![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استيقظت من نومك صباحاً، واتجهت إلى المطبخ... فتحت حنفية الماء وملأت ذلك البراد المعدني، ثم أغلقته ووضعته على النار.. أخذت حماماً بارداً ثم عدت إلى المطبخ لتسمع الصوت المحبب للماء المغلي داخل البراد، فصببته في ذلك الكوب الذي وضعت فيه ملعقة شاي، ملعقتي سكر، وورقتي نعناع أخضر طازج... وقلبتهم بهدوء. هل تشم تلك الرائحة الجميلة؟ هل تشعر بدفء الكوب؟ اشرب شفطة صغيرة... ممم، طعم رائع ومنعش، صباحك جميل وكله نشاط مع كوب شاي مضبوط! أخضر، أسود، أحمر... كله شاي! الشاي الذي تشربه كل يوم، يشربه غيرك ملايين الأشخاص – من جميع طبقات وفئات المجتمع – يومياً في جميع أنحاء العالم، فقد تستطيع أن تقول أنه المشروب الشعبي الأول في جميع البلاد. قد لا تعرف أن حبيبات الشاي السوداء الصغيرة كانت في الأصل شجر أخضر ذو أوراق صغيرة تأخذ شكل الرمح، ولها أزهار بيضاء عطرة، تزرع على الهضاب في مزارع مساحاتها شاسعة تأخذ أشكال السلالم. وأوراق الشاي تحتوي على مادة (الكافيين) المنبهة التي اكتشفت عام 1827، وهي تُعرف في الشاي باسم (الشايين)، ولذلك يمنح الشاي النشاط والحيوية وخاصة في الصباح. كما أن له مزايا صحية وعلاجية مثل، تحسين عملية الهضم خاصة عند شربه بعد ساعة أو اثنان من تناول وجبة دسمة. وأشهر مزارع الشاي في العالم متواجدة في سريلانكا، الهند، إندونيسيا، ماليزيا، اليابان، كينيا، جنوب أفريقيا، أوغندا، وفيتنام. تشا أخضر صيني كل شعب له طقوسه وعاداته في إعداد وتقديم وشرب الشاي... شاي ثقيل، شاي باللبن، شاي بالنعناع، ساخن، مثلج، أخضر، أسود... الخ، فهيا بنا نذهب في جولة سريعة إلى البلاد التي تقدس كوب الشاي وتعتبره مشروبها الرسمي... فالصين هي الموطن الأول لشجرة الشاي والتي عرفت هناك منذ ما يقرب من 4000 سنة حيث اكتشفها الإمبراطور الصيني (شين ونج) بالصدفة أثناء تنزهه في حديقة قصره في أحد الأيام العاصفة، فأمر الخدم بتسخين قدور من المياه، فوقعت في قدرة منهم ورقة من أوراق أشجار الشاي - المنتشرة في حدائق قصره – في الماء المغلي فتغير لونه، فطلب من خدمه أن يحضروا إليه كوب من هذه المياه، فأعجب به كثيراً وشعر بانتعاش بعد أن تذوقه. ومن يومها شاع شرب الشاي الأخضر بين الصينيين والذي يعدونه ساخناً بأوراقه وبدون سكر، وهم لا يشربونه بسرعة بل يتذوقونه بهدوء وتمهل، والشاي بالصينية يسمى (تشا). أما أهالي هضبة التبت القريب من الصين فيشربون الشاي بالملح والزبد! شاي في 4 ساعات! أما تقديم وشرب الشاي في اليابان فله طقوس تستغرق 4 ساعات كاملة! والأغرب من هذا أن له مدارس لتعليم الفتيات المقبلات على الزواج فن تقديم الشاي. فأول قواعد (اتيكيت الشاي) أن يخلع الضيف حذائه قبل دخول القاعة المخصصة لشرب الشاي ثم ينحني لأن الباب ضيق ومنخفض، والهدف من ذلك هو تعلم التواضع. بعد ذلك تبدأ الطقوس والتي تنقسم إلى 4 مراحل: (أولاً) تناول حلوى تشبه الملبن تعدها سيدة المنزل. (ثانياً) تأمل جمال الطبيعة في الحديقة للتقرب من الله، وهو الهدف الرئيسي من دعوة شرب الشاي. (ثالثاً) الرجوع إلى الداخل وتناول شاي أخضر، ثقيل، وبدون سكر في فنجان بدون يد. (رابعاً) تناول كوب آخر من الشاي الخفيف في فنجان يشبه السلطانية، ويتم ذلك على أرضية حجرة بسيطة الديكور بها بارافان، حصيرة من القش، و منضدة صغيرة عليها زهرية ورد. شاي ساخن ومثلج... بالإنجليزي عرفت أوروبا الشاي في القرن السادس عشر، فالشاي الإنجليزي هو المشروب الأول لدى سيدات بريطانيا وهم يتناولونه ساخناً ويضيفون إليه اللبن أو الكريمة، ومن أشهر أنواع الشاي لديهم، إيرل جراي (Earl Grey) وهو الشاي المعطر ويتواجد بعدة نكهات عطرية وبالفواكه. والساعة الخامسة يعد الموعد المقدس لتناول الشاي لدى الإنجليز في البيت أو المكتب أو المقهى ويسمونه (5 o'clock Tea)، كما أن استهلاك انجلترا من الشاي في الشتاء أكثر من استهلاك أي دولة أوروبية أخرى. وعلى عكس الإنجليز فالسوفييت يشربون الشاي الساخن بالليمون في كوب، وفي تركيا يشربون الشاي الخفيف في أكواب صغيرة تسمى (البارداق). أما في أمريكا فيشربون الشاي مثلجاً مثل المشروبات الغازية، ولذلك يكون استهلاكه أكبر في فصل الصيف، وغالباً يضاف إليه عصير فاكهة مثل، الخوخ، التفاح، الليمون، والفراولة، فإبريق الشاي الزجاجي المثلج تجده في المطاعم، المكاتب، الحفلات وفي كل مكان. معاك واحد شاي... وصلحه! الشعوب العربية من أكثر الشعوب عشقاً لمشروب الشاي باختلاف أنواعه، ففي المغرب يشربون شاي النعناع الأخضر، مثلهم مثل تونس والجزائر وليبيا، أما في مصر وسوريا فيشربون الشاي الأسود الغامق والأحمر الفاتح. إذا كنت من رواد المقاهي فبالتأكيد تعرف لغة العاملين (القهوجية)، فعندما تسمعهم يأخذون الطلبات قد يتطرق إلى سمعك بعضها مثل، (الشاي البنور) وهو الشاي العادي، (الشاي الميزة) وهو الشاي المخلوط باللبن، (الشاي البوستة) وهو السادة بدون سكر، (الشاي الكُشري) وهو غير المغلي حيث يوضع الشاي في الكوب ثم يصب فوقه الماء المغلي وهو أفيد صحياً للجسم، (الشاي العجمي) وهو الذي يصنع في كوب زجاجي صغير ويسمى أيضاً (الخمسينة)، (الشاي البربري) وهو قليل اللبن. وغالباً ما يتم إعداد الشاي على الرمال الساخنة التي تسمى (الرمَّالة) وهي أحمى من النار العادية. كلام كثير قيل عن الشاي لم نذكر منه إلا القليل، وشعوب أكثر تتناوله بأكثر من طريقة، ربما تود أنت أن تخبرنا عنها وعن مدى حبك لكوب الشاي! -----*----- |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |