انا الكمال بعينه والباقين حمقاء ساذجون !!!

[عبدالرحمن الهيلوم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الغالين :

كثيرون هم أولئك الذين يعتقدون أنهم على صواب وهم أبعد مايكونوا !
كثيرون هم أؤلئك الذين يعتقدون أنهم بحروفهم –المشوهه- يستطيعون الوصول للكمال !

من الأوصاف التي تميّزهم .. أنهم كثيروا الثرثرة .. ويعتبرون أنه كلما كثرت حروفهم فهم للقمة أقرب ..

لايوجد في قاموسهم كلمة (المجاملة) فهم يعتقدون أنك عندما تجامل أحداً فأنت تُظهر له جانبك الضعيف !
وعندما يجاملهم أحد فما هو سوى (متملق) يرجو منهم مصلحة أو غرض !


وعلى هذا .. فالإحترام عندهم يختص به فقط من يحبونهم ! وكأن الأحترام كُتب على الأحبة أما غيرهم فلا يستحق منهم سوى "الزعيق" و(طولة اللسان) !

إن اولئك النوع من الناس .. تنقصهم الثقة بأنفسهم وإن أظهروا خلاف ذلك وحاولوا أن يصوّروا لنا أنهم (عتاولة وأشاوس) لاتهزّهم ريح !

من أوصافهم أيضاً .. أنهم متناقضين ! وهذا برهان قاطع ودليل لايقبل الشك على إنعدام شئ أسمه (المبدأ) عندهم !

ولأنهم يفتقدون لمبدأ يسيرون عليه فتجدهم دائماً يتخبطون هنا وهناك ويتكلمون بما لايدركون وبما لاتسعه عقولهم الصغيرة !

يعتقدون أنهم أعلم الخلق وأن ثقافتهم واسعه وأن غيرهم ماهم إلاّ ( من سقط المتاع ) و ثلة من الحمقاء المغرّر بهم !

كرّهوا الجميع بأنفسهم بصراخهم وعويلهم .. وكثرة تذّمرهم .. فلايعجبهم العجب ..

يتميّز هؤلاء الاشخاص .. بنرجسية زائدة فـ قلما يخلو حديث لهم من كلمة (أنا) ! و يلي ذلك وصف مختصر لنفسه وعن مدى ذكائه وأنه صاحب المبدأ الأوحد وأن لاشبيه له من البشر !

يشتهرون بمبدأ (إقصاء الآخــر) ومن ليس معي فهو ضدي ومن معي فأحيانا يكون ضدي ! لايثقون إلاّ بأنفسهم ! ولذلك فأصدقائهم قلّة !

لعل الشعور بالنقص .. أو بالكبت التربوي الذي نشأوا عليه دور في ذلك .. فـ بمجرد مالاح لهم في الأفق البعيد أن هناك مساحة حرّة لطرح مايريدون .. هرعوا إليها .. وراحوا يصرخون فيها بأصواتهم النشاز وأفكارهم الغريبة ! ولعلهم أكتفوا بذلك بل زادوا الطين بلّة .. وأفقدوا المكان مهابته .. ورفعوا أصواتهم والسنتهم بوجه أساتذتهم .. ومن يكبرونهم عقلاً وعمرا !
ليتهم استغلوا تلك النافذة " نافذة الحرية" وعبّروا عن مدى نقصهم وعن مدى الكبت الذي عاشوه وطلبوا العون ! أو على الأقل .. تتلمذوا على يد من يكبرهم عقلاً وعمراً وخبرة !

إعتقدوا أنهم بزعيقهم –إياه- أنهم يرتقون عتبات المجد .. وأن لا أحد سبقهم إلى ذلك ! وأتخذوا من الصراحة ستاراً ووشاحاً يقيهم سوط العقاب عندما يخطئون !

أقول لهم : إرفقوا بحالكم .. وتعلّموا من غيركم .. وكلما ازددتم علماً .. كونوا على يقين أنكم كنتم جهلاء قبل ذلك .. ولايأخذكم الحماس فتقعوا بشرّ أعمالكم .. وعندما تنطقون بشئ .. كونوا على ثقة أنه قد يستخدم ضدكم في يوم من الايام .. لذا فحاسبوا على ماتتشدقون به !

لاتأخذكم العزّة بالأثم .. واقبلوا الحق ولو من جاهل أو كافر .. لاتغتروا بحالكم .. فتركنوا على ما أنتم عليه فيسحتكم ريحٌ عاصف فـ يعريّكم أمام الخلائق ! وحينها .. لن تجدوا مايستر عوراتكم فقد خلقتكم أعدائكم بأنفسكم !