هدّامة : هي صحفه كبيرة جدا عند الهيضل لتقديم الطعام وليست صينية كما يعتقد البعض، فهي مصنوعة من الخشب النادر ، يقدم فيها الطعام فيما مضى من الأزمنة والدهور ، وكان الجوع صفة ذلك العصر المتقلب - الغزو والصراع القبلي من الأمور المألوفة حيث يجدون في ذلك فرصا لكسب العيش والغنائم ، حيث كانت المعيشة صعبه وقبيلة عتيبة تعج بالفرسان الأبطال الذين برزت شجاعتهم وإقدامهم حيث جروا الجيوش وخاضوا المعارك بمهارة وجرأة منقطعة النظير، وكان الكرم من صفاتهم الحميدة التي تميزوا بها هؤلاء القادة في ذلك الزمن الشحيح
ومن أمثلة ذلك: الشيخ مرزوق بن محسن الهيضل الذي كان شيخاً عظيماً، وفارسا مقداما ، وقائدا ماهراَ ،كريماً وجريئاً .
"هدّامه"
يقال عن هـّدامة ، في وصف حجمها بأنهُ لا مثيل لها في الجزيرة ، فهي كبيرة جداً ، يبلغ قطرها عدّة أمتار، وتوضع فيها الولائم ، حيث تبرّك عليها الإبل كاملة كما هي، فيأكل منها الجميع والجدير بالذكر أن هدّامه : يأكل منها أفراد القبيلة بالتناوب وما زاد فيها من طعام ، تأكل منه خيولهم حتى تشبع، ( رحم الله راعي هدّامه وغفر له وأسكنه فسيح جناته.)
وهدّامه هذه تعود للشيخ مرزوق بن محسن بن مرزوق الهيضل ورثها عن والده محسن الذي ورثها بدوره عن أبوه وعن جدّه (رحمهم الله جميعاً ).
وما روي ونقل عن السابقين رحمهم الله وبإجماع كبار السن الثقاة ، ومنهم الهياضله وكبار السن من الدعاجين : يؤكدون بأن هدّامه كانت دائماً عامرة لدى الشيخ مرزوق الهيضل فقد سمّيت في وقته بمرزوقة نسبة لأسمه فكان من ألقابه راعي هدّامه – وراعي مرزوقة .
عزيزي القارئ نحن هنا نسجل شيء من التاريخ - جزء بسيط من الكرم الحاتمي لشيوخ ورجال قبيلة الهيلا، الذين لن نوفيهم حقهم مهما فعلنا أو قلنا وللأمانة التاريخية نضعها بين أيديكم هنا كي لا تضيع هذه الأمور الهامّة مع مرورالوقت ، لأن بعض من هذه الأمور لم يسجل منها في الكتب سوى القليل جداً، وبقيت أغلبها حبيسة صدور كبار السن والشيب فضاع جلها وعدم توثيقها يجب أن يقلقنا لاحتوائها على معلومات قيـِّمة تعد مفخرة لكافة أبناء قبيلة عتيبة .
يذكر أن الشيخ مرزوق في آخر حياته، ( رحمه الله ) وضعها عند أهل الاثلة ، ولا تزال ( وضاعة ) عندهم حتى يومنا هذا .
تقبلوا تحياتي