أصحاب الخشية

[فارس الدعاجين]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله العزيز القوي القدير ، و الصلاة و السلام على النبي البشير محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلوات و أتم التسليم و على آله و صحبه أجمعين : .................................................. ...................أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أناس كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون و بالإسحار هم يستغفرون ، أناس على صلاتهم يحافظون ، و في أموالهم حق للسائل و المحروم ، أناس يخافون من رب العالمين ، و هم بالموت يقنين ، و بالآخرة مصدقين ، و يعلمون أنهم يوم القيامة محاسبين على كل صغيرة و كبيرة أمام العالمين
يقول قائل من هؤلاء الناس :ـ
وددت أن أتعبد بعبادة لا يعلمها إلا الله
أناس يريدون جزائهم على أعمالهم الصالحه في الآخرة و الله يجازيهم عليها في الدنيا و الآخرة ، يراقبون الله في أعمالهم في سرهم و علانيتهم
أعمالهم كلها لله لا يريدون منكم جزاءً و لا شكوراً .
نعم
نعم
إخواني في الله
نعم
أخواتي في الله
إنهم
إنه الذين يخشون ربهم بالغيب
قال {( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهمُ بالغَيْب لَهُم مغْفِرةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ )} (1)
إنهم يريدون هذه المغفرة و هذا الأجر
{( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخَافُونَ يَوماً كَانَ شَرهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطعِمونَ الطَّعامَ عَلى حُبهِ مِسكِيناً وَيَتِيماً وَ أَسِيراً * إِنَّما نُطِمُكم لِوجهِ اللهِ لا نُريدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَ لا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِنا يَوماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً)}(2)
1 سورة الملك آية 12
2 سورة الإنسان آية 7 / 8 / 9 / 10
يخلصون عملهم لله ، لا يريدون مدح الناس و ثنائهم ،هؤلاء هم أهل الخشية الذين يخلصون عملهم لله فها هو شيخنا محمد بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ كان قبيل وفاته كما سمعت منشريط لأحد المشايخ أنه مرض هو في الدرس الذي كان يلقيه فَذَهِب به طلابه إلى المستشفى و كان و هو
مغمي عليه كما يقول الداعية كان يلقي خطبه كامله أو درس و هو مريض مغمي عليه ، فهذا هو شيخنا ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ من عصرنا لم تَغــُـــــرهُ شهوات هذا العصر لم تَــغُــــــــــــــره شهوات الدنيا رحمه الله و أسكنه فسيح جناته .
إنهم يستحون من الله و يتجنبون المعاصي ، فهؤلاء لا يخاف عليهم بل هم بإذن الله مفلحون ، و ها أن أرصد لكم هذه القصة لشاب عمره ما بين 16 إلى 18 عشر كما أتذكر كان يصلي الفجر ثم سقط في المسجد فلما حملوه بعض المصلين إلى المستشفى قام الطبيب و طاقمه الطبي يجهزون نفسهم و يبحثون عن أدواتهم ، و كان هناك ممرض جالس بالقرب من الشاب المريض فهمس المريض في أذن هذا الممرض ، و قال له كلام ، ثم انتهاء من كلامه و ارتخا على سريرة و لو يلبثوا ثواني ٍ معدودة إلا سمعوا جرس الإنذار الذي يخبرهم بتوقف قلب المريض ، ثم مات الشاب .
فلما مات بكى الممرض بكاءً شديداً و بكائه كان غريباً على الطاقم الطبي و الطبيب حيث كان يعمل معه منذوا سنين و قد رأى حالات مثل هذه و أبشع لكن بكى في حاله هذا الشاب ، فأستغرب الطبيب وقام ليهدئه فقال الممرض : يا دكتور أتدري ماذا قال هذا الشاب ؟؟؟!
فسكت الطبيب مستغرباً
فأكمل الممرض كلامه : فقال يا دكتور إنه يقول قل للدكتور لا يتعب نفسه فأنا في الجنة أو قال أنا أرى الجنة .و هناك رجل مريض أصيب بمرض شديد فأحيل للمستشفى فأتت على المريض حالات الإحتضار ، فعرف الطبيب ذلك : فبدأ يقول الطبيب : لا إله إلا الله ، فقال المريض : لاء يا دكتور مدها قل : لاااااااااااااااا إله إلا الله .
و مات بعدها
مريض محتضر يعلم طبيب كيف يقول كلمة لا إله إلا الله .و قل قصص هؤلاء الذين سبقوا من عصرنا فخذوا هذه القصة في الزمن القديم
لما احتضر أبو سفيان بن الحارث ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأهله لا تبكوا علّي فإني لم أتنظف بخطيئة منذو أن أسلمت .
هذا إنسان محتضر يذكر أهله أن لم يعصي منذو أسلم
و قال إبراهيم بن أبي عياش : شهدت أبي عند الموت فبكيت فقال : مايبكيك؟! فما أتى أبوك فاحشةً قط .لا إله إلا الله أنظروا إلى هؤلاء أصحاب الخشية بل هم أهل الخشية أنظروا خاتمة كلن منهم .
الله أكبر
هل
ستكون خاتمتنا مثل خاتمنه ؟؟؟؟؟؟؟!
هذا و الله أعلم وصلى الله على نبينا محمد