يقولون لا تعجب من قول قائل اذا بلغت عنده الكراهية القصوى فانه سيخرج منه الاعاجيب وان صح التعبير فان هذا سيصاب عقله بالارتجاج ويكون ذلك سببا في تخبط العبارة والاسلوب عنده.
خرجت علينا زميلتنا الصحيفة الكويتية القديمة قبل ايام بافتتاحية غير منطقية ولا معقولة ومتناقضة اضافة الى كتمانها لام الحقائق!!
انظروا الى المنطق الليبرالي الذي تصدر منبر الليبرالية في الكويت، اذ جعلوا مشاكل الكويت سببها الدين والاسلام فمثلا «حل الازمة المرورية» يكون بترك دراسة مقرر التربية الاسلامية و«حل الازمة الاقتصادية» في نظرهم هو ان يترفع سمو الأمير والمسؤولين في البلاد عن ذكر «بسم الله الرحمن الرحيم» في الخطابات الرسمية وغير الرسمية و«حل القضية الاسكانية» يكون بترك تكريم حفظة القرآن الكريم و«حل الاوضاع السياسية» فليكن بعدم اخراج الزكاة والصدقات و«حل قضية البدون» اذن بمنظور هؤلاء هو بنزع النساء للحجاب وانهاء المشكلة البيئية لاشك في العقلية الليبرالية هو بترك السواك لانه يمثل مشكلة كبيرة في العقل الليبرالي!!
لا اقول الا الحمد لله على نعمة العقل، فقد بلغ الامر عند اصحاب العقول الليبرالية ان يشغلوا سيدي صاحب السمو بهذا الكلام الذي لا قيمة له ولا وزن عند اولي الالباب، فما كان عليه حكامنا من قبل ومن بعد انما هو السير على درب الاستقامة والثبات على اصالة الدين والعقيدة والمبدأ، فسر يا سيدي صاحب السمو على ما كان عليه سلفك من حكامنا وامرائنا فان الحق ابلج لا يخفى على احد!!
لماذا تناست الافتتاحية سيطرة البعض ومنذ عقود طويلة على الحكومات الكويتية حكومة تلو حكومة كما سيطروا على القرار الكويتي الذي كان سببا لفشل الحكومات بل ومستقبل البلاد ايضا لضمور الرؤية والرأي!! ان من اعجب ما رأيت من هؤلاء انهم حتى في الازمات تأخذهم العزة بالاثم فهل تذكرون الازمة الاقتصادية العالمية والتي مازلنا نتجرع اثارها الى يومنا هذا فقد قال العالم الغربي كلمته والذي هو قبلة الليبرل ان الفائدة الربوية سبب كبير لهذه المشكلة المعضلة لذا قرروا الغاءها او تخفيضها الى ادنى درجاتها ووافق الغرب بمقالتهم هذه الحق الذي عندنا فسكت الليبرل ولم ينطقوا شيئا ولكنهم نطقوا ناقدين ومحاربين عندما تكلم العلماء والفضلاء والعقلاء بالحق الذي وافقهم عليه اهل الغرب وما ندوة جمعية احياء التراث الاسلامي الاقتصادي عنا ببعيدة!!.
ان كانت لي من رسالة لولاة امري في البلاد فأقول ارجعوا الى ارشيف الكويت وانظروا الى سبب نكستها فستجدون ان الاشخاص المتلونين هم وراء نكسة البلاد وان غيروا اثوابهم البالية لانهم يأتون بها من مصادر معلومة فمن حمل لواء الشيوعية والقومية العربية واليسارية بالامس هم حملة لواء الليبرالية اليوم وهم الاغلبية في كل حكومة تشكل فساسوا البلاد وفشلوا ثم ارادوا ان يحملوا بعدها غيرهم ذلك الفشل الذريع ولكن هيهات وعلى منو!!؟
- لفتة:
ما ادري ليش ظن البعض ان الاستهزاء والسخرية يعتبر فناً يجب ان يحترم ويدافع عنه علما بان الله هو القائل:{ يا ايها الذين امنو لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولانساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}.
الكاتب :خالد سلطان السلطان
جريدة الوطن الكويت