![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() الاثنين 10 شوال 1428هـ - 22 أكتوبر 2007م - العدد 14364
-------------------------------------------------------------------------------- عودة الى مقالات اليوم -------------------------------------------------------------------------------- مزايين الإبل أم مزايين الجامعات.. د. يوسف بن أحمد العثيمين أطلت على المجتمع السعودي ظاهرة في ظاهرها أنها (فقاعة) تراثية لا شر فيها، ولكنها سرعان ما تحولت إلى (فرقعة) إعلامية كبرى، وتشكل رأي عام حاد حولها، متخذة لها اسماً آخاذاً أطلق عليها احتفالات (مزايين الإبل)، متكئة في زخمها على تقليد اجتماعي عريق، وعاطفة فطرية جياشة يحملها إنسان هذه الجزيرة العربية تجاه الإبل (سفينة الصحراء)، التي اعتمد عليها في تنقلاته وحروبه ورموز سيادته، بل وفي أساس حياته ومعيشته.. فالإبل - كما هو معلوم - تمثل كل شيء في حياة البادية والبدوي والقبيلة، لذا فلا عجب أن تكون للإبل أسماء ووسوم متعددة، وسلالات متميزة، وتقاليد خاصة مرتبطة بها، وأن تستهل بها مطالع القصائد النبطية مدحاً وفخراً وحنيناً.. كما نشأت بينها وبين إنسان الجزيرة العربية علاقة خاصة امتدت عبر القرون؛ لأنها الوسيلة الوحيدة، التي استطاع بها وعبرها البدوي، أن يتكيف مع الطبيعة القاسية في الجزيرة العربية بكثبانها ورمالها، وشح مياهها، وأجواء الخوف والجوع التي لازمت التاريخ الاقتصادي والبيئي والاجتماعي والسياسي للجزيرة العربية، خاصة في وسطها وتخومها شمالاً وجنوباً.. ذلك الحنين، وتلك المركزية للإبل والرمزية تجاهها، وجدت في مهرجان مزايين الإبل (الشعلة) التي أوقدت تلك المشاعر، وحولتها إلى عاطفة ملتهبة مثل كرة النار أو الثلج في نفوس ووجدانات عاشقي الإبل.. وقد كان بالإمكان أن تكون ظاهرة احتفالات (مزايين الإبل) ظاهرة صحية، تستحق التشجيع والدعم والرعاية والإبراز، لو أنها سارت على درب الدعم المحمود الذي نقدمه - عادة - لتراثنا الاجتماعي والثقافي والإنساني وتعتز به، كما تفعل جميع دول العالم وشعوبه في الاحتفال بتراثياتها.. ولكن - للأسف - انحرف الأمر عن مساره، وتحولت بعض مظاهره وفعالياته إلى بوادر نعرات مقيتة، و(جاهلية) نتنة، حرصنا - ديناً ودولة - على تخليص مجتمعنا منها، منذ أن توحدت هذه الأرض على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله -. بل تجاوز الأمر، لو تُرك يأخذ مداه، الى زرع بذور الفرقة الوطنية التي نحن اشد ما نكون حاجة اليوم الى نبذها، وتعضيد الوحدة الوطنية وتعظيمها، والحرص على تماسك وحدة ولحمة هذه الدولة وعراها، لا انفصام لها طالما اجمع عقلاء هذه البلاد، وهم مجمعون، على ان ما تحقق من وحدة ولحمة هما معجزتان من معجزات التاريخ حتى بمقاييس هذا العصر، ويكفي ان ينظر المرء الى محن بعض الدول القريبة منا والبعيدة عنا لكي يعتبر ويتعظ. ان من اطلع على بعض ما يظهر في الساحات الالكترونية، والشاشات الفضائية، وبعض الكتابات والتصريحات والقصائد التي من شأنها ايقاد مظاهر النعرات القبلية، بحجة الترويج لهذه المهرجانات، مما يقوم به بعض السفهاء، لهو امر يدعو الى اهمية استشعار خطر هذه الظاهرة، اذا لم تُحكم في الإطار المناسب لها. ولقد احسنت الدولة صنعاً في المسارعة الى اتخاذ اجراءات للحد من خروجها عن مسارها الطبيعي، والعمل على تحويلها الى فعالية وطنية برعاية أمراء المناطق مثل غيرها من الفعاليات الوطنية والتراثية. وأرى أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية هو (الوعاء) الحضاري والوطني الأنسب لإبراز أهمية الإبل، وما تمثله في حياتنا جميعاً من أهمية تراثية ضارية جذورها في الأعماق، بدلاً من تظاهرات تراثية منفصلة تكرس القبلية والإقليمية والمناطقية. لمعت هذه الخواطر والصور في الذهن على طريقة المرايا المتقابلة، وأنا أستمع الى تفاصيل حديث خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لوكالة الأنباء السعودية، بمناسبة قرب وضع حجر الأساس لجامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية، في ثول شمال محافظة جدة. حيث رصد مبلغ عشرة مليارات ريال، وتم تخصيص مساحة (36)كم مربع لإنشاء جامعة المستقبل، بكل ما تحمله الكلمة من مضامين، لتكون منارة للإشعاع العلمي من أرض هذه البلاد، وقناة اتصال حضارية يستمد منها أبناء البشرية جمعاء قيم العلم والتسامح، ولتكون مركز بحث علمي متخصص في مجالات الطاقة والموارد الطبيعية والبيئية، والتكنولوجيا الحيوية، وعلوم وأبحاث المواد الدقيقة مثل النانوتكنولجي، والرياضيات التطبيقية، وعلوم الحاسب الآلي... كل ذلك بهدف الارتقاء في البحث العلمي، والبحث عن حلول مبتكرة للمشاكل التي تواجه العالم في المجالات المشار إليها بأسلوب علمي متطور، مع إيجاد بيئة علمية للمبدعين والموهوبين من أبناء المملكة والعالم، وكذلك المساهمة في تحويل اقتصاد المملكة إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وإيجاد بيئة محفزة للعلماء والمبدعين، والعمل على وضع المملكة على مسار التنمية المستدامة في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فضلاً عن دعم صناعات جديدة قائمة على اقتصاد المعرفة.. حلم وطني راود الملك عبدالله منذ (25) سنة بإنشاء جامعة للعلوم والتقنية بمعايير عالمية، لتكون قاعدة علمية راسخة، ومحركاً أساسياً للاقتصاد الوطني، ومركزاً علمياً للابتكار والإبداع لأبناء المملكة والعالم، مع اشتراط أن يكون قبول الملتحقيق في هذه الجامعة وفق معايير الكفاءة والجدارة والمقدرة الشخصية، وليس بناءً على انتماءات قبلية أو مناطقية لا دخل للفرد فيها. هاتان هما الصورتان المتقابلتان اللتان لمعتا في الذهن بصورة عفوية وأنا أقلب الأمر بين هاتين الصورتين لأصل إلى قناعة بأن (مزايين الجامعات) وليس (مزايين الجمال) هو خيارنا الوطني الحقيقي لولوج تحديات القرن الواحد والعشرين، والتعامل مع معطياته، والتعاطي مع تحدياته وفق قواعد علمية راسخة، وأسس اقتصادية متينة قائمة على اقتصاد المعرفة، الذي هو بعكس البترول، ثروة غير ناضبة ندخرها لمستقبل هذه البلاد، ومستقبل أجيال هذا الوطن من أبنائنا وبناتنا... سبحان الله لا اعلم ماذا يضيرهم من هذا المهرجان لايريدون لنا ان نجتمع فأسأل الله ان يجمعنا على خير ويجعله جمعاً مبروكاً وموووووووتو بغيضكم ايها الحاقدين يا ؟؟؟؟؟؟؟؟ |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |