صور mms تثير الرعب بين أهالي الجوف

[فهد رشيد الزلامي]

أثارت صور «مخيفة» لأشلاء بشرية تم تداولها بين أهالي منطقة الجوف عن طريق رسائل وسائط الهواتف النقالة ووصلت إلى بقية مناطق المملكة، البلبلة والقلق لدى أهالي المنطقة.
واحتوت الرسالة المرفقة على شرح يؤكد أن الصور هي لأربعة شبان من مدينة سكاكا، تم افتراسهم قبل نحو أسبوع من مجموعة ذئاب في منطقة برية قريبة من الجوف.
وفي حين صدق مجموعة من الأهالي هذه الصور، مبدين تخوفهم من الخروج إلى البر خصوصاً في هذه الأوقات الربيعية،

من جهته نفى الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة الجوف العقيد دامان الدرعان صحة الرسالة. وقال إن شرطة المنطقة لم تبلغ بخصوص هذه الرسالة، مضيفاً أن زميله الناطق باسم شرطة منطقة الحدود الشمالية نفى بدوره تلقي أي بلاغ بخصوص الرسالة.
من جانبه، قال الناطق الإعلامي باسم «صحة الجوف» فهد الكريع إن مستشفيات المنطقة لم تردها حالات لافتراس أربعة شبان من ذئاب. وقال (أحد سكان مدينة سكاكا) إنه شاهد الصور ولم يصدقها، وأضاف: «منطقتنا صغيرة ولو حصلت هذه الحادثة «الرهيبة» لكان جميع أهالي المنطقة عرفوا بها، لكنني فوجئت بأحد أصدقائي في مدينة الرياض يتساءل عن صحة الرسالة!».

واستبعد الباحث في الدراسات الصحراوية عواد فالح صحة الرسالة، وقال: «اطلعت على الصور والمؤكد أنها مفبركة، كون الذئاب لا تهاجم الإنسان إلا إذا كان وحده». وأضاف إن الذئاب تتمركز في منطقة «القريّة» الصحراوية (80 كيلومتراً شرق سكاكا)، «وتسببت موجة القتل المتعمد للذئاب إلى شبه انقراضها، وهذا مؤشر خطر لاختلال التوازن البيئي».
وزاد: «للأسف يتفاخر بعض الأهالي بقتل الذئاب بواسطة الأسلحة وتعليقها في مدخل المدن، وهذا تصرف غير مسؤول ولا ينم عن شجاعة».
وأوضح أن من صفات الذئاب قطعها لمسافات طويلة في الليل، إضافة إلى تجوالها في مجموعات يصل بعضها إلى 4 ذئاب، مشيراً إلى أنها تختبئ في النهار في كهوف «القريّة».
وذكر مواقف عدة تبين أن الذئاب لا تهاجم الإنسان إلا إذا هاجمها: «في دراستنا للكهوف نواجهه في بعض الأحيان ذئاباً، وهي تخشى مواجهتنا إلا إذا حُشرت في زاوية». وأضاف «يهاجم الذئب عادة رعاة الأغنام، ويستهدف حنجرته في هجمة خاطفة ومميتة في الحال، من أجل ذلك فإن الرعاة يلفون حول رقابهم منديلاً حتى يتجنبوا هذه الضربة المفاجئة».