الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > مجلس الهيلا العام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ياطيب راسك يالحافي (آخر رد :@ـايل)       :: نسأل الله السلامه والعافيه (آخر رد :@ـايل)       :: فيحان بن تركي بن ربيعان في ذمة الله (آخر رد :@ـايل)       :: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (آخر رد :@ـايل)       :: ترا الخوي لاصار طيب ومحمود (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: اصحاب اللنميمه (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: مدح في قليلة شمر (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: منهم العرب الان هم السعودية (آخر رد :أبن ســنيّن)       :: نسب بعض الاسر من شتى القبائل العربيه (آخر رد :أبن ســنيّن)       :: معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية (آخر رد :أبن ســنيّن)      

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 12-Apr-2004, 07:13 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الابرق
عضو ماسي
إحصائية العضو






الابرق غير متواجد حالياً

افتراضي كتّاب صحيفة (السياسة) الكويتية يبكون القطار الأمريكي

هذه المقالات المرعوبة هي أعراض داء أم الركب الذي إستوطن في الكويت....



في موسم التساقط ، كتّاب صحيفة (السياسة) الكويتية يبكون القطار الأمريكي المحترق في الفلوجة .
تاريخ المقال :11-04-2004
يكاد كتاب صحيفة السياسة الكويتية يجمعون على أن مصيبتهم كبيرة و فاجعتهم أليمة ، فهم بعد أن راهنوا على العراق الذي سيتحول إلى نموذج للديمقراطية تقيمه الولايات المتحدة الأمريكية ، أدركوا اليوم أن الشعب العراقي يفسد أحلامهم الوردية تلك بمقاومته و رفضه للاحتلال .
و قد رأى راصد أن ينقل للقراء هذه الصدمة التي أصابت صحيفة السياسة و كتابها لدرجة أنهم فقدوا توازنهم و بدؤوا يترنحون يمنة و يسرة ...
و إنه لموسم التساقط .


المقال الأول :
الشعوبيون وراء الأحداتث الدامية في بلاد الرافدين- إبراهيم راشد الدعيج
ما الذي يجري في العراق ومن وراء هذه الاحداث الدامية? مئات اذا لم يكن آلاف من القتلى والجرحى منذ نهاية حرب التحرير ..هل أزلام رئيس النظام البائد هم الذين اشعلوا فتيل هذه الفتنة او كما يقال ان هناك متسللين عبروا الحدود العراقية من دول الجوار? ومن هي دول الجوار التي تسهل دخول هذه العصابات لتدمير وقتل الشعب العربي في عراق الرافدين? اسئلة كثيرة نسمعها ليس لدى من يثيرها الشجاعة للاشارة باصابع الاتهام للدولة او الدول التي تتسلل منها هذه العصابات لزعزعة الوضع في العراق بعد ان سخر الله لهم دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة الاميركية لتحرير العراق من نظام فاسد بطش ونكل بهم واحرق الاخضر واليابس طيلة خمسة وثلاثين عاما لم تطلق طلقة رصاص واحدة على عصابة هذا النظام المجرم ولايصدق عاقل ان لهذه الاعمال الاجرامية التي تدور رحاها مدار الاسبوع من العراقيين قد يكون وراءها شعوبيون من الذين دخلوا العراق في حقبة من الزمن بحجة الزيارة فاستوطنوا العراق ولكنهم طردوا ابان العهد الصدامي الى مسقط رأسهم في بلاد فارس وهاهم يعودون للاخذ بالثأر ليس من ازلام العهد البائد ولكن من ابناء الشعب العربي في العراق انها والله لكارثة لو اصبح لهؤلاء الشعوبيين موطىء قدم في بلاد الرافدين لتكررت مأساة فلسطين ولاصبح اهلنا في العراق من اللاجئين.
لقد استغل هؤلاء الشعوبيون الصمت العربي وتأجيل القمة العربية لتكثيف اعتداءاتهم على المدنيين العزل.
وهؤلاء القتلة يدعون في بياناتهم بانهم يقومون بتحرير العراق من المحتل الاميركي ولكن العكس هو الصحيح اذ ان المتضررين من هذه الاعمال الاجرامية هم الشيوخ والنساء والاطفال من المدنيين العزل.
لو سيطر الشعوبيون لاسمح الله على العراق لاصبحت بلدان الخليج العربي تحت هيمنة الدولة الفارسية التي تمد هؤلاء القتلة بالمال والرجال.
وليحفظ الله الكويت وشرعيتها واهل الكويت من كل مكروه.

المقال الثاني :
العراق بعد عام- د. شملان يوسف العيسى

/ مضى على تحرير العراق من قبل قوات التحالف الغربي عام كامل ولم يتحقق في هذا البلد المنكوب الأمن والاستقرار رغم كثافة وجود قوات التحالف الغربي .. وكنا نحن المتفائلين نتصور بأن اسقاط النظام الاستبدادي سيفتح المجال لقيام نظام ديمقراطي تعددي يكون مثالاً يحتذى به في كل دول الشرق العربي.
اليوم وبعد مرور عام كامل ازدادت موجة العنف والارهاب لدرجة يصعب فيها على العراقيين ادارة شؤون بلدهم بعد انسحاب القوات الاميركية في شهر يوليو المقبل.
يبدو لنا ان مسلسل العنف والارهاب سيستمر ما دامت الاسلحة متوافرة والمتطوعون الجهاديون يتدفقون على العراق من الدول المجاورة له وما دام مجلس الحكم والاحزاب والحركات السياسية في العراق مختلفة وغير متفقة على كيفية ادارة الحكم بعد الانسحاب الاميركي.
المشكلة في العراق ليست التواجد الاجنبي كما يحلو للفضائيات والانظمة العربية أن تدعي .. بل ان المشكلة الرئيسية تكمن في حقيقة ان كل جماعة وفئة وطائفة وقومية تعتقد بأنها هي التي يحق لها استلام السلطة وإدارة شؤون العراق بالطريقة التي تريدها وحسب مفهومها الخاص من دون الاخذ في الاعتبار مصالح القوى السياسية الاخرى أو مصالح فئات الشعب العراقي المتنوعة.
الجميع مختلفون فالشيعة مختلفون مع بعضهم البعض, والسنة كذلك والاكراد افضل حالاً, هناك خلافات سنية - شيعية وهناك خلافات عربية - كردية .. لكن الجميع باستثناء الاكراد متفقون على ضرورة ان تغادر قوات التحالف العراق بأسرع وقت ممكن . الغريب أن جميع هذه القوى التي تعلن ليل نهار بأنها تعادي دول التحالف ترفض مغادرة هذه القوات العراق لانهم يعون ويعرفون جيداً ان الانسحاب يعني بدء الحرب الاهلية .. التي لا يعرف أحد متى تتوقف اذا بدأت.
في ظل هذا الوضع المتردي في العراق .. كيف يمكن لنا في الكويت والخليج التعامل مع الأحداث اليومية .. القيادة السياسية في الكويت أعلنت بأنها تأمل ان يتحد العراقيون وان يحلوا مشكلاتهم ودياً .. لكن ذلك لن يتحقق ما دام كل طرف يعتقد بأنه هو الذي يمثل الشعب العراقي كله .. لذلك لا مناص من إعلان ان الولايات المتحدة ودول التحالف هي الضمان الوحيد لاستقرار العراق .. ويمكن لنا دعم موقف الأمم المتحدة الداعي للتهدئة وبدء الحوار حول طبيعة النظام القادم .. ما تقوم به قوات التحالف من محاربة الخارجين على القانون هو عين الحكمة فلا يمكن ترك مصير العراق لرجال العصابات والغوغاء في الشارع العراقي.



المقال الثالث :
شعب صدام .. أو أعداء الديمقراطية في العراق- د.خالد شوكات.
/ يواجه مشروع الديمقراطية في العراق تحديات داخلية وخارجية غاية في الخطورة, ذلك ان اعداء العراق الديمقراطي في هذه اللحظة الحاسمة اكثر بكثير من اصدقائه, ويكاد يجزم المتابع للمشهد العراقي, ان ارادات عديدة قد اجتمعت اليوم مسخرة كل الاوراق التي في يدها, مدفوعة باحساس انها تلعب لعبة الحياة أو الموت, لتحول دون ولادة الجنين الديمقراطي العراقي, ولتعمل على خنقه في المهد في حال كتب له ان يخرج من الرحم.
ان المتأمل في المحيط الاقليمي للعراق سيصل الى نتيجة مفادها ان الكويت, والى حد ما الاردن, وحدهما من مجمل دول الجوار, اللذان يساندان - أو على الاقل لا يريان مانعا- قيام نظام ديمقراطي تعددي فيدرالي في العراق, اما بقية الدول -ولكل منها اسبابها الخاصة- فتعتقد بأن نظاما ديمقراطيا حقيقيا في العراق, سيهدد مصالحها بعمق.
ان ايران الملالي ترى في الديمقراطية العراقية خيانة الغالبية الشيعية لنظرية ولاية الفقيه, وتوفير نموذج حكم مختلف للشعب الايراني التائق للاصلاح والتغيير, قد يكون مؤثرا في المستقبل القريب, اما تركيا فترى في العراق الديمقراطي الفيدرالي مقدمة لتمكين الشعب الكردي في تركيا من حقوقه السياسية والثقافية, وتشجيعا له لتجاوز نظام الحكم القومي المتشدد القائم في انقرة منذ عشرينيات القرن العشرين.
من جانبها ترى القيادة البعثية في سورية, ان استقرار العراق المتخلص من نير حكم البعث الديكتاتوري, ونجاح نخبه السياسية في اعادة بناء النظام السياسي على اسس الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان, دعوة مباشرة لافراز وضع مماثل ممكن في البلاد, خصوصا في ظل الصلة التاريخية التي ربطت بين البلدين تأثيرا وتأثرا, والتشابه الذي جمع بين التحولات التي عرفها كلا البلدين خلال النصف قرن الماضية, ابتداء بالانقلاب على الملكية, مرورا بمرحلة الانقلابات العسكرية المتعاقبة, وانتهاء بحكم صدام والاسد, الذي تميز بالحروب الخارجية المتكررة والقسوة الداخلية المفرطة ووضع السلطة في يد العائلات الرئاسية المالكة.
في السياق نفسه, فان القيادة السعودية التي تواجه مطالب اصلاحية ملحة, وضغوط خارجية بينة, لا تنظر بدورها بعين الرضا لتطور المشروع الديمقراطي التعددي في العراق, وتعتقد بان نموذج الحكم الجديد المقترح على العراق, سيزيد من حدة الضغوط عليها, وسيشجع النخب السعودية الجديدة المنادية بالاصلاحات على تطوير مطالبها في اتجاهات متعددة, منها ما يتعلق بضرورة مراجعة طبيعة النظام السياسي القائم, ومنها ايضا ما سيتعلق بالدعوة على انصاف الاقليات الدينية والطائفية والاعتراف بها وتمكينها من حقوقها.
و الى جانب هؤلاء الاعداء المجاورين, ثمة اعداء خارجيون اخرون للديمقراطية في العراق, اولهم اسرائيل التي يعتقد قادتها ان الديمقراطية في العالم العربي هي الخطر الاكبر الذي يهدد الدولة العبرية, التي ستفقد معناها وجدواها اذا ما تحول محيطها الاقليمي الى تبني النظام الديمقراطي, حيث ان وجود انظمة ديمقراطية في الدول العربية سيعني عمليا وجود انظمة اكثر صلابة واخلاصا لمصالح شعوبها, وبالتالي اكثر قدرة على مواجهة الصلف الصهيوني, ناهيك عن تجريد تل ابيب من الصفة الديمقراطية التي ما فتئت تبز بها العرب, باعتبارها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.
ولعله من المفارق ان يشكل تنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن العدو الثاني من خارج دول الجوار, للمشروع الديمقراطي العراقي, ففضلا عن تبني هذا التنظيم للنظرية "الطالبانية" (نسبة الى طالبان) في الحكم, وهي نظرية تقوم على منح الرئيس سلطات مطلقة في الحكم, مثلما تقوم على الدعوة الى تحريم التلفزيون والموسيقى وسائر الفنون وحلق الرؤوس وإطالة اللحى ومنع المرأة من العمل والدراسة..الخ, فان القاعدة قد وجدت في العراق فرصة لمواصلة الحرب مع الولايات المتحدة والعمل على الاقتصاص منها لما فعلته في افغانستان.
اما العدو الثالث لمشروع العراق الديمقراطي, فهم تلك النخب العريضة من قادة ومثقفي التيارات الشمولية العربية, الذين هبوا لنصرة صدام حسين ونظامه يلفظ انفاسه بحجة معارضة الحرب, والذين ينظرون الى اي نجاح يمكن ان يحققه المشروع الديمقراطي العراقي, كفشل ذريع لهم ولتحليلاتهم, ولهذا فان هؤلاء يتمنون قبل اي طرف اخر, انتهاء الساحة العراقية الى الفوضى والخراب حتى يثبتوا صحة توقعاتهم ويرددون عباراتهم الممجوجة حول افضلية الوضع السابق على الراهن وعبقرية الاخ القائد صاحب الحفرة.
غير ان العدو الاكبر للديمقراطية ليس في حقيقة الامر هؤلاء جميعا - رغم تأثيرهم الكبير على الاحداث في الساحة العراقية, وعملهم الدؤوب فيها من اجل عرقلة التغيير-, بل هو ما يمكن تسميته ب"شعب صدام", اي تلك الكتلة البشرية الكبيرة التي تشكل ما يقارب سبعين بالمائة من الشعب العراقي, والتي ولدت ونشات وترعرعت في فترة حكم البعث وصدام, اي خلال ما يقارب اربعة عقود من الزمان, و تربت في بيئة استبدادية مظلمة, تسودها قيم مختلة وعادات قبيحة, تولدت عن الرعب المخيم وتقديس وعبادة الاخ القائد, وتمخضت عن واقع انقلبت موازينه وغابت عنه الفضائل.
لقد اشار الكثير من المفكرين, العرب والغربيين على السواء, الى الانحرافات التي تسم شخصية الانسان المحكوم بنظام استبدادي..فالاستبداد مسؤول عن اشاعة كل انواع الرذائل مثلما قال عبد الرحمن الكواكبي, وهو اساس كل بلية, ينشر النفاق والنميمة والخديعة والخوف والقوادة, ويشجع على الوشاية ودوس الضمير وقلب الحقائق والمبالغة في المدح والذم, مدح القائد والنظام والانجازات بطبيعة الحال, وذم اعدائه ومعارضيه والمطالبين بتغييره.
وبقدر حاجة المشروع الديمقراطي الى انسان متوازن, بقدر ما وجد المشروع الديمقراطي العراقي انسانا مشوها ومجتمعا منهكا غير واثق من نفسه يتملكه احساس عميق بعدم الامن حيال مستقبله..و كان من الطبيعي ان تنفجر نزعات المزايدة والتطرف والخطابة, كما كان طبيعيا ايضا ان تنفجر رغبة العديد من الاطراف في التملك والسلطة.
لقد كان مفهوما ان يتجه العراقيون الى التظاهر كل يوم بعد ان كانوا ايام صدام لا يتظاهرون إلا مرة واحدة في السنة -ليهتفوا بالموت لاعدائه-, والى انشاء كل يوم حزب جديد بعد ان كانوا منتمين - مكرهين- جميعا الى حزب واحد, والى تأسيس كل يوم صحيفة جديدة, بعد ان كانوا مجبرين منذ نهاية الستينيات, على سماع صوت واحد واعلام واحد وراي واحد..كان كل ذلك يبدو طبيعيا, حتى بلغ الامر منتهاه في الفلوجة مكانا والصدر شخصا.
اما في الفلوجة, فقد اطل من وراء الاكمة صدام "الكريه" الذي عمم السحل واضحى القتل دون تمثيل بالجسد على زمنه رحمة, مذكرا بان هناك "اكثر من صدام على الابواب", وبان صدام قد تمكن من غرس الشخصية الصدامية بكل ساديتها وهمجيتها وشراستها ومرضيتها في اجيال باكملها, وبان تلك ستكون العقبة الكاداء امام التحول الديمقراطي, اذ قد يكون صعبا ان تغير نظاما ديكتاتوريا باخر ديمقراطي, لكن الاصعب هو ان تغير انسانا خلقته الديكتاتورية باخر سيكون عمادا للديمقراطية.
واما بالنسبة للصدر الشاب, فان الامر يتعلق ببديل الملالي, أو البديل الشمولي المقترح للواقع الشمولي الازف, و كان قدر العراق ان يتخلص من براثن الديكتاتورية القائمة باسم القومية ليقع في براثن الديكتاتورية القائمة باسم الدين..والبين ان الصدر ما هو ايضا الا محاولة لمواصلة صدام الذي قطعه تدخل الاحتلال الامريكي, حيث كان الاخ القائد قد بدا خلال سنواته الاخيرة في نزع العباءة القومية ليلبس العباءة الاسلامية.
وان اخطر ما تجسده ثنائية "الفلوجة - الصدر", تمثيلها لمقاومة الاحتلال, وكشفها عن المرض المزمن الذي ما يزال يعاني منه العقل السياسي العربي, مرض "الغاية تبرر الوسيلة", وداء التبرير لكل الانحرافات والجرائم اذا ما ارفقها مرتكبها بشعارات قومية أو دينية براقة, فمقاومة الاحتلال على سبيل المثال تشرع سحل الجسد وانتهاك حرمته, وتبيح الخروج على القانون ودوس المؤسسات واستغلال اضطراب الموقف العام لانتزاع مصالح خاصة.
لقد سحل عيديد الجنود الاميركيين في الصومال لكنه قدم للصوماليين الفوضى والحرب الاهلية الطاحنة المستمرة الى اليوم, فيما طرد المجاهدون الافغان الاحتلال السوفيتي من بلدهم ليستبيحوه ويدمروه وينتهوا به الى الطالبانية التي صادرت الحريات والحقوق وعادت بالبلاد وسائر الافغان الى القرون الوسطى.
ان بقاء الاحتلال امر لا يمكن ان يقبل به انسان سوي, لكن تأييد رحيل الاحتلال دون تنظيم محكم مسبق, وترك البلاد لمصير مجهول وفراغ يستغله قادة شعبويون يحملون مشاريع ديكتاتورية وليدة, سيكون قمة الغباء, فالعاقل لا يمكن ان يطالب بعراق غير محتل ليجني العراقيون عراقا غارقا في الفتنة الداخلية والفوضى.

*مدير مركز دعم الديمقراطية في العالم العربي - لاهاي


المقال الرابع :
العراق والتطرف الديني ...استراتيجية التدمير الشامل؟داود البصري *
تتنفس المجتمعات بعد سقوط انظمة القهر والموت وتنفث صدورها عن كل المكبوتات التي كانت حبيسة لعقود طويلة ولم تستطع ان تعبر عنها سابقا وهذا امر طبيعي للغاية , ولكن ما يحصل في العراق اليوم من ظواهر شاذة يؤكد ان الامر اكبر بكثير من اي تنفس او اية توجهات طبيعية ! بل انه عمل مدبر وبشكل واضح وبهدف تفتيت الجبهة الداخلية العراقية ومحاولة الالتفاف على حلم العراقيين وسعيهم الدائم للحرية والديمقراطية والحياة العصرية الحديثة تحت اقنعة الدين والتمسك بعصا الشريعة وبالعودة الى الجذور!! وهي جميعها شعارات براقة وزاهية ولكن تخفي تحت صورها الملونة السم الزعاف وتحمل كل وصفات التخلف والانحطاط الحضاري وفرض الجهل والطغيان والاسلام بريء من كل تلك الظواهر الشاذة المعبرة عن مرحلة شاذة في زمن عراقي اتسم بالشذوذ وامتد لاكثر من اربعين عاما تهشمت خلالها الدولة وفقد المجتمع العراقي تجانسه , وتمت العودة للعصبيات والصلات العشائرية وساد الفراغ الروحي المترافق مع الافلاس والنهم المادي ليشكل اليوم الصورة الواضحة للعراق المريض والذي للاسف لم تستطع كل الوصفات السريعة الجاهزة من اميركية او اسلامية ايقاف نزيفه القاتل المدمر!.
لقد عانى العراق شعبا وكيانا من سلطة بعثية فاشية بمسوح قومية مزيفة وبحقيقة عشائرية وطائفية نتنة وتحت واجهة حزبية بغيضة وكريهة اسمها (حزب البعث العربي الاشتراكي) الذي لم يكن في يوم ما يمتلك مواصفات الحزب السياسي صاحب الايديولوجية , بل كان مجرد وعاء تنظيمي وارهابي تهيمن عليه عشيرة ذهبية يقودها قائد اوحد وارعن وغبي لاشريك له اورد البلاد والعباد مورد الهلاك وتسببت سياساته الغبية الحمقاء في تحطيم كل اسس ومقومات الدولة العراقية وتقاليدها ومؤسساتها ليعود العراق ككيان سياسي لمرحلة ماقبل الحرب العالمية الاولى , ولتندثر كل ذكريات وانجازات الدولة الوطنية العراقية كانها لم تكن في يوم ما! فبمجرد انهيار النظام انهارت الدولة وضاع كل شيء!! وهنا تتبين مدى هشاشة الدولة العراقية التي سقطت وتلاشت مع سقوط الفرد والعشيرة وحيث دخل الاميركان اصحاب الفضل الاول في اسقاط النظام وتحرير الارادة الشعبية ليجد القوم في العراق وقد اختلفوا على كل شيء واي شيء , ولتسود الاحقاد والتصفيات حتى بين ابناء الطائفة الواحدة , ولتحاول كل التيارات شد الحبال للهيمنة على الكيان العراقي الوليد الجديد الخارج من رماد حروب البعث العبثية الفاشلة , لقد تردد منذ زمن قول قيل انه منسوب لاخر رئيس وزراء عراقي في العهد الملكي وهو المرحوم نوري السعيد الذي يعتبر احد مؤسسي الكيان العراقي الحديث يصف فيه العراق ب ( البالوعة)!! وهو يعتبر نفسه غطاء لتلك البالوعة! فاذا ما انكشف الغطاء فاحت الروائح ( الزكية)!! وكان يحذر ويوصي بالحفاظ على غطاء البالوعة!! ويبدو ان اقوال (الباشا) الراحل لم تكن مجرد قفشات فكاهية بل كانت تعبيرا عن فهم عميق لسلوكيات واتجاهات الرياح والاهواء الشعبية العراقية , وحيث تهيمن اليوم على الشارع العراقي المشدوه والحائر تيارات دينية وظلامية باسماء وواجهات ومصالح عديدة اقل مايمكن وصفها ب ( الظواهر الكارثية) والخطرة على مستقبل الحياة السياسية وعلى الوحدة الوطنية العراقية ذاتها , فلن نلجا للغة التطمين والاغراق في الخيال لنقول ان الوضع ( عال العال)! بل على العكس فالوضع يقتضي من جميع قوى الشعب الحية وتياراته الحرة قرع اكثر من جرس انذار للافلات من المصير السوداوي المفجع الذي يريدونه للعراق! , فلقد تناسلت العمائم المزيفة والطامحة للشهرة والهيمنة بشكل اميبي مقلق وهي عمائم مسيسة وخبيثة لاعلاقة لها بسماحة الاسلام الذي نعرف وتعرفون! واصحابها لهم من الجهل المقيم والسذاجة القاتلة الى الدرجة التي تجعلهم يتصورون انفسهم بانهم الاوصياء على الشعب العراقي وبانهم الذين اسقطوا النظام البعثي وبانهم تبعا لذلك (الخلفاء الراشدون) للمرحلة العراقية الجديدة! وحيث تم اللجوء للبلطجة وفرض التعتيم والقسر واجبار النساء العراقيات على العودة لعصور الحريم والتخلف وارتداء الاحجبة السوداء الغريبة عن ثقافتنا الاسلامية الحقيقية , وعلى اشاعة ثقافة الجهل الدينية المستندة لكم هائل من الموروثات الشعبية والافكار البدائية الساذجة التي تماشي رغبات الغوغاء والجهلة ومااكثرهم في ليل العراق الطويل , فالنظام العراقي البعثي البائد لم ينته بسهولة بل تبخر وتلاشى واضمحل في دخان هزائمه ومن تعمم بعد التحرير الاميركي فهو انما يماشي موضة حديثة سرت سريان النار في الهشيم وهو تعمم لايختلف عن الانتماء سابقا لاجهزة النظام القمعية والارهابية? , ففي الجنوب العراقي وفي مدينة البصرة تحديدا تنتشر ظاهرة الابتزاز الديني بشكل فج ومؤسف لتشكل اهانة لاحرار العراق , فما هو سائد ميدانيا من احزاب وتيارات لايعبر عن الهوية العراقية ولا الفكر العراقي ولا الهوى العراقي ولا الروح الدينية المتسامحة العراقية سواء من السنة والشيعة الذين لم يتعودوا فرض الاراء بالقوة ولامحاسبة الناس على المزاج ولا التدخل في خيارات الناس وشكل لبسهم ومأكلهم! وانما هو غزو جاهلي من نوع اخر نعرفه جميعا ونعرف من يقف خلفه ويموله ويحرص على سيادته! انني لا اتهم بل اعلنها بصراحة من ان المخابرات الايرانية واجهزتها السرية قد تغلغلت بعيدا لتمعن في تمزيق الجسد العراقي المثخن بالجراح ولتعرقل عملية النهضة والتخلص من كل بقايا الفاشية البعثية واستبدالها بفاشية دينية طائفية اشد وطاة واكثر اجراما واشد سوادا من الليل العراقي البهيم الذي طال اكثر مما ينبغي , فاسماء الاحزاب والتنظيمات التي سطت ومازالت تسطو على مقرات الشعب العراقي ومبانيه العامة هي اسماء ومسميات غريبة ومستوردة ولاعلاقة لها بالتصنيف والمزاج العراقي بل انه حتى الوجوه واللكنات واللباس تفضح الفاعلين واعمالهم وغاياتهم , والمؤلم ان بعض الزعامات الدينية الشابة والتي لاتمتلك من الخبرة ولامن حكمة السنين سوى الاسماء العائلية الرنانة والتي ليس لها ادنى اعتبار في ما نحن بصدده تمارس عمليات تغطية شرعية لتلكم الجماعات وفكرها الظلامي المتخلف ! وتساهم بشكل فاعل في التخريب الممنهج , والا بربكم هل من الحكمة في شيء فضلا عن الانسانية ذلك القول المنسوب لاحدهم والذي يقول:
(ان هجمة نيويورك (11 سبتمبر 2001) هي معجزة إلهية)!!
أي معجزة ياسيدنا الولي الفقيه المستحث في قتل الارواح البريئة , وفي تدمير وازهاق الناس , وفي اشاعة الفوضى والدمار الشامل لخلق الله? وهل تتم مجازاة من انتقم من صدام ونظامه واشفى غليل المستضعفين , وساهم في كشف وفضح مقابر البعث الجماعية بهذه الطريقة الفاشية الفجة? واين المنطق الديني في تحريم قتل النفوس الا بالحق? واين صورتنا الحضارية التي نتحدث عنها ولانراها? وهل من سمات المعممين السماحة ام القتل والارهاب الاسود? وهل نبقى اسرى للشعارات الواهية فيما شعوبنا تزحف على بطونها من الجوع والحرمان والاقصاء بينما شيوخنا ومعممينا ينظرون للموت البشع ويشمتون بمصارع الابرياء?. كما ان مجزرة الفلوجة الشنيعة الاخيرة تكريس لذلك الجهل الديني والتعصب الاخرق وحتى كلمات الادانة التي اطلقت من بعض المنابر كانت كلمات مزيفة تحاول لملمة الموقف والاستعداد لمجزرة جديدة يكون وقودها الناس والحجارة والسمعة العراقية ,لقد تحولت الظاهرة الدينية السائدة في العراق لوباء اسود من الحقد وموجات التدمير الشامل وستتحول لما هو اشد مالم يتخل العراقيون عن سلبيتهم ويحجموا تلك الرموز الضئيلة والتي ماظهرت الا بسبب الفراغ القيادي المفجع لمؤسسات الفكر الحر ولمنظمات المجتمع المدني , واعتمادا على النظرة الاتكالية العامة السائدة والمسماة عراقيا: »آني شعليه«!! اي لاعلاقة للناس بما يحصل ويتبلور , فقد تسلل البعثيون من نقطة الضعف تلك ومارسوا ارهابهم وتخريبهم الفظيع , واليوم يحاول المتأسلمون والجهلة والفاشيون تحت الاغطية الدينية التسلل والهيمنة من جديد بشعاراتهم البائسة ووجوههم الكالحة والمكفهرة بالحقد ... فهل من وقفة شعبية عراقية شاملة تعيد العقل المسلوب وتمنع الفاشية الدينية من التمدد لتدمر كل شيء ? خصوصا وان احداث الفلوجة المروعة قد تذهب باخر مصداقية لحضارة واصالة وتسامح مجتمعاتنا! , وبذلك اثبتت الفاشية المتسترة خلف الشعارات الدينية بانها اخطر من جميع اسلحة الدمار الشامل , لانها باختصار سلاح تدميري منفلت من عقاله! ويهدد بالدمار الشامل وحدة الوطن والشعب في العراق وهم يتهيأون لدخول العصر الحديث بعد قرون من تخلف الشعارات القومية والدينية المزيفة العجفاء.

منقول















رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »09:43 PM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي