فرج يعود إلى المملكة بعد أن أعياه التعب وأنهكته الغربة

[أبوثنتين]

طاف شوارع دبي بعد 40عاماً قضاها في الإمارات بعيداً عن أسرته


دبي - علي القحيص:

بعد أن تلاطمته امواج البحر وتلاقفته السواحل الخليجية من المنطقة الشرقية الى شواطئ دبي، ليستقر به المطاف في مستشفى راشد في مدينة دبي بعد اصابته بمرض السل، وتخاطفت اخباره وسائل الإعلام الاماراتية والسعودية ما بين متعاطف مع قضيته الانسانية وما بين مشكك بهويته وانتمائه الى المملكة العربية السعودية.
وتابعت "الرياض" قضية المواطن فرج بن عبدالله الفاضل الذي تجاوز عمره الثمانين عاماً والذي اتى الى دبي تائهاً في رحلة صيد من "دارين" حيث (اصطادته الاقدار) لتنخر السنون ذاكرته لدرجة انه لم يعد يعرف صورة زوجته التي توفيت اثناء غيابه ولم يعد بامكانه تذكر اسماء الشوارع التي احبها.

حيث توجهت "الرياض" الى المستشفى الذي يرقد فيه فرج، وكذلك استفسرت من القنصلية السعودية عن حالته الانسانية ووضعه القانوني وما مدى امكانية اعادته الى بلده الذي يرغب بالعودة اليه، اذ انه لم يحمل عند خروجه من موطنه اوراقاً ثبوتية او مستندات رسمية لاثبات سعوديته كي تساعده على العودة الى وطنه.

وبعد ظهر أمس الاربعاء احضر اهله صكاً شرعياً موثقاً من المنطقة الشرقية يؤكد انه من ابناء الدمام واستخرجت له القنصلية السعودية وثيقة سفر ليعود بها الى المملكة مساء امس (الاربعاء) بصحبة ابنتيه (خديجة وطيبة) واحد اقاربه خليفة العميري الذين قدموا من الدمام لاستلام والدهم المتعب، وقال الاستاذ منيف العنزي نائب القنصل السعودي العام ل"الرياض" بتوجيه من القنصل السعودي العام قامت بتسليم تذكرة مرور خاصة لفرج بن عبدالله الفاضل ليعود الى وطنه وذويه وانهاء معاناته الانسانية. وبهذا انهت القنصلية السعودية قضية فرج وبادرت بمنحه تذكرة المرور التي حصلت "الرياض" على صورة منها لتكون اول وثيقة رسمية تمنح لفرج بتاريخ 2007/12/5ليتمكن من خلالها من العودة الى احضان الوطن ومدينة جزيرة دارين الذي تاق لها شوقاً بعد فراق دام اربعين عاماً قضاها في مدينة دبي وآخرها الاشهر الثلاثة راقداً في مستشفى راشد، بعد ان تقطعت به السبل وانهكته الغربة واعياه المرض.

وطاف فرج في شوارع منطقة ديرة بمدينة دبي برفقة ابنتيه حيث تجول مودعاً المدينة التي احتضنته اكثر من 40عاماً.

وذكرت ابنتاه انهما قامتا بتجهيز غرفة لوالدهما في منزله جزيرة دارين زودتاها بكافة وسائل الراحة ليعيش فيها.

واضافتا بأن جيران (فرج) تبرعوا بعدد من الأغنام وقدموا مبالغ مالية كهدية لجارهم القديم الجديد، وربما يلهونه برعي الأغنام كي لا يفكر في الذهاب إلى البحر مرة ثانية. وأخيراً فرج الله كربة فرج وعاد إلى مملكة الإنسانية، ليعيش في مدينته بين أهله ما تبقى له من العمر.

جريدة الرياض