طيران الكوارث

[السيف والقلم]

السلام عليكم


قد تكون وسيلتك الذهبية لبداية تحقيق حلم طالما داعب خيالك أو وسيلتك إلي لقاء الحبيب الذي اقلق مضجعك لليالي طوال أو إنها تمثل بالنسبة إليك مجرد وسيلة للتنقل من مكان إلي أخر كما لو كانت الأتوبيس..
ولكن كثرت مؤخرا حوادث الطيران التي جعلت منها وسيلة لتبديد الأحلام وجعلها كابوسا مفزعا..
والأرقام مفزعة ففي العشرة الأعوام الأخيرة بلغ عدد ضحايا حوادث الطيران ما يقارب ال7 ألاف..
ومن الجدير بالذكر أن أغلبية حوادث الطائرات تتراوح بين أنواع معينة من الطائرات وهى ايرباص الأوروبية وبوينج الأمريكية وتوبولوف الروسية..
وذلك بعد ما منعت رحلات طائرات كونكورد بقرار فرنسي بريطاني مشترك عام 2003 .




السر في التكييف
"لون وجه الطيار أصبح ازرق ...وداعا...إننا نتجمد".
رسالة نصية بعثها احد ركاب الطائرة القبرصية المنكوبة لأحد أقاربه .
وقد كانت الطائرة وهى من طراز بوينج 737 تواجه مشاكل في التكييف طبقا لما قاله الطيار لبرج المراقبة قبل انقطاع الاتصال به .
وان كان الصندوق الأسود لم يكتشف بعد وبالتالي لم تظهر الأسباب الأكيدة للحادث إلا انه من رسالة الراكب "إننا نتجمد" يظهر انه كان هناك تسرب هواء في الطائرة قبل سقوطها..
وعن هذا يقول قائد طائرة ايرباص محمد الطرفانى –في حوار مع الشرق الأوسط-:"أن التكييف الداخلي، أمر بالغ الأهمية للسفر على الطائرات، إذ انه يشكل الحياة الأساسية داخل الطائرة، ويضمن التنفس العادي مثل الذي نلقاه على الأرض تماما.
لأن الطيران والتحليق على مستويات عالية جدا، يعرضنا دائما إلى ضغط خارجي منخفض بصورة مميتة، وعندما نبلغ 15 ألف قدم يبدأ الهواء الخارجي ينقص تدريجيا، وإذا بلغنا 2500 قدم، فالتنفس يصبح معدوما."
ويكمل قائلا :"والمهم في هذا، إننا إذا بلغنا علوا معتبرا، فإن درجة الحرارة تصير اقل من 60 درجة تحت الصفر، وهنا نتصور حجم الكارثة إذا ما وقع خلل وفقدت الطائرة نظام التكييف الداخلي."
وعن كيفية تحقيق الأمان داخل الطائرة يقول :"إن الأمر الوحيد الذي يوفر لنا درجة الحياة المقبولة داخل الطائرة، هو نظام الإغلاق الجيد الذي يمنع أي تسرب للهواء الخارجي داخل الطائرة، فالشركات المصنعة للطائرات تدخل في حساباتها هذه المسألة المهمة، لأن أي عطب يصيب الطائرة في الهواء، ككسر نافذة أو حدوث ثقب يؤدى إلى عواقب وخيمة.
ولكنه على الرغم من ذلك فان نسبة النجاة تظل كبيرة حتى في حالات تسرب الهواء. وبالتالي فانه يمكن القول أن حدوث تسرب هواء لم يكن هو السبب الوحيد بل أيضا غياب الضروريات الأمنية."
ويختتم كلامه قائلا :"وربما لذلك تعد الطائرات من وسائل السفر الأكثر أمنا فان المشاكل الطارئة من الممكن السيطرة عليها إذا ما كانت سبل الأمان بالطائرة في حالة جيدة وتعد تلك مهمة المنظمة الدولية للطيران المدني المسئولة عن تحديد الاحتياطات الأمنية بالطائرات."




الشاهد الأسود
وعقب كل حادثة طيران ومع البحث عن المصابين والضحايا يبدأ المسئولون في البحث عن الصندوق الأسود الذي يعتبر الشاهد المادي الوحيد على الحوادث في حالة عدم وجود ناجين وفي الواقع تسمية الصندوق لا تعود للونه فهو برتقالي اللون بل تعود إلى ظروف البحث عنه التي عادة ما تكون مأساوية..
ويتكون الصندوق الأسود من مسجلتين أحداهما رقمية والأخرى لا رقمية وهما متشابهتان في المظهر الخارجي وتختلفان في التركيب من الداخل وعادة يتم وضعهما في ذيل الطائرة خوفا عليهما من التلف.
الصندوق يسجل كل كبيرة وصغيره داخل الطائرة من ارتفاع الطائرة وسرعة الهواء والاتجاه البوصلي والزمني والتسارع العمودي ويقاس بالجراف grav9.80665 متراً في الثانية المربعة وقد تبنت وكالة الطيران الاتحادية الأمريكية هذه المعاير في ترخيص صناعة وتشغيل الطائرات علي الخطوط الجوية.
ويقول الأستراليون إنهم كانوا أول من طور الصندوق الأسود بعد أن راودت الفكرة أحد العلماء الأستراليين في أعقاب بداية مرحلة الطيران المدني في الخمسينيات.
وعن مواصفات الصندوق الأسود فهو مصنوع من التيتانيوم لمقاومة اى اختراق ومغطى بأشرطة عاكسة للضوء ومقاوم للحرارة والاهتزاز الارتجاجى لا يوثر على المعلومات المحفوظة به، ويحتوى على مرشد لاسلكي لتحديد موقعه في حالة سقوط الطائرة و شريط التسجيل به يعمل حتى 25 ساعة ويعيد التسجيل تلقائيا بعد هذا الوقت.
وبخلاف أهمية الصندوق الأسود في معرفة أسباب تحطم الطائرات فهو يساعد على رصد أداء الطائرات وتحسين مستوى صيانتها كما يعمل على رفع مستوى السلامة في الطائرات و تحسين مستوى الملاحين..
وأيضا يفيد خبراء الأرصاد الجوية في دراسة الظواهر الجوية الخطرة بتقديمه معلومات دقيقة في هذا المجال.
وبجانب الصندوق الأسود يوجد أيضا مسجلة قمرة القيادة في كابينة الطائرة، وهي تسجل أخر الأحداث التي أدت إلي تحطم الطائرة، وتتيح معرفة نوع الخلل الذي أصاب الطائرة قبل سقوطها كما توضح إذا كان الطيارون قد شعروا بذلك الخلل وفى حالة الحوادث تقارن المعلومات الموجودة بها مع المعلومات المسجلة على الصندوق الأسود..
ورغم تزايد عدد حوادث الطيران إلا أن خبراء النقل مازالوا يؤكدون أن الطائرات من وسائل السفر الأكثر أمنا..



المصدر : تقارير
-----*------