من أنتم ؟؟

[ابو فارس الغنامي]

يبدو أن عدوى « المن أنتيّة» انتقلت من عالم السياسة إلى عالم الرياضة؛ فبعد أن صاح معمّر القذافي « من أنتم؟» من فوق منبرِ لا جمهور تحته انتقلت بكامل أناقتها الاستعلائية التحقيرية إلى عالم الرياضة، العالم الذي لا يزال يتنفس حرية رأيٍ، صراخه أكثر من عقلانيته! ياسر القحطاني يسأل فهد الهريفي مستنكراً من أنت؟! فيرد عليه الهريفي بنفس السؤال التهكمي، ويضيف لقائمة « من أنتم؟» إعلاميين رياضيين.
هذا السؤال محير جداً؛ فليس له إلا جوابان إما الصمت كما اختار جبران خليل جبران حين قال: « ما اخترت الصمت جواباً إلا لمن سألني : من أنت؟»، أو أن يحمل كلّ واحدٍ بطاقته الشخصية وسيرته الذاتية معه ليقرأها في وجه السائل.
« المن أنتيّة» هي حركة فكرية استفزازية، المنتمون لها متعددو التخصصات فمنهم المسؤولون والمثقفون وأخيراً انضمّ إليهم الرياضيون، يؤمن أفراد هذه الحركة بأن الآخر ليس له حق إبداء الرأي وأنّه أصغر شأناً وعقلاً من أن يكون له وجهة نظر.
فالمواطن سيصطدم ربما بـ« من أنت؟ » عندما يبدي رأياً أو يظهر تذمّراً من إنجاز لم ينجز أو مشروعٍ لم ينفّذ أو نظامٍ لم يطبّق.
وقس على ذلك مختلف المجالات، حتى « تويتر» الفضاء المفتوح وصلوا إليه فلا تكاد تقول رأياً مخالفاً -لابن آدمٍ خطّأءٍ ولكنه مشهور- حتى ينبري من يقول لك: من أنت؟!

والآن بعد خروج منتخبنا السعودي إتضحت عقلية ياسر وتعاليه على الآخرين فأثبت للجمهور وللشارع الرياضي بأنه فاشل ومـُلمع إعلامياً وأنه لاعب منتهي الصلاحيه ...!!
وفي الجانب الآخر أثبت فهد الهريفي - ذلك اللاعب العملاق
أنه على صواب بقوله إن ريكارد يرتدي نظارة سوداء وعندما شخص علة منتخب الوطن ومشاكله والمحسوبيه وسياسة تدليل بعض الفرق وأنصاف اللاعبين وتهميش لاعبي الفرق الأخرى ...!!
عجبي عجب أتمنى أن لا يأتي أحدهم ويقول لي من أنت ؟؟ حتى تكتب هذا المقال ويقوم بحذفه
دمتم سالمين من هذه العدوى الفتاكه