لهربتُ منكِ إليكِ يا بغــــــــدادُ

[ابو ضيف الله]

لو ظَلّ في العشــقِ القديمِ مدادُ ** = لهربتُ منكِ إليكِ يا بغــــــــدادُ

يا أجملَ النغماتِ في لحنِ الهوى ** = يا ليتَ لحنَ الغابرينَ يُعَـــــادُ

بَغدادُ إنَّ مشــــــاعري مَلّت هُنا ** = فمتــــــى أزورُ هواكِ يا بغداد ُ

عِلمي بِحَاضِرةِ الرشيدِ عظيمــة ** = هل غَيّرتهـــــــا بعدهُ الأوغـــادُ

أتلّقطُ الرُّكبان عِندَ قـــــــُدومِها ** = وعلى وجوهِ القَادمينَ ســــواد

تبكي القلوبُ فمن يُكَفكِفُ دَمعَهَا ** = لو طَالَهَا بعــقــــابهِ الجــــــلاّدُ

يا أمتي قِيَمُ الزمانِ جريــــحـــة ** = وعفافنا فتكـــــت به الأحـقـــادُ

يا أمتي نامَ الرُجالُ عن الوغى ** = وصحــــــــا لديكِ النذل والقواد

سَقَطَ البناءُ على البنَاءِ وشُوهَت ** = أسماءُ من للعاليات أشــــــــادوا

لم يبقَ في صُحفِ الزمان فضيحة ** = إلا ونَحنُ نقودهــــــا فــتــُقـــــــاد

كُنـــَّا نُخَبِئُ ضــَعفَـــنَــا وغـباءنا ** = والآن قد طارت به الأشهــــــــاد

صِرنا حقولاً للتجاربِ لو بَغـــــت ** = يوماً على سِينِ الشعوبِ الصـادُ

يستعرضونَ النصرَ فوقَ رُبوعِنَا ** = ويُدنســــــون الأرضَ كيف أرادوا

يا أمتي يكفي الرجوعُ إلى الورى ** = قَد آنَ أن يستيقـــــظَ الرُّقـــــــــاد

فَخُذِي بأسبابِ العـــــــُلاَ وتأكـــدي ** = أنَّ المسيـرَ إلى الجهادِ جِــهَـــــادُ

------------------------------------------

** نقلا من مجلة السمو

محمد الصالحاني

التوقيع

قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة. قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة. اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين