![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 25 | |||
|
![]() عـــبـــدالـــرحـــمـــن بــن عـــوف
صحابي جليل ، له مواقف كثيرة في الإسلام ، وواحد من الثمانية الأول الذين عرفوا كيف يقفون المواقف الحاسمة في تاريخ الدعوة الإسلامية . ما كاد يذكر له أبو بكر الصديق رضي الله عنه دين الإسلام الذي دعا إليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى انشرح صدره ، وامتلأ به قلبه نورا وهداية وأحس وكأنه ولد من جديد فإذا بلسانه يردد مع فؤاده ، أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . بدأ عبد الرحمن بن عوف ، يرقى في مدارج الدعوة الجديدة ، فصار واحدا من العشر المبشرين بالجنة ، وواحد من المهاجرين إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة ، كان واحدا من ثلاثة شهدوا على صلح الحديبية الذين وقفوا إلى جانب الرسول عليه الصلاة والسلام ، في كل غزواته . كان رضي الله عنه بطلا من الأبطال في عهد الخلفاء أبي بكر و عمر و عثمان وكان متمرسا في عمق حقائق الحياة ، مخلصا للإسلام ، مدافعا عنه ، صادقا في نشر الدعوة إليه . وعبد الرحمن بن عوف ، كان قبل الإسلام واحدا من كبار القوم في المجتمع المكي وكان اسمه عبيد الكعبة أو عبد عمرو ، فلما أسلم أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاسم الجديد ، لأن العبادة لا تكون إلا لله وحده . وكغيره من المسلمين الأوائل لاقى الصحابي الجليل من الأذى في مكة ما دفعه إلى الهجرة منها إلى بلاد الحبشة ، ثم إلى المدينة ، وكان قد ترك وراءه ثروة كبيرة في سبيل الجهاد الحقيقي ، لإعلاء كلمة التوحيد ، ونصرة الدين الإسلامي . وحين آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين و الأنصار ، آخى بين عبد الرحمن بن عوف وبين سعد بن الربيع من أهل المدينة الذي أحبه وأخلص له ، وكان من أغنياء قومه ، فقسم ثروته قسمين متعادلين وطلب من عبد الرحمن أن يختار بينهما ويأتي رد الصحابي المهاجر : " بارك الله عليك في مالك وأهلك " . وفي سوق المدينة المنورة ، يشتري عبد الرحمن جملا بدين ، أملا بالتجارة والربح الحلال ، وبدأ عمله شراءا وبيعا راضيا بالقليل اليسير ، معتمدا على الله ثم على كده وجهده ، فبارك الله له بماله وما انقضت فترة يسيرة من الزمن ، حتى حضر إلى النبي عليه السلام حين دعا إلى تجهيز جيش العسرة ، وهو يقول : " يا رسول الله عندي ثمانية آلاف فأمسكت أربعة آلاف لنفسي وعيالي ، وأربعة آلاف أقرضها ربي ، فقال له النبي عليه السلام : " بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت " . وفي عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وغيرهما ممن بذلوا وأنفقوا في سبيل الله ، نزلت الآية الكريمة ![]() عرف عنه الكرم الصادق ، والسخاء الحالي ، فكان ينفق من أمواله لدعم الفكرة الإسلامية ونشر الدعوة ، كما كان يعني بصفة خاصة بفقراء المسلمين والمعوزين منهم . روي أن السيدة عائشة أم المؤمنين ، سمعت ضجة وصخبا في المدينة شغلت الناس ، فسألت عن السبب ، فقيل لها : إنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف تحمل من كل صنف ، قالت : يدخل عبد الرحمن الجنة حبوا ، فلما بلغ عبد الرحمن قولها ، قال : إني لأرجو أن أدخلها قائما ، وجعل القافلة وما تحمله وكانت سبعمائة بعير هبة خالصة للمسلمين . ولم يكن عبد الرحمن بن عوف بعيدا عن فهم روح الدين وسمو تشريعه ، بل كان مسلما واعيا مدركا ، وواقعيا متمدنا يعلم واجباته الدينية فيؤديها ، ويعرف حقوق الإنسانية فينعم بها : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )( الأعراف : 32 ) ، لذلك لا تتملكنا الغرابة إذا عرفنا أنه كان ينتقي ثيابه فيلبس مرة حلة بخسمائة درهم ، ويدفع مهر زوجته الأنصارية ثلاثين ألف درهم . تولى رضي الله عنه إمارة الحملة التي أرسلها النبي عليه السلام إلى ( دومة الجندل ) وودعه الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه ، وكان مقربا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم من الخليفة الصديق أبو بكر حيث جعله مستشاره الأول في موضوع الخلافة من بعده . وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، تولى إمارة الحج وكان مقربا من الخليفة يؤخذ رأيه ويستشار في كثير من الأمور . اجتمع يوما علي وعثمان وطلحة والزبير ، وطلبوا من عبد الرحمن بن عوف أن يكلم عمر في معاملته للناس حتى يلين معهم ، وقالوا له : إنه قد أخافنا حتى ما نستطيع أن نديم إليه أبصارنا ، وأن الرجل طالب الحاجة يأتينا ، فتمنعه هيبته أن يكلمه في حاجته ، ذهب عبد الرحمن فكلم عمر في الموضوع الذي اختاره له ، فقال يا عبد الرحمن ، أنشدك الله أعلي وعثمان وطلحة والزبير أمروك بهذا ؟ قال اللهم نعم ، فرد عليه : يا عبد الرحمن ، لقد لنت للناس حتى خشيت الله في الدين ، ثم اشتددت ، حتى خشيت الله في الشدة ، وأيم الله لأنا أشد منهم فرقا مني ، فأين المخرج ، فما كان من عبد الرحمن إلا أن بكى وهو يقول : أف لهم من بعدك أف لهم . وكما كان إلى جانب الحق حين استشير في عهد أبي بكر وعمر ، فإنه بقى كذلك في عهد عثمان حدث أن عثمان وهب بعض إبل الصدقة لبعض بني الحكم ، فلما علم بذلك عبد الرحمن ذهب مع رجلين واسترد الإبل ثم وزعها إلى المستحقين من المسلمين ، وقد أقره عثمان حين وصل إليه الخبر على رأيه وتصرفه . بهذه الروح ، وبهذه الأخلاق الإسلامية ، عاش عبد الرحمن بن عوف ، مثلا وقدوة في الموازنة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، يتخذ لنفسه المواقف الحيادية السليمة بعيدا عن كل هوى أو غرض شخصي ، متجنبا لتأثير النفس ، لم يسمح لنفسه أن يدخل في صراعات سياسية وحين تشتد الأمور كان يخرج بنفسه من دائرة الصراع ، ينظر إليها بعد ذلك نظرة موضوعية وواقعية . بهذا السلوك عاش محبوبا من الجميع ، وافاه الأجل في خلافة عثمان عن خمس وسبعين سنة كان رضي الله عنه أمينا في الأرض وأمينا في السماء كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم . |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |