الفتـــــــــاة والضــــــــب

[عبدالرحمن الهيلوم]

قرأت خلال اليومين الماضيين عددا من الأخبار المحلية وكان من ضمن الأخبار خبرا أثار استغرابي وعلامات التعجب والإعجاب في مخيلتي في آن واحد ولا أخفيكم أني أطلت قراءة الخبر والتأمل في ثناياه وعدت له مرارا فأثار في داخلى هاجس الكتابة الذي يشبه إلى حد كبير هاجس الشعر فكلاهما نتاج موقف أو حادثة معينة تدفع بالكاتب أو الشاعر للتعبير ولكن في قالب يحتوي الرؤي التي يؤطرها تفاصيل الحدث، لاأطيل عليكم الخبر: ((طلبت إحدى الفتيات شرطا تعجيزيا وغريبا كمقدم صداق لارتباطها بشاب تقدم لخطبتها مما أثار استغراب الشاب المقبل على الاقتران بها لاسيما أنه يهيم عشقا بها منذ الصغر وعلى أتم الاستعداد لتقديم التضحية مهما كبرت ولم يعلم (أن من الحب ماقتل )فقد وقع عليه شرط العروس كالصاعقة فقد طلبت الفتاة تقديم ( 100ضب)في عربية مزركشة إذا أرادها زوجة له على ملة الإسلام وقد كانت الفتاة تحلم كبقية الفتيات بفارس أحلامها الذي رسمت له في مخيلتها صورة متفردة وصفات الفارس العربي الذي يتصف بالشجاعة والفروسية والرماية ولكن في هذه المرة نما إلى علمها أن العريس (الكشخة)يخاف الضبان وترتعد فرائصة بمجرد رؤيتها في التلفاز ولقياس عامل التضحية لديه جعلت من مصدر ضعفه ضغطا وتحديا كبيرا فما كان من العريس إلا أن رضخ لمطلب الفتاة وعقد العزم على إثبات جسارته ورجولته فأخذ يتربص( الضبان) بحذر بالغ تحت وقدة الشمس الحارقة متخذا الوسائل الكفيلة بإنهاء المهمة من (مكناس ، جراكل مويه ، لي الشكمان ، تشغيل الفلشر مع قطرات الماء لايهام الضبان بحلول فصل الربيع)لجمع النصاب المتفق عليه ويبدو أن الحب ومراحل الهيام المتقدمة تصنع المستحيل وتحقق مالم يتحقق في ظل العزيمة القسرية، مرت الأيام وبعد انقضاء ثلاثة شهور (المهلة المحددة ) استطاع الشاب الذي قاسى أنواع العذاب في الصحراء متنقلا من (محامة )إلى (عبلة )أن يجمع 100ضب من مختلف الأحجام يسابق (الداتسون ) لتقديمها (لشريكة حياته- القاسية )التي أرتضته شريكا لها بعد أن كسب الرهان وأثبت مهارته العالية في صيد الضب ،هذه القصة أثارت استغرابي في طريقة المهر وشروط الفتاة التي لم أسمعا لها مثيلا قط وأثارت إعجابي لذكاء الفتاة في صقل فارس احلامها ميدانيا وتجاوز الحاجز النفسي(الخوف من الضب ) بفضل اصراها على صيده ،أتمنى من الفتيات المقبلات على الزواج أن يحذن حذو هذه الفتاة في الاقتران بمن يقدم التضحية الميدانية قبل الاقتران وليس بالطبع في مجال مطاردة الضبان لإن (الحياة الفطرية )كجهة معنية بحماية الحيوانات المهددة بالانقراض ستتخذ الاجراءات الكفيلة بسجن غالبية المقبلين على الزواج وللتضحية صورا خلاقة من واقع (ميدان الحياة اليومية )بالاستقامة في الدين ،الانضباط السلوكي والوظيفي ،مجانبة الأشقياء .




منقووول