![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد كتبنا عن احداث اسطول الحريه وماجرا من الصهاينه على اهل الاسطور وبقلم الدكتور عضو مجلس الامه وليد الطبطبائي الذي كان من ضمن الاسطول على هذا الرابط : http://www.otaibah.net/m/showthread.php?t=111086 وهذه تكمله لمقاله السابق : يوم في سجن النقب تحدثت في المقال السابق عن ليلة 2010/5/31 التاريخية، وما حصل في صبيحة ذلك اليوم من قرصنة صهيونية لسفينة مرمرة واسطول الحرية في المياه الدولية، وتم اقتياد الاسطول بكامله الى ميناء اسدود في فلسطين المحتلة، حيث تم التحقيق معنا وقرر اليهود ايداعنا في السجن بزعمهم الكاذب اننا دخلنا ما يسمى بـ (اسرائيل) بطرق غير شرعية!! وفعلاً في صبيحة يوم الثلاثاء 2010/6/1 تم اقتيادنا الى سيارات تحميل المساجين وهي سيارة مصفحة ومغلقة بشكل شبه كامل الا من فتحة صغيرة للتهوية وانتظرت انا لساعات طويلة داخل هذه السيارة بانتظار اكتمال العدد وبانتظار تجمع السيارات لتغادر بشكل جماعي وحرمنا خلال هذه الساعات من الماء ومن الذهاب لدورة المياه، وكان معي بالسيارة من الكويت فقط الأخ علي بوحمد والبقية نواب من الجزائر ونائب من المغرب وتشكيلة من الاتراك والاوروبيين ومن جنوب افريقيا. وانطلق موكب سيارات السجن من ميناء اسدود الى جهة لم نتبينها ولكن من اتجاه السيارة كنا نغادر جهة الجنوب الشرقي، وكنا نمر على مدن وقواعد عسكرية حتى وصلنا بعد عناء شديد فإذا نحن في منطقة صحراء النقب وتحديدا في سجن مدينة بئر السبع ذات السجن الشهير والذي يضم عددا كبيرا من المساجين الفلسطينيين الذين يقضون محكومية لسنوات طويلة. وانزلونا من سيارات السجن وادخلونا احد عنابر السجن، وكان هذا العنبر جديد وحديث ويبدو انه توسعة جديدة للسجن كأنه اعد لاستقبالنا، واحضروا لنا ملابس خاصة للسجن ومنشفة وصابونة وملابس داخلية لكل واحد منا، وادخلوا كل اربعة في زنزانة واحيانا كل اثنين على حسب حجم الزنزانة، اما انا فكان نصيبي زنزانة كان معي فيها ثلاثة من الاخوة الاتراك، ومباشرة اقفلوا الزنزانة علينا بشكل اوتوماتيكي، وعلى الفور دخلت الحمام واغتسلت من الحنفية وغيرت ملابسي، وارتديت ملابسهم الداخلية وملابس السجن، واخذت بعدها في نوم عميق من شدة الارهاق، وعند الظهر اديت مع زملائي الاتراك صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا في وقت صلاة الظهر، وعند الساعة الثانية تقريبا تم فتح الزنازين بشكل اوتوماتيكي ايضا، وكنت اول من خرج من زنزانتي الى عنبر السجن فوجدت الضابط الاسرائيلي يطلب مني ان احمل الطعام الى غرفة المطبخ، فناديت زملائي وعاونوني على ادخال حافظات الطعام والصحون الى المطبخ وقمنا بترتيب الطعام استعدادا لتوزيعه على زملاء السجن، وفعلا اصطف الاخوة طابورا وقمت انا وعدد من المساعدين بتقسيم الطعام على الزملاء، وكان طعام الغداء عبارة عن ارز ابيض وقطعة سمك وبطاطس وخضراوات مسلوقة والخبز كان عبارة عن توست مثلج، وكان مذاق الاكل سيئاً للغاية ولكن الجوع جعل الجميع يأكلون لسد الرمق، وبعد تناول الطعام طلب الحراس ان نعود الى الزنازين ليقفلوها علينا، فقام الاخوة الاتراك بالتفاوض مع ادارة السجن ليسمحوا لنا بالتحرك بالعنبر وليس داخل الزنازين، فوافقوا بشرط عدم اثارة المشاكل، وبينما كنت اتحدث مع زميلي النائب المغربي عبدالقادر عمارة ونستعيد شريط الاحداث المتسارعة، قال لي يا دكتور وليد اعتقد أن قرار المواجهة الذي اتخذناه ربما كان قرارا غير صائب، فقلت: ولم؟! فقال: لأننا فشلنا في مهمتنا وخيبنا امل اهل غزة الذين كانوا ينتظرون القافلة، فلم تصل المساعدات ولم نتمكن من كسر الحصار.. فقلت له: يا استاذ عبدالقادر من الصعوبة ان تحكم على مهمتنا بالفشل ونحن هنا في السجن، نحتاج الى ان نعرف ردود افعال العالم فإذا تفاعل العالم مع الهجمة الصهيونية واستنكرها بشدة نكون نجحنا، واذا كانت ردة الفعل هي عدم المبالاة، فيكون كلامك صحيحا بأننا اخطأنا وفشلنا وهذا لا يمكن معرفته ونحن محرومون من الاتصال بالعالم الخارجي، فقال: كلامك صحيح يا دكتور. وبينما كان الوقت يمر بشكل بطيء جدا جدا، ونحن نختلق أي موضوع لتمضية الوقت، وعند حوالي العصر حضر عدد من السفراء والقناصل الاوروبيون للاطمئنان على رعاياهم، وكان أو من حضر الى السجن القنصل النرويجي، وسأل: هل عندكم مواطن يحمل الجنسية النرويجية، فقلت له: نعم كان معنا في سيارة السجن، ويبدو انه عنبر آخر وليس في عنبرنا، واخذنا نسأل القنصل النرويجي عن الاخبار في الخارج وعن ردة الفعل تجاه اقتحام اسطول الحرية، فقال: ان العالم كله ثار علي هذا الامر، وان التظاهرات تعم العالم احتجاجا على فعلة اسرائيل، وان تركيا ثائرة رسميا وشعبيا على مقتل عدد من الاتراك واحتجاز الآخرين، وقال ان اسرائيل اصبحت في موقف محرج، وجاءنا ايضا محام فلسطيني اعتقد اسمه اياد عودة مرخص له بالدخول للسجون الاسرائيلية، واخذ يأخذ افاداتنا وايضا حدثنا عن ردة فعل العالم وان الاستياء الدولي من هذا الحادث يحرج (اسرائيل) كثيرا، وقبيل المغرب حضر القنصل الاردني وقال ان السفارة الاردنية في تل ابيب حصلت على تفويض لاخراج جميع العرب وجنسيات اخرى مثل اذربيجان من السجن ونقلهم الى الاردن برا عبر جسر الملك حسين بين الاردن والضفة الغربية. فقلنا متى سيكون ذلك، فقال الترتيبات جارية على قدم وساق ولم ابلغ بالموعد. ولما خرج القنصل الاردني، جاء نقيب السجن وابلغني بأنه سيتم اطلاق سراحي انا وزميلي علي بوحمد، فأخبرته بأني لم اوافق على التوقيع على ورقة التعهد، فقال: الجميع سيخرج حتى من لم يوقع.. فقلت: لا بأس اذا، وبعدها تشاورت مع الاخوة الاتراك الذين كانوا معي في العنبر، وكان السيد بولنت يلدرم قائد اسطول الحرية ورئيس منظمة (IHH) التركية للاغاثة الانسانية معنا في العنبر نفسه فطلب مني عدم المغادرة والمكث معهم في السجن، لأنه قد يحتاج الى التشاور لاتخاذ قرارات مهمة، ولذلك يفضل عدم خروجي من السجن، فقلت لزميلي علي بوحمد: اخرج انت من السجن اما انا سأبقى هنا، وفعلا اعدت حوائجي الى الزنزانة، واستعد علي للخروج، وبعد ذلك جاءني الاخوة الاتراك فقالوا: ان السيد بولنت يفضل ان تخرج من السجن لا ان تبقى فيه، لأنك ستفيدنا في التحدث الى وسائل الاعلام ووكالات الانباء والفضائيات للدفاع عن قضيتنا وانت في الخارج افضل من استمرار وجودك في السجن، فقلت: وماذا عنكم هل نترككم هنا؟! فقال: لقد صدرت لنا تعليمات بأن لا يخرج أي تركي من السجن، حتى يخرج آخر عربي من اسطول الحرية من السجون، فدمعت عيناي تأثرا بشهامة الاتراك ونبل اخلاقهم. وفعلا خرج الجميع من عنبر السجن، ما عدا الاتراك وكان الوداع مؤثرا، وتعانق العرب الخارجون من السجن مع زملائهم الاتراك الذين رفضوا الخروج وكانت لحظة الوداع مؤثرة جدا فتحية لأصحاب الشهامة والبطولة الاتراك.وبعدها تم تجميعنا في غرف حجز عند بوابة السجن، وصلينا المغرب والعشاء في احدى الزنزانات، واصعدونا بعد ذلك في باصات وطلبوا من الذين لم يوقعوا على ورقة التعهد بالتوقيع عليها والا لن تخرج من السجن، فتشاورنا في الباص واتفقنا على عدم التوقيع، وبعد مفاوضات عسيرة وتأخير طويل رضخ الصهاينة، وانطلق الباص الى الحدود الاردنية في تمام الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل، ووصلنا الى المعبر الاسرائيلي المواجه للحدود الاردنية عند جسر الملك حسين عند الفجر، وقبل نزولنا من الباص (الاسرائيلي) طلبوا منا التوقيع على ورقة التعهد، فرفضنا، وعليه لم يجدوا بدا من انزالنا واقتيادنا الى باصات اردنية كانت تنتظرنا، وعبرنا جسر الملك حسين ودخلنا الحدود الاردنية فإذا بخيمة وسرادق كبير معد لاستقبالنا والسفير الكويتي فيصل المالك الصباح كان في استقبالنا بعد ان مكث يوما كاملا ينتظر وصولنا، وكانت لحظة الوصول منقولة على الهواء مباشرة الى القنوات الفضائية، وكانت لحظة مهمة ان يطمئن علينا اهل الكويت جميعا بعد يومين عاشها الكثيرون وهم قلقون على سلامة أبنائهم المختطفين في السجون الاسرائيلية. وكانت طائرة خاصة امر بها سمو الأمير مشكورا أقلتنا مباشرة من عمان بالاردن الى مطار الكويت حيث كان في استقبالنا حشد كبير من المواطنين والمسؤولين وعلى رأسهم رئيس مجلس الامة ورئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء والنواب والصحافة والاعلام. د.وليد الطبطبائي جريدة الوطن الكويت |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |