![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() قصيدة الامام ابن القيم رحمة الله
ذهب الرجال وحال دون مجالهم * زمر من الأوباش والأنذال زعموا بأنهم على آثارهم * ساروا ولكن سيرة البطال لبسوا الدلوق مرقعا وتقشفوا * كتقشف الأقطاب والأبدال قطعوا طريق السالكين وغوروا * سبل الهدى بجهالة وضلال عمروا ظواهرهم بأثواب التقى * وحشوا بواطنهم من الأدغال إن قلت : قال الله قال رسوله * همزوك همز المنكر المتغالي أو قلت : قد قال الصحابة والأولى * تبعوهم في القول والأعمال أو قلت : قال الآل آل المصطفى * صلى عليه الله أفضل آل أو قلت : قال الشافعي : وأحمد * وأبو حنيفة والإمام العالي أو قلت : قال صحابهم من بعدهم * فالكل عندهم كشبه خيال ويقول : قلبي قال لي عن سره * عن سرع سري عن صفا أحوالي عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي * عن شاهدي عن واردي عن حالي عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي * عن سر ذاتي عن صفات فعالي دعوى إذا حققتها ألفيتها * ألقاب زور لفقت بمحال تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا * بظواهر الجهال والضلال جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا * شطحا وصالوا صولة الإدلال نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم * نبذ المسافر فضلة الأكال جعلوا السماع مطية لهواهم * وغلوا فقالوا فيه كل محال هو طاعة هو قربة هو * سنة صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال شيخ قديم صادهم بتحيل * حتى أجابوا دعوة المحتال هجروا له القرآن والأخبار * والآثار إذ شهدت لهم بضلال ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى * من أوجه سبع لهم بتوال تالله ما ظفر العدو بمثلها * من مثلهم واخيبة الآمال نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها * فأتى بذا الشرك المحيط الغالي فإذا بهم وسط العرين ممزقى * الأثواب والأديان والأحوال لا يسمعون سوى الذي يهوونه * شغلا به عن سائر الأشغال ودعوا إلى ذات اليمين فأعرضوا * عنها وسار القوم ذات شمال خروا على القرآن عند سماعه * صما وعميانا ذوي إهمال وإذا تلا القارى عليهم سورة * فأطالها عدوه في الأثقال ويقول قائلهم : أطلت وليس ذا * عشر فخفف أنت ذو إملال هذا وكم لغو وكم صخب وكم * ضحك بلا أدب ولا إجمال حتى إذا قام السماع لديهم * خشعت له الأصوات بالإجلال وامتدت الأعناق تسمع وحى * ذاك الشيخ من مترنم قوال وتحركت تلك الرءوس وهزها * طرب وأشواق لنيل وصال فهنا لك الأشواق والأشجان * والأحوال لا أهلا بذي الأحوال تالله لو كانوا صحاة أبصروا * ماذا دهاهم من قبيح فعال لكنما سكر السماع أشد * من سكر المدام وذا بلا إشكال فإذا هما اجتمعا لنفس مرة * نالت من الخسران كل منال يا أمة لعبت بدين نبيها * كتلاعب الصبيان في الأوحال أشمتمو أهل الكتاب بدينكم * والله لن يرضوا بذي الأفعال كم ذا نعير منهم بفريقكم * سرا وجهرا عند كل جدال قالوا لنا : دين عبادة أهله * هذا السماع فذاك دين محال بل لا تجىء شريعة بجوازه * فسلوا الشرائع تكتفوا بسؤال لو قلتمو فسق ومعصية وتزيين * من الشيطان للأنذال ليصد عن وحى الإله ودينه * وينال فيه حيلة المحتال كنا شهدنا أن ذا دين أتى * بالحق دين الرسل لا بضلال والله منهم قد سمعنا ذا * إلى الآذان من أفواههم بمقال وتمام ذاك القول بالحيل التي * فسخت عقود الدين فسخ فصال جعلته كالثوب المهلهل نسجه * فيه تفصله من الأوصال ما شئت من مكر ومن خدع * ومن حيل وتلبيس بلا إقلال فاحتل على إسقاط كل فريضة * وعلى حرام الله بالإحلال واحتل على المظلوم يقلب ظالما وعلى الظلوم بضد تلك الحال واقلب وحول فالتحيل كله * في القلب والتحويل ذو إعمال إن كنت تفهم ذا ظفرت بكل ما * تبغى من الأفعال والأقوال واحتل على شرب المدام وسمها * غير اسمها واللفظ ذو إجمال واحتل على أكل الربا واهجر شنا * عة لفظه واحتل على الابدال واحتل على الوطء الحرام ولا تقل * هذا زنا وانكح رخى البال واحتل على حل العقود وفسخها * بعد اللزوم وذاك ذو إشكال إلا على المحتال فهو طبيبها * يا محنة الأديان بالمحتال واحتل على نقض الوقوف وعودها * طلقا ولا تستحي من إبطال فكر وقدر ثم فصل بعد ذا * فإذا غلبت فلج في الإشكال واحتل على الميراث فانزعه م * الوراث ثم ابلع جميع المال قد أثبتوا نسبا وحصرا فيكم * حتى تحوز الإرث للأموال واعمد إلى تلك الشهادة واجعل * الإبطال همك تحظ بالابطال فالحصر إثبات ونفى غير * معلوم وهذا موضع الاشكال واحتل على مال اليتيم فإنه * رزق هنى من ضعيف الحال لا سوطه تخشى ولا من سيفه * والقول قولك في نفاذ المال واحتل على أكل الوقوف فإنها * مثل السوائب ربة الإهمال فأبو حنيفة عنده هي باطل * في الأصل لم تحتج إلى إبطال فالمال مال ضائع أربابه * هلكوا فخذ منه بلا مكيال وإذا تصح بحكم قاض عادل * فشروطها صارت إلى اضمحلال قد عطل الناس الشروط وأهملوا * مقصودها فالكل في إهمال وتمام ذاك قضاتنا وشهودنا * فاسأل بهم ذا خبرة بالحال أما الشهود فهم عدول عن طريق * العدل في الأقوال والأفعال زورا وتنميقا وكتمانا * وتلبيسا وإسرافا بأخذ نوال ينسى شهادته ويحلف إنه * ناس لها والقلب ذو إغفال فإذا رأى المنقوش قال : ذكرتها * يا للمذكر جئت بالآمال ويقول قائلهم : أخوض النار في * نزر يسير ذاك عين خبال ثقل لى الميزان إني خائض * للمنكبين أجر بالأغلال أما القضاة فقد تواتر عنهم * ما قد سمعت فلا تفه بمقال ماذا تقول لمن يقول : حكمت أنت * فاسق أو كافر في الحال فإذا استغثت أغثت بالجلد الذي * قد طرقوه كمثل طرق نعال فيقول طق فتقول : قط فتعارضا * ويكون قول الجلد ذا إعمال فأجارك الرحمن من ضرب ومن * عرض ومن كذب وسوء مقال هذا ونسبة ذاك أجمعه إلى * دين الرسول وذا من الأهوال حاشا رسول الله يحكم بالهوى * والجهل تلك حكومة الضلال والله لو عرضت عليه كلها * لاجتثها بالنقض والإبطال إلا التي منها يوافق حكمه * فهو الذي يلقاه بالإقبال أحكامه عدل وحق كلها * في رحمة ومصالح وحلال شهدت عقول الخلق قاطبة بما * في حكمه من صحة وكمال فإذا أتت أحكامه ألفيتها * وفق العقول تزيل كل عقال حتى يقول السامعون لحكمه : * ما بعد هذا الحق غير ضلال لله أحكام الرسول وعدلها * بين العباد ونورها المتلالى كانت بها في الأرض أعظم رحمة * والناس في سعد وفي إقبال أحكامهم تجرى على وجه السداد * وحالهم في ذاك أحسن حال أمنا وعزا في هدى وتراحم * وتواصل ومحبة وجلال فتغيرت أوضاعها حتى غدت * منكورة بتلوث الأعمال فتغيرت أعمالهم وتبدلت * أحوالهم بالنقص بعد كمال لو كان دين الله فيهم قائما * لرأيتهم في أحسن الأحوال وإذا همو حكموا بحكم جائر * حكموا لمنكره بكل وبال قالوا : أتنكر حكم شرع محمد * حاشا لذا الشرع الشريف العالي عجت فروج الناس ثم حقوقهم * لله بالبكرات والآصال كم تستحل بكل حكم باطل * لا يرتضيه ربنا المتعالي والكل في قعر الجحيم سوى الذي * يقضى بدين الله لا لنوال أو ما سمعت بأن ثلثيهم غدا * في النار في ذاك الزمان الخالي وزماننا هذا فربك عالم * هل فيه ذاك الثلث أم هو خالي يا باغى الإحسان يطلب ربه * ليفوز منه بغاية الآمال انظر إلى هدة الصحابة والذي * كانوا عليه في الزمان الخالى واسلك طريق القوم أين تيمموا * خذ يمنة ما الدرب ذات شمال تالله ما اختاروا لأنفسهم سوى * سبل الهدى في القول والأفعال درجوا على نهج الرسول وهديه * وبه اقتدوا في سائر الأحوال نعم الرفيق لطالب يبغى الهدى * فمآله في الحشر خير مآل القانتين المخبتين لربهم * الناطقين بأصدق الأقوال التاركين لكل فعل سيء * والعاملين بأحسن الأعمال أهواؤهم تبع لدين نبيهم * وسواهم بالضد في ذي الحال ما شابهم في دينهم نفص * ولا في قولهم شطح الجهول الغالي عملوا بما علموا ولم يتكلفوا * فلذاك ما شابوا الهدى بضلال وسواهم بالضد في الأمرين قد * تركوا الهدى ودعوا إلى الإضلال فهم الأدلة للحيارى من يسر * بهداهم لم يخش من إضلال وهم النجوم هداية وإضاءة * وعلو منزلة وبعد منال يمشون بين الناس هونا * نطقهم بالحق لا بجهالة الجهال حلما وعلما مع تقى * وتواضع ونصيحة مع رتبة الإفضال يحيون ليلهم بطاعة ربهم * بتلاوة وتضرع وسؤال وعيونهم تجرى بفيض دموعهم * مثل انهمال الوابل الهطال في الليل رهبان وعند جهادهم * لعدوهم من أشجع الأبطال وإذا بدا علم الرهان رأيتهم * يتسابقون بصالح الأعمال بوجوههم أثر السجود لربهم * وبها أشعة نوره المتلالي ولقد أبان لك الكتاب صفاتهم * في سورة الفتح المبين العالي وبرابع السبع الطوال صفاتهم * قوم يحبهم ذوو إدلال وبراءة والحشر فيها وصفهم * وبهل أتى وبسورة الأنفال |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |