من العجائب : محاولة استمطار السحب الصيفية في مدينة الرياض

[ابن مشيب]

بسم الله الرحمن الرحيم


الرياض - الشرق الأوسط :
كشفت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن إجراء بحوث ودراسات دولية في الوقت الحالي بالتعاون مع الجهات المعنية بالسعودية لإمكانية استمطار السحب في المناطق شبه الصحراوية والجافة.

وذكر الدكتور أحمد الشفلوت، المستشار في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لـ«الشرق الأوسط»: إن بلاده تواصل مع المنظمات الدولية بشأن تبادل المعلومات والدراسات المتعلقة بشأن استمطار السحب في المناطق الصحراوية على شاكلة مدينة الرياض التي تلامس حرارتها 50 درجة مئوية في أغسطس (آب).


ورغم اشتراط نجاح عملية الاستمطار تواجد ظروف جوية وجغرافية معينة كارتفاع المنطقة وسرعة الرياح إلى جانب انخفاض درجات الحرارة ومستوى رطوبة محدد، لم يستبعد الشفلوت نجاح عملية استمطار السحب في منطقة الرياض، مؤكدا أن الدراسات المتعلقة في ذات الشأن مستمرة، الأمر الذي سيعززها تسارع خطوات التطور العلمي والتقني.


ولعل توقعات مستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بإمكانية نجاح عملية استمطار السحب في مدينة الرياض شبه الصحراوية، تفتح لقاطنيها الذين تجاوز عددهم 4 ملايين نسمة نافذة أمل جديدة في سبيل التخلص من حرارة الصيف وقسوته، الذي تسبب وعلى مدار ثلاثة أشهر سنويا في طرد الأموال والاستثمارات جراء تسارع السكان في الهرب إلى أجواء الدول العربية والغربية التي عادة ما تتمتع وفي ذات الوقت بنفحات ربيعية باردة.


هذا ولم تطال أشعة شمس الرياض الحارقة الأفراد إنما حصدت أيضا أرواح أجهزة التكييف المنزلية والمدرسية بالإضافة إلى مولدات الطاقة الكهربائية الحكومية التي أيضا ستجد في أمطار الصيف ملاذا أمنا.


وقد يتسبب تخليص الطائرات التي تقوم على رش السحاب برذاذ عضوي من دورة تحفيزها على عدم تفكك نواة حبة المطر الأمر الذي يضمن تساقط المطر أو «الاستمطار» فوق العديد من المناطق أهمها المنطقة الوسطى، باختبار وامتحان قدرات مصالح المياه والصرف الصحي إلى جانب البلديات في مدى إمكانية مواجهة أزمة تجمع المياه في المناطق التي تعاني من إشكالية تصريف مياه الأمطار ليس فقط في فصل الشتاء وإنما أيضا في فصلي الصيف والخريف.


هذا وبلغت تكلفة مشروع استمطار السحب في جنوب السعودية التي أعلن رسميا نجاحها، أكثر من 75 مليون ريال (20 مليون دولار) والذي يحتاج تنفيذه شراء نحو أربع طائرات قيمة الواحدة منها خمسة ملايين دولار إلى جانب بعض الأجهزة التقنية الأخرى.


من جهة أخرى نفى أحمد الشفلوت بلوغ درجات حرارة المنطقة الوسطى في فصل الصيف 50 درجة مئوية استنادا لما توضحه أجهزة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، مبعدا الاتهامات بإخفاء حقيقة درجات الحرارة الصيفية من قبل الرئاسة التي ـ كما ذكر ـ تستعين بأجهزة دقيقة ومطورة تعمل على صيانتها وتحديثها بشكل دوري ومستمر، بعكس أجهزة المركبات الخاصة التي غالبا ما تشير إلى درجات حرارة مرتفعة جدا تتجاوز أوائل الخمسينات المئوية والتي استبعد دقتها وانضباطها.



المصدر: هداية نت