذ حميد سعيدانـ رحمة الله عليهـ يرد فيها فايق على مقالة كتبها «السعيدان» عنه، في رسالة فايق والتي لا أعلم ان نشرت في جريدة (السياسة) أم لا، حوار جميل يختصر فيه فايق رحلة معاناته وبداياته وسبب كتابته للشعر وموقف طريف جميل جمعه مع الشيخ سالم الصباحـ رحمة الله عليهـ يوم ما كان الأخير سفيرنا في لندن، رحم الله الثلاثة أجمعين وأسكنهم فسيح جناته الرسالة تقول:
لم أتعود الرد.. لكن نافذة صديقي حمد سعيدان الضبابية كانت (ضبابية جداً) حيث ان الرؤية من خلالها تعذرت على الصديق العزيز.
في نافذة حمد سقطت التواريخ.. وتداخلت الأمور.. وأصبحت درجات التقييم توضع في الزمن الضبابي ومن خلال النوافذ الضبابية.
حمد من خلال ضباب لندن.. يقول إنني عام 1962 عرضت عليه ديوان وسمية وسنابل الطفولة وطلبت منه مراجعته قبل الطبع ويقول انه اعاد الي الديوان مع شيء من الاحباط لكنني تحديته وطبعت الديوان وأهديته نسخة بعد سبع سنوات.

الحكاية من البداية
في سنة 1962 كنت تلميذا متمردا على مقاعد الدراسة.. وكانت الكتابة هي جنوني الذي أمارسه يوميا على الورق.. وفي هذه الفترة فترة الطفولة الشعرية.. حاولت ان اتسلل للاذاعة على طريقة السندباد البحري.. لكن محاولاتي كانت فاشلة.. لقد كان الدخول من بوابة الاذاعة في عام 1962 وامام الحرس الاذاعي وبدون هوية امراً مستحيلاً خاصة ان هناك بعض الشعراء الكلاسيكيين جدا موضوعين وبشكل استنفاري على ابواب قسم الموسيقى وكأنهم نقاط تفتيش فمن يحمل قصيدة جديدة أو لديه مشروع تغيير في نمط الاغاني يعرض نفسه للمقاطعة الشعرية والرفض.
ولقد تحملت مجموعة كبيرة من المؤلفين الشبان في تلك الفترة متاعب الرفض وعدم اعطاء الفرصة اذكر منهم.. سالم ثاني.. محمد محروس.. نايف المخيمر وآخرين.
في هذه الفترة كنت اعزل مثل المطر.. وكان صديقي حمد سعيدان مذيعا معروفا في اذاعة الكويت.. التقيت بحمد واخبرته انني لا استطيع الوصول الى الاذاعة واخبرته ان لدي مجموعة اغان اريد ان يساعدني في عملية فحصها من قبل لجنة النصوص المختصة في الاذاعة.. ارسلت للاخ حمد خمس نصوص مع رسالة بالبريد المستعجل وكان ذلك في سنة 1962.. وبعد فترة وصلتني رسالة منه ومعها الاغاني.. يقول في رسالته، لقد تسلمت الاغاني الخمس.. وحولتها الى مكتبة التراث الموسيقي رأساً للسيد ابراهيم الصولة وستجد الشرح خلف احدى الاغنيات.
ثم كتب في رسالته وعلى طريقته الساخرة المعتادة «ارجو ان تنقع قصائدك وتحط فوقهم شوية ماي وملح وتشرب كل يوم ثلاث خاشوكات مو كل واحد سوى خربوطة وصار شاعرها ها ليش ما تصير مطرب».
«هذه الرسالة موجودة لدي حتى هذه اللحظة وبخط حمد وبالحبر الاسود مع الاغنيات الخمس ومستعد لنشرها في السياسة وقد اشرت لها منذ سنوات في مقابلة اذاعية وتلفزيونية وقلت هي السبب الذي جعلني اكتب واحاول ان اكون شيئاً».
هذا كل ما حصل بيني وبين الصديق حمد سعيدان، لم أعرض عليه ديواني مخطوطاً لأنني في الاساس لم اكتب حتى قصيدة واحدة في هذه الفترة لا لديوان وسمية ولا لغيره ثم ان الديوان «وسمية» كتبته وطبعته في نفس السنة 1968 كما اني احب ان اسأل لماذا أطلب من حمد سعيدان بالذات مراجعة قصائدي.. هل حمد سعيدان شاعر أو لديه ميول شعرية؟
لماذا حمد سعيدان وانا في 1968 كنت على صلة جيدة بمجموعة كبيرة من شباب رابطة الادباء مثل الدكتور طارق عبدالله والدكتور عبدالله العتيبي والشاعر محمد الفايز وغيرهم.
ثم اسأل حمد سؤالا اخيرا متى التقينا ومتى قال لي انك طبعت ديوان «وسمية» وان رأيه فيه كما هو؟
اما بالنسبة لموضوع كتابتي قصيدة عن لندن (كويتي في لندن) عندما صدر ديوان وسمية كان الشيخ سالم الصباح سفيرنا في لندن ذلك الوقت موجوداً في الكويت ولما قرأ الديوان سألني لماذا لم تزرني في لندن.. فأخبرته انني لم ازر لندن.. يومها استغرب.. وقال الذي يقرأ قصيدة لندن لا يصدق انها تصوير من الخيال دون رؤيتها على الطبيعة ومن يومها اصبح هذا الرجل الطيب الصديق والموجه لي.
.. الشاعر الباكستاني الكبير اقبال تنبأ بفصل الباكستان عن الهند قبل عشر سنوات من الانفصال.
والشاعر المصري المعروف امل دنقل تنبأ بالنكسة قبل حدوثها بقصيدة وحمد سعيدان زعلان لأنني تخيلت لندن.. لندن الموجودة يوميا في الصحف والسينما والتلفزيون.

فجر الرحيل والكاديلاك الأزرق
وهكذا فايق لم يترك لنا في أي محطة من محطات حياته الا موقفاً يثير التعجب مما جعل من رحلة فايق في الحياة كلها رمزية وعبرة وملحمة شعور تجتمع مع شاعر اسباني يفصله عنه نصف قرن من الزمان وقارة بأكملها ولغة وتلتقي معاه في الشعر وفي الموت وفي ظروف الموت!
وكذا كان فايق في آخر محطة من حياته ووداعه الاخير لزوجته أم فارس واولاده ومن لقاء أم فارس مع جريدة الشرق الاوسط والمنشور في يناير لعام 2005 الى التحليل الجميل الذي كتبه الاستاذ عبدالله المحيسن في مجلة «الفنون» والصادرة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كل هذا توثيق جميل لفجر رحيل فايق.. راعي الكاديلاك الازرق.
عندما قررت الخروج من الكويت أنا وابنتي الصغرى نوف، وكان عمرها آنذاك أربع سنوات، فقد كان فائق قد استسلم لرغبتي في السفر إلى السعودية حيث كان لا يود على الاطلاق مغادرتي لكن لم استطع، وذلك بسبب ابنتي نوف التي كانت تصاب بالرعب عند سماعها صوت اطلاق الرصاص، اضافة إلى وجود بقية ابنائي في الخارج، حيث كانوا يقضون اجازتهم ولا أعلم عنهم شيئاً، ليلة خروجنا من الكويت اذكرها بأدق تفاصيلها وكأنها البارحة حيث خرجنا برفقة فائق لإيصالي الى الحدود الكويتية السعودية، رحلنا من المنزل الساعة الثالثة فجراً تجنباً للزحام الذي كانت تسببه الجموع الهاربة باتجاه السعودية خوفا من الحرب المرتقبة واثناء التوجه نحوها طلب مني فائق ان امسك القلم كان هو يقود السيارة واذ به يملي علي قصيدة كنت أكتبها وأنا أبكي وكانت تتحدث عني وعن نوف وعن وداعنا على الحدود:
عند الحدود..
مقدر اخليهم واعود
امي وام عيالي..
هم شمس الوجود
وعيالي في دمي
وفي صدري ورود
كل المعزة بس لهم
في قربهم كل الوجود
وفي بعدهم مالي وجود
عند الحدود.. أمي وأم عيالي.. هم شمس الوجود
مقدر اخليهم واعود
لا يا وطن
لازم أعود
أنت المحبة ولك أنا بكل شيء أجود
لازم أعود
لازم أعود

وتكمل زوجته قصة الخروج قائلة: في الطريق صدفنا نقطتي تفتيش ولكنهما كانتا خاليتين من الجنود العراقيين أما النقطة الثالثة والأخيرة التي تعقبها أراضي السعودية فقد خرج لنا منها جنود مسلحون حاصرونا وامرونا بالترجل من السيارة ورفع الايادي حيث وجه الضابط العراقي كلاماً قاسياً الى فائق واتهمه بقتل الجنود الذين هم في نقاط التفتيش التي قبلهم لانهم لم يتلقوا بلاغاً في أي منها بأن هناك قادماً اليهم في هذه النقطة الأخيرة، فأمر الضابط بحبسنا أنا وابنتي نوف وكان معنا احد الاصدقاء وبالفعل دخلنا السجن الى ان جرى التأكد من الجنود انفسهم في النقطتين، حيث اكتشف الضابط انهم كانوا نائمين لحظة مرورنا بهم بعد ذلك اطلق سراحنا فرجوت فائق ان يأتي معي فوعدني بأنه سوف يتبعني الى الرياض بعد أن ينهي بعض الأمور في الكويت، ومنذ ذلك الحين لم أره ولم اسمع صوته.
بعد هذه التجربة العصيبة التي مر بها أدرك انه لن يخسر شيئاً بل ازداد اصراراً على البقاء، خاصة انه قد اطمأن على زوجته وعائلته فانضم بعد ذلك الى ركب مجموعته الصغيرة التي سطر معها ملحمة فنية في حب الوطن وبث الروح الوطنية لمن بقي في الداخل من الصامدين الذين تشبثوا بالارض من خلال كتابته الاغنية الوطنية تحت حصار سلاح المحتل الذي جابهه بسلاح الكلمة التي لحن معظمها رفيق نضاله الملحن عبدالله الراشد الشهيد الذي عثر على رفاته بعد ذلك، كهذه القصيدة الرائعة التي تنشر لأول مرة:
حي اللي يقوم.. بالصمود وبالسلاح
حي.. اللي ضمد كل جرح من الجراح
حي الخليج.. حي العقل.. واهل العقل
حي العرب اللي اثبتوا قول وفعل
حي التراب اللي رفض.. كل احتلال
حي الشباب اللي انتفض باسم النضال
حي.. الطفل اللي لفظ.. كلمة وقال
حي الصمود حي الكويت.. حي الرجال
سجلت هذه الاغنيات في منزله ووزعت بسرية تامة وانتشرت سريعاً رافعة روح النضال لدى جبهة الصمود في الداخل معلنا حربا شبيهة بالحرب «اللوركية» إبان الحرب الأهلية الاسبانية.
واستخدم فائق مفردة جديدة في كتابة القصيدة الوطنية لم تستخدم من قبل في كتاباته اذ انه تفاعل مع ما عاش من أحداث مأساوية تأثر بها، فقد ترجم نبض الشارع الكويتي في فترة الاحتلال.
ومن أهم ما تميز به قدرته على الحضور المتنامي في البساطة المستحيلة، تلك البساطة التي لا يفسرها شيء سوى كائن شعري مثل فائق عبدالجليل شخصياً حيث يمتلك خيالاً مجنحاً يكثر فيه التشخيص فقد اصبح جزءاً من تجربة عالمية يقف فيها الى جانبه شعراء من مختلف الثقافات واللغات مرورا بتجربة شبيهة بتجربته هذه امثال لوركا، وسولوموس الذي كتب اول نشيد باللغة اليونانية «نشيد الحرية»
كتب فائق في احد ايام الاحتلال تلك موثقا مشهدا يراه كل يوم
انتباه انتباه
الكويت لا زالت هنا
انتباه انتباه
الكويت احنا كلنا
يحترق بيت في منطقة او ينهدم
احنا هنا انتباه
لو شوفنا اخونا يموت وامنا تنعدم
احنا هنا انتباه
انتباه... انتباه
لقد كرر محاولة التوثيق الشعري لديه اثناء فترة الاحتلال من خلال هذه القصائد بعد تجربته الاولى والناجحة في ديوانه «وسمية وسنابل الطفولة» الذي وثق به تاريخ الكويت الحديث.

مسلسل الملاحقات
بعد ذلك انتبه اليه جهاز الاستخبارات الصدامي وبدأ يطارده حيث جرت مداهمة منزله عشرات المرات ليعرضوا عليه ترؤس صحيفة يومية كانت تنشر ايام الاحتلال لكونه يعتبر شخصية اعلامية بارزة غير انه رفض ذلك بدبلوماسية تامة خوفا من ان تطوله ايديهم ببطشهم فاكثروا من زيارته في بيته لكي يصبح مشبوها ومتعاونا في اعين جيرانه واصدقائه فاخذ يتنقل من منطقة الى اخرى هربا منهم ودرءا للشبهات.
ثم وردت اليه بعد ذلك معلومة من جناح المقاومة العسكرية بانه مطلوب لدى جهاز المخابرات العراقي فاستمر في التخفي لدى بعض اسر اصدقائه الى ان جاء احد الايام وكان في منزل المحامية لولوة الرشيد التي كانت اخر من رآه حيث روت: كانت دائرة الهرب قد بدأت تضيق على فائق اذا حاصروا جميع الاماكن التي يمكن ان يوجد فيها واخذ القلق يتسرب الى نفسه فزارني ليتصل بمنزل صديقه عبدالعزيز وليبلغه بعدم مقدرته على رؤيتهم مرة اخرى فتفاجأ بعبدالله الراشد يرد على المكالمة حيث كان مرتبكا فسأله فائق ما بك يا عبدالله اجبني ولم يجبه بغير فائق تعال وكررها له اكثر من مرة تقول لولوة فهم فائق مسرعا ليلبي صديقه وكانت وجبة غدائه جاهزة فطلب تأجيلها الى حين عودته من رؤية عبدالله وحينما وصل فائق الى منزل عبدالعزيز وفور دخوله القوا القبض عليه حيث كانوا يتربصون ولم يعرف عنه شيء بعد ذلك اليوم.

رسالة صامد
قبل اسره بدأت عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت بدءا من الضربة الجوية منتصف ليل السابع عشر من يناير العام 1990 حتي بزوغ فجر التحرير الموافق السادس والعشرين من فبراير لعام 1990 وعادت الارض الى اصحابها وعلت كلمة الحق ونزلت عدالة السماء.
ودخلت بعد ذلك زوجة فائق الى الكويت في الاول من ابريل وتوجهت الى المنزل كأن الاشهر التي مضت سنون طوال حيث وجدت رسالة تركها في المطبخ بجانب فنجان من الشاي لم يكمل شربه وكيسا من الخبز وقلما جفت عروقه حيث كتب لها معتذرا: الغالية أم فارس، تحية.. محبة.. تقدير.. لك وللأولاد.. وارجو ان تكونوا صامدين في الغربة مثلما أنا صامد في الوطن.
اليوم الجمعة.. الوقت الساعة الرابعة فجراً.. المكان غرفة نومي.. وتحت ضوء الاباجورة التي تلتحم برأسي باستمرار.
لقد وعدتك ان أغادر الكويت الخميس.. ذهبت وجلست أتصفح أفكاري التي تتكاثر ثم تصبح فكرة واحدة.. وهي فكرة البقاء كل أفكار الرحيل التي أتت كانت مهزوزة..و غير ثابتة.. وغير مستقرة.. إلا فكرة البقاء كانت الاكثر ثباتاً.. والاكثر قوة.
فقد اكتشت أن البقاء في الكويت يعطيني المناعة.. والقوة والصلابة وبقائي هنا لا يعني أني غير محتاج إليكم.. أنا في أشد الحاجة لكن.. الكويت بأمس الحاجة إلي...
قوموا بواجبكم الوطني في الغربة على أكمل وجه.. وقدموا ما تستطيعون تقديمه مع إخوانكم الكويتيين.. حتى ساعة الفرج.
المشهد الذي روته لي أم فارس في وداعها لأبي فارس ولم تنشره الشرق الأوسط كان أمرا آخر.
أطلع أطلع أنا ما فيني حمل أربي خمسة بروحي، هذه كانت كلمات أم فارس الأخيرة لأبي فارس فايق عبدالجليل وكان رد فايق بأنه يريد أن ينقل كتبه لمنزل أمه ثم يخرج ولكن فايق لم يخرج!
ودع فايق أم فارس وركب سيارته الكاديلاك الزرقاء ومع أول خيوط الفجر وشروق الشمس تحركت الكاديلاك الزرقاء صوب الكويت وهي لوحدها في الشارع المتوجه نحو مدينة الكويت من المنفذ الحدودي بينما مئات السيارات في الشارع المقابل تتوجه للخروج وكأني أرى الآن أم فارس في فجر ذلك اليوم وعيون أم فارس وهي تراقب الكاديلاك الزرقاء وغترة بيضاء على رأس فايق تغطيه وصوت فايق يحيط بدموع أم فارس وصباح نوف.. صوت فايق الهادئ الجميل وهو يقول:

حبيب الأرض يا أنت..
إذا شفت الخطر..
طوق طريق البيت
إذا شفت الخطر قادم..
تهجى بس اسم الكويت
وأرمي في عيون الخوف
حفنه من رمل الكويت
وأرمي في لهيب الحقد
ضحكه من بحر الكويت

الحياة لابد أن تستمر..
أم فارس ربت عيالها الخمسة وتبين ان فيها حمل لتربيهم ومن خلّف مامات! مازلت كلما أرى فارس ابن فايق البكر ارى فايق الذي لم أره شخصياً في حياته على الشبه الغريب الجميل الذي جمعهما وأبكي في صمت!
الحياة تستمر وكذلك الشعر بعد الغزو وبعد رحيل فايق برزت من الكويت ظاهرة مكملة لظاهرة نايف وفايق اسمها علي مساعد!
علي مساعد هو ابن الجيل الذي اتى بعد جيل فايق واقتحمنا بنفس الزخم الكويتي الشعبي البسيط الجميل وكما نال فايق احباطه من حمد السعيدان ليدفعه نحو الابداع كذلك نال علي نصيبه من الاحباط وهو ابن عائلة الكل فيها يقول الشعر ليعلق عمه اطال الله في عمره السيد / سرور البغيلي على شعره ويقول له (الله أعلم أنك شويعر) ليستفز علي ويكتب بهذه الروح وهذه الانطلاقة والجمالية.

فايق قابل علي مساعد وأثنى عليه
شعره... فايق قال لعلي ان الشعر الجميل مثل السلام الجميل وبمثل هذه الاناقة والبساطة في الوصف اجد ذلك في شعر علي ولهذا في ظني ان علي هو فايقنا الحالي ولعلي من بعده من يكمل... هذه الأرض هذه الكويت حبلى بكل حب وابداع!.















رد مع اقتباس
غير مقروء 05-Mar-2010, 04:08 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
مرزوق الجعيد

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو






التوقيت


مرزوق الجعيد غير متواجد حالياً

افتراضي

ننتظر تتحفونا بقصائده

ولكم جزيل الشكر















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »02:49 PM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي