الطيار الأعمى

[أبوثنتين]

يحكى أنه في إحدى الرحلات الجوية الطويلة هبطت الطائرة اضطراريا في منتصف الرحلة في احد المطارات على أن تستأنف الرحلة بعد ساعة من الهبوط..

ولذلك تحدثت المضيفة الجوية للمسافرين لتشرح لهم الأمر وقد سمحت لمن يريد مغادرة الطائرة بالمغادرة على أن يعود إلى مقعده في الوقت المحدد لإقلاع الطائرة.

فانطلق الجميع فرحين خارجين من الطائرة فقد أنهكهم طول السفر وأسعدتهم هذه الاستراحة إلا أن راكباً واحداً فاقداً للبصر لم يتحرك من مقعده.

شعر قائد الطائرة أن هذا الرجل لم يخرج من الطائرة لأنه كفيف فذهب إليه وقال له: (عفواً سيدي، هل تريد أن يرافقك أحدهم حتى تخرج من الطائرة في هذه الساعة بدلاً من الانتظار؟).

فقال الرجل: (لا شكراً، ولكن ربما يريد كلبي أن يخرج ليتمشى)؟ نظر الكابتن أسفل الكرسي وإذا بكلب يقبع بين قدمي الرجل.

وبالفعل أخذ الكابتن الكلب وخرج من الطائرة وقد وضع نظاراته الشمسية على عينيه.

وما أن رآه الركاب المسافرون في تلك الرحلة حتى اعتقدوا أن قائد طائرتهم أعمى.
الأمر الذي أصابهم بالذعر وأبلغوا شركة الخطوط بضرورة تغيير الكابتن وإلا فلن يستأنفوا الرحلة.

(كم هي المرات التي استعجلت فيها بالحكم على الآخرين واقتصرت بنظرتك للأمور بظاهرها فقط وتجاهلت باندفاعك حقيقتها إلا أنه تبين لك في نهاية الأمر أنك مخطئ؟.

تمالك نفسك وأوقد بصيرتك مع بصرك واستفسر عن الحقائق فكثيراً ما تكون الأشياء ليست كما تبدو)



منقول