يامن هواه

[ابو محمد الدعجاني]

يــا مـــن هـــواه أعـــزه وأذلـنــي
كيف السبيـل إلـى وصالـك دلنـي؟
تركـتـنـي حـيــران صـبّــا هـائـمـا
أرعى النجوم وأنت في نوم هنـي
عاهدتنـي ألا تمـيـل عــن الـهـوى
وحلفـت لـي يـا غصـن ألا تنثـنـي
هـبّ النسيـم ومـال غـصـن مثـلـه
ايـن الزمـان وأيـن مـا عاهدتـنـي؟
جـاد الزمـان وأنـت مـا واصلتنـي
ا بـاخـلاَ بالـوصـل أنـــت قتلـتـنـي
واصلتنـي حتـى ملكـت حشاشتـي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني
لمـا ملكـت قـيـاد ســري بالـهـوى
وعلمـت أنـي عاشـق لـك خنتـنـي
ولأقعـدن علـى الطريـق فأشتـكـي
فـي زي مظـلـوم وأنــت ظلمتـنـي
ولأشكينـك عنـد سلـطـان الـهـوى
ليـعـذبـنـك مــثــل مــــا عـذبـتـنــي
ولأدعيـن عليـك فـي جنـح الدجـى
فعـسـاك تبـلـى مـثـل مــا أبليتـنـي



القائل هو سعيد بن أحمد بن سعيد ( 1188 هـ / 1774م ) أبوه هو الذي أسس الدولة البوسعيدية في عمان , وشاعرنا سعيد هو الحاكم الثاني ، وقد ترجم له المؤرخ حميد بن محمد بن رزيق في تاريخه ( الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين ) فقال : ( الامام سعيد بن الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد البوسعيدي اليمني الأزدي ،كان الإمام سعيد شجاعا شهيرا بفصاحة اللسان ، ناظما للشعر ، عارفا لمعانيه وبيانه ، مميزا بين الركيك منه والحسن ، إذا تحدث لا يُمل حديثه ، وإذا أكثر حكم )

وترجم له الشيخ نور الدين السالمي في تاريخه ( تحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان ) ج2 ، فقال : كان الإمام سعيد أديبا لبيبا معدودا من أدباء عصره .



من ما اعجبني ونقلته لكم