![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الأخوة الأعزاء تحية طيبة ...... وبعد: لا يخفى كليكم معشر القراء الكرام ما يوجد في أدبنا العربي القديم من درر نفيسة , وقصص غاية في الجمال , وروعة في الأسلوب , تحث على مكارم الأخلاق , وتنهي عن سيئها , لأكنها وللأسف مبثوثة في ثنايا الكتب والمطولات , والتي يعجزنا الصبر على طولها , ولاننا الآن في زمن السرعة , وعصر الانتر نت , وزمن تسلط فيه الأعلام الهابط على الساحة الفكرية , فلم نعد نسمع عن مثل هذه الروائع من أدبنا العربي القديم في عصر السرعة والأعلام الساقط . وقد وقع في يدي كتاب جميل اسمه (( المختار من نوادر الأخبار )) للمقري المتوفى سنة:1041هـ وسوف انتخب لكم منه بعض القصص التي فيها من العبر والدروس ما يطرب له الناظر, ويتلذذ له القارئ , واختصارها قدر الإمكان , مع عدم المساس بمحتواها الأدبي , وستكون بأذن الله تعالى على حلقات منفصلة ترى النور تباعاً , ارجوا أن تنال إعجاب الجميع , وان لا تكون ثقيلة على نفس القارئ الكريم . اخوكم: (( المقاطي )) ( 2 ) (((.... جابر عثرات الكرام ....))) كان في زمن خلافة سليمان بن عبد الملك رجل يقال له (( خزيمة بن بشر الأسدي )) وكان مقيماً في الرقة , وكان له مروءة ظاهرة , وبرّ كثير بالإخوان, وكرم مشهور , لم يزل على تلك الحالة حتى قعد به دهره , وألحّ عليه الفقر ,فواساه إخوانه قليلاَ ثم ملّوه , فلمّا لاح له تغيّرهم أختار لزوم بيته , وأغلق بابه . فجرى ذكره يوماً في مجلس عكرمة بن ربيعي الفياض ( وكان من الشجعان الأجواد ) فقال: أو ما كان لخزيمة من يكافئه على مروءته , ويسد خلته, فأمسك عن الحديث , فلمّا خلا المجلس , ومضى من الليل جانب , قام عكرمة إلى كيس فجعل فيه أربعة آلاف دينار , ثم أمر بدابته فأسرجت , وخرج سرّاً من أهله , ثم سار حتى أتى قريب من بيت خزيمة , فنزل عن دابته وأخذ الكيس , وتقدم إلى باب خزيمة وقرع الباب , فلما فتح خزيمة الباب , ناوله الكيس وهمّ بالانصراف , امسكه خزيمة وقال : من أنت ؟ فقل : ما جئتك في هذا الوقت وأريد أن يعرفني احدّ . فقل خزيمة : لا بدّ من ذلك فعرّفني بنفسك . فقل : أنا (((.... جابر عثرات الكرام ....))) ثم تركه ومضى . أخذ خزيمة الكيس , ودخل بيته , فلما رجع عكرمة إلى منزله وجد زوجته في أسوأ حال , لأنها ظنّت أنه جرى إلى زوجةٍ غيرها , أو إلى جارية اشتراها , فقل لها يا هذه قري عيناً , فو الله ما خرجت إلى شيءٍ من ذلك , وإنما أردت فعل شيئاً لا يعلمه إلا الله , فما زالت به حتى اعلمها بالخبر . ثم إن خزيمة بن بشر أصلح شأنه , واشترى له ثياباً فاخرة , ومركوباً حسناً , وتجهز وسار إلى سليمان بن عبد الملك , وكان يومئذ في فلسطين وكان به عارفاً , فلما دخل عليه قال له : ما أبطأك عنّا يا خزيمة ؟ فقال : سوء الحال , يا أمير المؤمنين . قال : فما منعك من النهوض إلينا ؟ فقال : قلة ذات اليد . قال : فما أراك إلا بخير وفي أحسن حال وأجمل هيئة !!! فقال : إن صورة حالي عجيبة يا أمير المؤمنين , ثم قصّ عليه خبره , من أوله إلى آخره . فاهتزّ سليمان لذلك , وقال من هو (((.... جابر عثرات الكرام ....))) ؟؟! وجعل يكرّرها , ثم قال : والله اشتقت إلى صاحب هذا الاسم , ولو عرفته لكافأته على مروءته وفعله هذا الجميل معك , فلله درّه ما أحسن فعله وما أوفر عقله . ثم دعا سليمان بالكتاب وعقد لخزيمة الولاية على مدينة الرقة والحيرة , وهو العمل الذي كان بيد عكرمة , وأمره أن يقبض على ماله ويحتاط عليه ويحاسبه. فخرج خزيمة يريد الرقة فلمّا قرب إليها خرج إليه عكرمة يتلقّاه ومعه وجوه الناس , فتلقاه , واحسن استقباله , دخل خزيمة الرقة , وأتى إلى دار الإمارة , فلمّا أراد عكرمة الانصراف منعه خزيمة ووكّل به من يحتفظ عليه , وأمر بإحضار المال الذي تحت يده بكامله , وعمل الحساب . فلمّا حوسب فضل عليه شيء كثير , فبعث به إلى السجن . وثقّله بالحديد , فأقام ثلاثة أيام في أسوأ حال . فلمّا مضّه ذلك أرسل إلى زوجته وهي ابنة عمه , وقال لها : امضي إلى خزيمة وعرفيه بأمري . فتوجّهت إليه وقالت له بئس ما جازيت به (((.... جابر عثرات الكرام ....))) يا خزيمة !! فلمّا سمع منها هذا الكلام دهش عقله , وطار لبه , وجعل يصيح ويقول : وسوأتاه , وخجلتاه , وفضيحتاه من الله تعلى ثم من (((.... جابر عثرات الكرام ....))) ومن أمير المؤمنين . ثم قام من وقته ما شياً , ودخل إليه في سجنه , ورمى بنفسه عليه , وجعل يقبّل يديه , ويعتذر له , وأقسم بالله إنه ما عرفه , ثم أخرجه , ودخل به الحمّام وأمر بإحضار جميع ما يحتاج إليه من ثياب وطيب ودواب , فألبسه واركبه , وخرج به من يومه متوجّهاً به إلى سليمان بن عبد الملك فوصل إليه فلمّا استأذن عليه الحاجب , فأمر بدخوله عليه فلمّا رآه قال : له ما أقدمك علينا سريعاً بغير إذن ؟ قال: يا أمير المؤمنين , ظفرت (((.... جابر عثرات الكرام ....))) . قال : أو عرفته ؟ قال : نعم . قال : من هو ؟؟ قال : إنه عكرمة الفياض الذي وليتني عليه . فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , بئس ما جازيناه عن فعله ومروءته ! ثم أذن لعكرمة فدخل فقال له سليمان : بئس ما جازيناك به عن كرمك وجودك يا عكرمة , وبئس ما فعل خزيمة . فقال عكرمة : يا أمير المؤمنين معذور ونصيحة أمير المؤمنين أحب إليه . فقل له سليمان : إن اصطناع المعروف لا يكاد يخفى ولا يضيع . ثم أمر لعكرمة بمال جزيل وسامحه بما كان وجب عليه من المال , وعقد لهما الولاية على الرقة والحيرة وأضاف إليهما من الأعمال إقليماً كبيراً. - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - أنتهى من كتاب المختار من نوادر الأخبار (بتصرف ) لشمس الدين محمد بن أحمد المقرّي المتوفى عام1041هـ لقراءة الجزاء الأول اضغط هنـــــــــــــــــــأ أخوكم: (( المقاطي )) للمراسلة: storm_sos@hotmail.com |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |