قصّتانِ ... مِن خلالهما عرفتُ الحقيقةَ ؛ فيا لهما مِن قصّتين !؟

[عـاشـق الحقـيـقـة]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله .






يقول أهلُ التجربة والخبرة والعِلم : إنّ التاريخَ بقصصه وأخباره وسيره يكشف ويظهر الحقائق ؛ فيَستبصرُ ويستدلّ بها العاقلُ قبل وقوع الوقائع !


أ فهذا القولُ مِن هؤلاء صوابٌ أم هو مجرّدُ ادعاء ؟


ولعلّ في إيراد القصتين الآتيتين ما يُبيّن صوابَ قولهم هذا من عدمه :


فأولاهما : أنه في سنة 132هـ بعدَ معركة ( الزّاب ) التي انتصرت فيها الموالي أتباعُ بني العباس على جيش الخلافة الأموية العربية ؛ طلب أبو مسلم الخرساني مِن أحد حرسِه الفرس أن يَقتلَ رجلاً مِن بني أميّة من الذين أسروا في تلك المعركة .

فلمّا وضعَ هذا الفارسيُّ السكينَ على رقبة هذا الأموي العربي قال له هازئًا مُتشفّيًا : (( الزاب بالقادسية ، ورأسك ـ أيها الأمويّ العربيّ ـ برأس هرمز !؟ ))

فارتعدَ كلّ مَن سمعِها مِن العرب حينذاك ، ومنهم أبو جعفر المنصور ، ولكن بعدَ فواتِ الأوان ! وكانت هي مِن أسباب قتل أبي جعفر أبا مسلم الخرساني الفارسي الذي أراد أن يقلب ثورة العباسيين لصالح الفرس الأعاجم ؛ فتكون الخلافة والرئاسة لهم !


ووالله ، لقد ارتعدتُّ عندما سمعتُها ؛ لأنّ حقائق كثيرة قد انكشفتْ وظهرت كالشمس من خلالها ؛ فيا لها من قصة !



ورحم الله نصرَ بن يسار والي الخليفة الأمويّ على خراسان حيث قال قبل سيطرة جحافل الفرس على خراسان مُنذرًا مُستنجدًا بكلّ العرب ، ولكنَّ صيحتَه لم تجد لها ـ مع الأسف ـ منهم أذن صاغية ؛ فغابتْ شمسُ خلافتهم إلى اليوم :


أبلغْ ربيعةَ في مَرْوٍ وفي يَمَنٍ ... أن اغضبُوا قبلَ ألا ينفع الغضبُ

ما بالكمْ تُنشبون الحربَ بينكمُ ... كأنّ أهْلَ الحِجا عن رأيكمْ غِيبُ

وتتركون عدوًّا قد أحاطَ بكمْ ... مِمّن تأشّبَ لا دينٌ ولا حسَبُ

لا عُرْبَ مثلكمُ في الناسِ نعرفهمْ ... ولا صريحَ موالٍ إن همُ نُسبوا

مَن كان يسألني عن أصْلِ دينهمُ ... فإنّ دينَهمُ أن يُقتلَ العربُ !

قومٌ يقولون قولاً ما سَمعتُ بهِ ... عن النبيّ ولا جاءتْ به الكتبُ


هذه هي القصّة الأولى مع ألمها ووضوح دلالتها !




وأمّا الأخرى ؛ فقد سأل صحفيٌّ الخمينيَّ ، وهو عائد من منفاه في فرنسا بعد طرد الشاه من إيران سؤالاً ـ ويا له من سؤال ! ـ مِن ضمن أسئلته الكثيرة : ما الهدفُ الأهمُّ لكَ والأوّل الذي ستسعى لتحقيقه بعد عودتك لإيران ؟

فقال الخمينيُّ ، والزهوُ يملؤه : قد كان للعرب خلافة أيام الأمويين والعباسيين ، وكان ـ كذلك ـ للأكراد خلافة أيام صلاح الدين ، ثمّ كان ـ أيضًا ـ للأتراك خلافة أيام العثمانيين ، وها قد جاء الوقتُ لتكون للفرس الصفويين خلافة !؟


ولقد صدق هذا الخمينيُّ ؛ فما المثلثُ الشيعيّ الآنَ إلا خطوة مِن خطوات تحقيق هذا الهدف الأهم عندكم ـ أيها الصفويون الفرس ـ !




فهل عرفتَ ـ أخي الكريم ـ من خلال هاتين القصّتين ما عرفتُ مِن حقيقة ..


وهي حقيقة : مَن هو عدوّنا الأوّل ؟!


وأنا مُوقن أنك ستعرف ـ بإذن الله تعالى ـ ذلك .




فسبحانَ القائل: (( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُون )).


والله يحفظنا جميعًا مِن كلّ شرّ، و يُوفّقنا على الحقّ إلى كلّ خير ،،،



* بقلم

*فارس نجد المجد*