من المسكين إلى السكين ... مقال ساااااااااخر

[فهد علي العازمي]

الكاتب /عبالله العمـــــري

- سيدي التاجر , أرجو ألا تعكر حروفي صفو صباحك الجميل, فلعلك تقرأها وأنت تحتسي كوب قهوتك الصباحية,
وتستعرض رصيدك المتخم من راتبي الذي تغتاله بمناسبة ومن غير مناسبة. استميحك عذرا واسترعي انتباهك
لملاحظات قد تغمرنا بعطفك الذي لم نعهده منك وتقرأ بعضها, وان ضايقتك فاستحلفك بالله المانع المعطي ان ترميها في
أقذر سلة مهملات, والا تصدر في حقي انا المستهلك المسكين اي قرار من شأنه ان يجعل الأمور أصعب مما هي عليه الآن, فانا اعلم انك (تسرح وتمرح) دون حسيب او رقيب, وتغرد خارج السرب بنشاز, بل واعلم ان وزارة التجارة هي الفرقة الموسيقية التي تعزف لك لحن الخلود, وحماية المستهلك هي الجوقة التي تردد ترنيماتك, لذا فانظر لحروفي بعين الرحمة, أو اعتبرها محاولة يائسة, فانا في النهاية سأعطيك ما أردت يا سيدي واعتبر ما ستقرأ خبرا عن مستهلك يعاني في مكان آخر من العالم.
- سيدي تاجر العقارات, أرهقني الإيجار, فبالأمس القريب ادفع 13 ألف ريال واليوم عكسوا الرقم فأصبح 31 لذات الشقة في ذات البناية التي خرج حديدها الصدئ من أركانها . اعترضت فأمروني بالخروج على طريقة (بلط البحر). قررت ان اشتري أرضا في (طعس) موحش, غير ان ارض (الطعس) التي اعرفها بـ200 ألف ريال اليوم بـ600 ألف, اعلم انه ارتفاع طفيف في اقل من سنتين لم يتجاوز 300% ولكني ان اشتريتها عن طريق البنك فسأحتاج عشرين سنة لسدادها, فهل ابدأ في بنائها وأنا احتضر؟.
- سيدي تاجر الماشية, أنا وأبنائي تعودنا على أكل اللحوم الحمراء منذ عشرين سنة, غير ان خرافك قفزت في عام من 500 ريال الى 1500 ريال وراتبي 2500 ريال وإيجاري 25000 ألف ريال وفواتيري كلها 1000 ريال فما الحل؟ هل آكل خرافك ام اسكن أم اعيش بلا خدمات؟ (على طاري الخدمات) يكفيني نصف الخدمة التي تقدم للإبل المتنافسة على لقب ملكة الجمال والتي تحظى بمتابعة الفحول من البشر والبعارين.
- لا جدوى من استجداء تاجر المواشي سأستعطف بقايا الإنسان فيك يا سيدي تاجر المواد الغذائية, فمنذ ان تم احتكارها وأصبح لتسويقها عنوان ثابت في كل المدن, وأنا أرى الأسعار ترتفع بشكل مخيف فحتى وجبتنا المفضلة الأرز أصبحت أغلى من جرام الذهب, رغم ان مزارع الهند وبنجاب لم ترفع الأسعار بشكل يتناسب والأسعار الحالية, وقس على الأرز باقي المواد الغذائية الأساسية ونحن يا سيدي لازلنا نسرف في دعمك, فلا تخشى من حروفي, فسنريك منا ان شاء الله ما يسرك في رمضان, سنقترض من البنوك لنضمن سعادتك وبالتالي نضمن ألا نجوع وبالتالي نبقى أحياء فرمضاننا شهر أكل وشهوات ومسلسلات فسل سيفك وانحرنا مادمنا بعيدين فيه عن العبادة والطاعات.
- بالمناسبة نسيت ان اعرف بنفسي : أنا المواطن المستهلك الذي اكبر أطماعه النوم بمعدة نصف ممتلئة, وأكثر أنواع اللهو رفاهية عنده, دعابة يحدث بها نفسه يستوحيها من واقع جشعك الذي سينتهي بك الى حفرة صغيرة لا مكان فيها لحمل أرصدتك ولن يهال عليك فيها بأموالنا التي اغتصبتها بل قد أشارك في ردم التراب على جثمانك واستقبل القبلة للدعاء عليك بدلا من الدعاء لك. أنا المسكين يا سيدي السكين.