حكاية اليوم قديمه وهي من قصص الغوص ، وتدور الحكايه عن رجلان من الباديه وكانوا لاول مره يسافران ويمتهنان حرفه الغوص طلبا للرزق ، حيث ان احوال العرب قديما كانت في ضيق شديد والرجل يتغرب طلبا للرزق ليعين نفسه واهله ، وكان اسم الاول دليم والثاني حمود ، وعندما وصلوا البحر جاؤا الى مركب للنوخذه المناعي من اهل شرق بالكويت ، وركبا معه وفي طرقهم بالبحر اتفقا مع النوخذه المناعي ان يكون دليم هو الغواص ، وحمود هو السيب الذي يجذب دليم ، فلما وصلت السفينه لاحد المغاصات العميقه وبدوا الرجال في النزول الى الاعماق بحثا عن المحار ، نزل دليم مع النازلين وكان لاول مره ينزل للبحر ، وكان كلما خرج واذا معه مجموعه كبيره من المحار اكثر من الغواصين زملائه ، فدهشوا منه وتنبه النوخذه له واخذ يقدره عن بقيه الغواصين ، وكلما نزل مره اخرى جاب اكثر مما جاب من المحار ودهشوا اكثر واكثر واخذوا يتهامسون فيما بينهم اننا نحن اهل البحر ماجبنا مثل هذا البدوي ، لكن الرازق هو الله تعالى ، وفي مره من المرات خرج دليم من البحر وسلته مملوئه بكبار المحار ونظر اليه حمود الذي كان هو السيب واثنى عليه فما كان من دليم الا ان اجابه قائلا:
لا طالت الكفه ومحار حدره
ومصقولة بالهير قامت تلوحي
اخذ على الصبيان كره وفره
كله لعين الجادل اللي مزوحي
فأجابه خويه حمود قائلا:
كب الحكايا دليم بالك تهذره
طول النسم من لوهة اللي سبوحي
لي بندقن تحميك يمنا ويسره
وعيناك لاجن الركايب طفوحي
والكفه : هو الماء الغزير
المصقوله : هي المحارة الكبيرة التي تظهر بالماء الصافي
نرجو ان تحوز على اعجابكم وشكرا لتواصلكم
-------------------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم ابن نجد