ثمن الحرب يابوش سيشهد لة التاريخ

[نبض المشاعر]

	عندما تحدث الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن احراز تقدم في العراق خلال مؤتمرهما الصحفي الذي عقداه الاسبوع الماضي كان هناك شيء واضح. فلقد ادرك على الاقل الزعيمان اللذان تآمرا على غزو العراق ان اخطاء كثيرة ارتكبت في العراق. ووضح التشاؤم في لهجة بوش وبلير اللذين روجا بشدة لغزو العراق رغم اصرارهما على ان ارساء الديمقراطية سيضع الامور في نصابها الصحيح في نهاية الامر ورغم ان العراق اصبح لديه الآن حكومة دستورية منتخبة من قبل العراقيين انفسهم الا ان ذلك لن يحدث فرقا على الاطلاق ما لم تستطع الحكومة ان توفر لكل مواطنيها الامن والنظام الاساسيين . وحتى الآن مازالت عصابات مسلحة من اللصوص يرتدي معظمهم زيا حكوميا تبث الرعب في جميع انحاء البلاد . وبعض هؤلاء الافراد تدربوا على ايدي القوات الامريكية للعمل لصالح وزارة الداخلية ولكنهم قاموا بذلك من اجل شيعة سياسيين ودينيين . هؤلاء الافراد يقومون بعمليات تحرش وخطف وقتل اشخاص ينتمون لطائفة دينية او عرقية اخرى او يدعمون السياسيين المتنافسين وغالبا بمساعدة الاسلحة والمعدات التي قدمتها لهم الحكومة الامريكية التي كان في ذهنها اهداف اخرى . ومن كل الاشياء العديدة التي جادل بوش بشأنها لتبرير غزو العراق لم يعد باقيا سوى شيء واحد هو ان العراقيين يستحقون شيئا افضل من النظام الشمولي الوحشي . ولكن حتى الآن فان العراق يبدو ماضيا في الطريق نحو الحرب الاهلية بين الجماعات المسلحة المتنافسة على فرض النظام بمعرفتها. ولتجنب تكرار فصل مرير جدا من التاريخ فان قوات الامن التابعة للدولة يجب ان تكون تحت سيطرة الاشخاص الذين لديهم الارادة والقدرة على توحيد البلاد . ان حقيقة ان الحكومة الحالية تتجنب تعيين اي مسؤولين في المناصب التي تتولى السيطرة على الجيش وقوات الامن الداخلي عندما اعلنت اول حكومة لها لهو دلالة واضحة على مدى صعوبة تلك المهمة . ومسألة طرح مرشحين مقبولين هو الخطوة الاولى والاسهل . ان قوات الشرطة المدنية والقوات العسكرية الحالية يجب ان تتطهر من العناصر الوحشية والمنفلتة ويجب حل الميليشيات الخاصة العديدة بالبلاد . ان القوات الامريكية لا يمكن ابدا ان تكون بديلا لضباط الجيش والشرطة العراقيين الذين يؤدون واجبهم بكل جدية لحماية جميع افراد الشعب بغض النظر عن ديانتهم او عرقيتهم . ووجهة نظر بوش التي ترى ضرورة بقاء القوات الامريكية على الارض لحين استقرار الاوضاع في العراق والحاق الهزيمة بكل العناصر المسلحة والجماعات الارهابية مهما استغرق الامر هي في الواقع وجهة نظر خاطئة تماما . ان وجود الولايات المتحدة يمثل خطورة على الجنود انفسهم وعلى الموقف الامريكي على الصعيد العالمي وعلى اعداد كبيرة من العراقيين الابرياء كما اتضح مؤخرا بشأن ما حدث في بلدة الحديثة . ان اكتشاف حقيقة ما حدث في الحديثة في نوفمبر الماضي بشأن مقتل 24 عراقيا على الاقل بينهم نساء واطفال على يد مجموعة من مشاة البحرية الامريكية المارينز هو احدث الاكتشافات عن الاشياء المروعة التي يمكن ان تحدث عندما يطلب من الجنود دخول مناطق مدنية وسط خضم حرب اهلية تلوح في الافق وتمرد مسلح . ويجري الجيش الامريكي تحقيقا في الواقعة لتحديد ما اذا كان يتعين توجيه اتهامات للجنود بالقتل او ما اذا كان قد تم التستر على المسألة . وجميع هذه القضايا لها صدى مخيف بالنسبة للاشخاص الذين يتذكرون احداث حرب فيتنام وما نجم عن هذه الحرب الطويلة عديمة الفائدة من تأثير على كل من النسيج الاجتماعي الفيتنامي والامريكي . ان الشيء الوحيد الذي يعيد الطمأنينة هو ان بوش و بلير توقفا عن محالة التظاهر بان الامور تسير على نحو رائع تماما في العراق لان معظم باقي دول العالم تعرف بالفعل ان الامر ليس كذلك . ولكن من المزعج سماعهما يواصلان تعبيراتهما عن الاسف بنفس الاسلوب وهو انهما سيواصلان المهمة حتى النهاية . ان الوقت قد حان للسيد بوش كي يضع مسارا يمكن ان يسلكه بالفعل او يعترف بعدم وجود اي مسار .

هنا كانــــ مروريــــ


معـــ كلـــ الودــــ

التوقيع

دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا