ملك الإنسانية

[متعب العصيمي]

ملك الإنسانية

منذ أن تولى الحكم خلفاً لأخيه الملك فهد - يرحمه الله - في يوم الاثنين 26جمادى الآخرة 1426ه الموافق للأول من أغسطس 2005م وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هموم أمته العربية والإسلامية وشعبه الكريم في سويداء قلبه.. وتوالت انجازاته - حفظه الله - خلال العامين الماضيين بشكل مكثف، وأستعرض هنا جزءاً يسيراً من انجازاته الإنسانية، ففي مجال توسعة المسجد النبوي الشريف، فقد أمر باستكمال الأعمال المتبقية بتكلفة اجمالية تقدر بحوالي أربعة آلاف وسبعمائة مليون ريال، وفي 17رجب 1426ه أمر يحفظه الله بزيادة رواتب الموظفين من مدنيين وعسكريين بالإضافة إلى المتقاعدين بنسبة 15%، وتخصيص مبلغ مقداره 8آلاف مليون ريال من فائض إيرادات السنة المالية 25- 1426ه للإسكان الشعبي، وزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي لمساعدة الأسر الفقيرة.
ومن انجازاته الإنسانية - حفظه الله - موافقته على عدد من القواعد المنظمة لتقسيط مديونيات الخزينة العامة للدولة على العاجزين عن الوفاء بها دفعة واحدة، والإعفاء من الدين عند الإفلاس أو الإعسار.

وفي بداية عهده الميمون عفا - حفظه الله - عن الليبيين المتورطين في مؤامرة النيل من استقرار المملكة، وإطلاق سراح المواطنين السعوديين الحامد والفالح والدميني وابن زعير واللاحم.

وفي 8شعبان 1426ه أصدر مجلس الوزراء برئاسته - يحفظه الله - قراراً بإنشاء هيئة حقوق الإنسان ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، وتهدف إلى حماية حقوق الإنسان وتعزيزها، ونشر الوعي بها، والإسهام في ضمان تطبيق ذلك في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية.

وقد اهتم - حفظه الله - اهتماماً خاصاً بالتعليم العالي والتعليم العام مما انعكس في إنشاء جامعات جديدة، حتى بلغ عدد الجامعات حالياً ( 20جامعة) في مختلف أنحاء المملكة، بالإضافة إلى بعثات خادم الحرمين الشريفين إلى بعض الدول المتقدمة وتطوير التعليم العام.

وفي الثاني من شهر ربيع الآخر 1427ه أصدر - يحفظه الله - أمره الكريم بتخفيض سعر لتر البنزين ليكون (60) هللة بدلاً من (90) هللة، وذلك لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، كما أصدر أوامره الكريمة بتسديد دين الموقوفين في الحقوق الخاصة ممن عليهم ديون أو ديات وثبت عجزهم عن السداد، بالإضافة إلى العفو عن سجناء الحق العام الموقوفين والمحكومين في جميع سجون المملكة ممن لا تندرج قضاياهم في الجرائم الكبرى.. كما أمر بإنشاء صندوق استثماري لذوي الدخل المحدود، ومساعدة الأيتام، كما تبرع - حفظه الله - بإنشاء مركز خاص بالأيتام في مدينة عرعر.

ويتابع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - مشروعه الإنساني الذي بدأ في رمضان 1423ه (نوفمبر 2002م) لمكافحة الفقر في المملكة العربية السعودية وفي هذا الصدد فقد دعا - حفظه الله - البروفيسور محمد يونس الفائز بجائزة نوبل للسلام 2006م لزيارة المملكة للاستفادة من تجاربه في مكافحة الفقر، وتم تكريمه بوشاح الملك عبدالعزيز، وقد كان هذا التكريم شعوراً رفيعاً من ملك الإنسانية لما قام به البروفيسور يونس في مكافحة الفقر بالقروض الصغيرة ومتناهية الصغر من خلال بنك غرامين الذي يستفيد منه أكثر من 7ملايين شخص في بنغلاديش.

كما امتدت يد ملك الإنسانية لترسيخ مبدأ التصالح والسلام بين الفرق المتخاصمة في عالمنا العربي والإسلامي في فلسطين والسودان وأخيراً في الصومال.

سلمت يا ملك الإنسانية ذخراً لشعبك وأمتك، ورائداً للإنسانية، ومجدداً للنهضة الشاملة في المملكة.. يؤازرك بقوة وإخلاص ولي عهدك الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مملكة الإنسانية والسلام..


د. أحمد عبدالقادر المهندس