الشيخ ساعد بن مطر الخديدي

[أبو الوليد]

الشيخ ساعد بن مطر الخديدي العتيبي رحمه الله
شيخ شمل قبيلة خديد ومن شيوخ عتيبة وبني سعد المعدودين وحكمائها وفرسانها الذين اشتهروا بالحكمة والشجاعة والحمية.
كان رحمه الله يحمي الجار ويكرم الضيف ويغيث الملهوف و مما يذكر عنه أنه أجار أحد أبناء شيوخ القبائل بعد أن احتمى عنده .. ولم يفك جيرته الا بعد ان دفع عنه الدية وأصلح بينه وبين قومه.
ورث الشيخ ساعد بن مطر الشجاعة والحمية والكرم وكان علماً بارزاً على مستوى قبائل عتيبة وبني سعد والقبائل المجاورة لها وكانت قبيلة خديد في عصره ولا تزال أهل حميةٍ ونخوة كما اشتهر عنهم سواءً في السراة وفي الدار الحمراء أم في بقية قراها وأوديتها لما لهم من قصص رائعة في الكرم والشجاعة واغاثة الملهوف ونصرة الحق وذلك استمرارا للارث العظيم الذي تتميز به قبائل بني سعد خاصة وقبائل عتيبة عامة.
وكان الشيخ ساعد بن مطر من المعاصرين للملك عبدالعزيز رحمه الله ومن المقربين لديه اذ زاره في الطائف عدة مرات.
ومن المقربين عند الامير سلطان بن بجاد رحمه الله ولذلك قصة معروفة أوردها أحد الشيوخ المرافقين للشيخ ساعد في ذلك الوقت.
وذلك عندما وصل الأمير سلطان بن بجاد ودخل الطائف واستقر به المقام افتقد لشيوخ بني سعد وسأل عنهم وقال أين هم شيوخ بني سعد وارسل ليحضروا عنده ويتعرف عليهم إذ لم يسبق أن عرفهم من قبل ولكن سمع عنهم ممن حضر مجلسه من القبائل الأخرى.
وعندما حضر ساعد بن مطر من خديد من النفعة ومعه قليل بن عايد من الثبتة ومن معهم من شيوخ بني سعد اكرمهم خيرتكريم وقربهم في مجلسه.
لكن سلطان بن بجاد عاتبهم على عدم حضورهم بحكم أنه يمثل الحكومة في تلك الفترة بقوله ( لماذا لم تستقبلونا يوم سمعتوا دخولنا الطائف )؟
فرد عليه ساعد بن مطر بجرأته المعهودة : لو استقلبناكم ما كان دخلتوا الطائف ، قالها ربما كان مازحا عندما رأى احتفاء سلطان بن بجاد وتقديره لهم .
ولفت نظر الأمير سلطان بن بجاد قوة الشيخ ساعد ونظراته القوية وفصاحة لسانه ولفت نظره أيضا طول شواربه .. مما أثار حفيظته لاعتقاده بأن تطويل الشوارب يتنافى مع تعاليم الدين التي كان الملك عبدالعزيز رحمه الله ورجاله حريصين عليها .
فقال له ولعله كان يستثيره لما رأى عليه من الحمية والشجاعة : يا الشيخ ساعد ( الشرع ينهي عن تطويل الشوراب وش رايك تخفف منها ) !!
فقفز الشيخ ساعد بن مطر من مكانه ووقف أمامه وقال بصوت جاهر : أنا أبو حامد وكانت هذه كنيته ( نحسبك يا سلطان جيت من نجد تطول شواربنا ما جيت تقصرها ) ؟
فقام إليه الأمير سلطان وهدأ من روعه واعتذر منه وقال : لا و الله الا جينا نطولها ما جينا نقصرها ، وعندها طيب خاطره وأكرم ضيافته هو ومن معه ، وأكملوا حديثهم في شؤون قبائلهم ، وما لهم وما عليهم ، وعندما ودعه قال له سلطان :ما دام انا في الطائف ما استغني عنكم..
وكان دائما يزوره في الطائف طوال فترة بقائه هناك .
وكان للشيخ ساعد بن مطر هو وسائر مشائخ بني سعد مواقف مشرفة مع الحكومة السعودية ومع الأمير سلطان بن بجاد رحمه الله ، خاصة بعد أن عرفوا العدل والأمن والأمان في ظل دولة التوحيد ، ونتج عن هذا التقدير وهذا الاهتمام أن أنشئ فيما بعد أول مركز حكومي لبني سعد في الدار الحمراء ، ثم فيما بعد نقلت الإمارة إلى السحن نظراً لتوسط السحن بين قبائل بني سعد.
هذه نبذه مختصرة جدا عن الشيخ ( ساعد بن مطر الخديدي العتيبي ) وهي لا تفيه حقه رحمه الله رحمة واسعة.

التوقيع

https://twitter.com/abalwled عَظيمةٌ أنتِ يـا أرضَ الرسَـالاتِ = يا مهبطَ الوحي فِي خَتْـمِ النبـوَّات أنْتِ السُّعُوديَّةُ العَلْيَـاءُ فِـي شَمَـمٍ = تَعْلُو عَلَى كُلِّ مَنْ تَحْـتِ السَّمَـوَاتِ