الآن تختلط الأوراق في لبنان وفلسطين.. والمواطنون الأبرياء يدفعون الثمن، بينما السياسيون يتبارون سباحة في برك الدماء.
كان يمكن حل أزمة الجندي الإسرائيلي الأسير، لو كان المسئولون الإسرائيليون حريصين على تجنيب الأبرياء المآسي والآلام والدمار ولو كانوا فعلاً ينشدون السلام في المنطقة ويعملون من أجله.
وكان يمكن أن يعود الجندي الإسرائيلي الأسير وإطلاق أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لو تخلص الفلسطينيون من هيمنة الأوصياء. وذلك ما يشير إليه الرئيس المصري حسني مبارك في تصريحاته يوم أمس الأول.
وامتدت السلوكية العدوانية الإسرائيلية إلى لبنان، فقتل الأطفال وتدمير الجسور والطرق وهدم المنازل على رؤوس أصحابها، لا يمكن وصفه بأنه حرب على المنظمات المسلحة، بقدر ما هو انتقام من المواطنين الأبرياء.
والمسؤولية الآن تقع على إسرائيل فهي التي تعطي لكل المنظمات الفرصة للمزايدات.
ويمكن حل كل ما تدعي إسرائيل أنها تعانيه، ويمكن وقف معاناة الناس في فلسطين ولبنان، بوصفة واحدة، هي أن تنسحب إسرائيل إلى حدود عام 1967، وتعطي للفلسطينيين الأمل بأن يعيشوا في دولة مستقلة، لكي يبنوا مستقبلهم ويأمنوا على منازلهم وأطفالهم.
فالأعمال الإسرائيلية الانتقامية العمياء لا تعطي حتى للعرب والفلسطينيين المعتدلين الفرصة ليرفعوا أصواتهم.
أما مسؤولية اللبنانيين الآن فهي أن يجمعوا كلمتهم للمحافظة على سيادة بلادهم وأن تتصرف كافة الأطراف اللبنانية بحكمة وتعقل لتجنيب بلادهم مآسي لا يعلم إلى أين تؤدي، وان ينأوا ببلادهم عن التأثيرات الخارجية، وأن يمتنعوا عن المزايدة على الوطنية. فالوطنية الآن إنقاذ لبنان وليست المساهمة في جعله يغوص في مآسيه ودماره. فإسرائيل تضع كل لبنان هدفاً لعدوانها. ويجب أن تختفي لغة المزايدات وتحضر لغة الحكمة وأهمها أن يعرف اللبنانيون حجم بلادهم وإمكاناتها، وأن يهتموا بالقضايا اللبنانية وأن يدافعوا عن بلادهم وسيادتها ومصالحها. فلبنان ليس بإمكانه أن يتكبد الخسائر من أجل تسخين قضايا عالمية تخرج حتى عن نطاق الإمكانات العربية.
هنا كانــ مروريــــ
معــ كلـــ الودــ
التوقيع |
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا |