محمد الهبدان
لا تزال وزارة العمل تسير في طريق يوصل إلى نفق مظلم وهو الاهتمام بتوظيف النساء على حساب الشباب وما الحملة التي يقوم بها مركز المرأة السعودية الإعلامي بالتنسيق مع وزارة العمل إلا مثالا على ذلك ، وفي الوقت ذاته نرى إهمالا واضحاً في الاجتهاد بالقضاء على بطالة الشباب ولا أدل على ذلك من هذا الخبر الذي نشر في جريدة اليوم ـ الخميس 2/11/1427هـ
( تدافع أكثر من 5 آلاف شخص أمس للحصول على وظيفة جندي من 50 وظيفة شاغرة بعد قبول 350 متقدما من إجمالي الوظائف المعلن عنها وهي 400 وظيفة بالإدارة العامة للأدلة الجنائية ) وغيرها من أخبار ماضية كما في جريدة الجزيرة الخميس 22 ربيع الأول 1427هـ بعنوان ( أكثر من 10 آلاف متقدم على 500 وظيفة بمعهد الجوازات )
أيها القراء الكرام .. إن الدين والعقل والفطرة كلها تؤكد أن الأولوية في الاهتمام بتوظيف الشباب لأهمية المسارعة فيه وخطورة مزاحمة الفتيات لهم وظيفياً مما يزيد نسبة البطالة في أوساطهم ثم ما يترتب على ذلك من آثار اجتماعية وأمنية وسياسية .
إن توظيف شاب عاطل يحقق إعالة فتاة وكفايتها ،لأن توظيف الشباب سوف يشجعهم على الزواج وبناء الأسر ، فنكون بذلك كفينا شخصين وأنشأنا أسرة باعتبار أن نفقة المرأة واجبة شرعاً على الرجل وبذلك نحقق إنهاء حالة البطالة و التقليل منها ومن آثارها السلبية ، ونقضي على العنوسة ونحقق استقرار المجتمع وإننا نؤكد على هذه الأولوية للشباب لأن المرأة مكفولة النفقة في كل مراحل حياتها ، فهي تحت رعاية كل من أبيها بنتاً ، وزوجها زوجة وأولادها أماً بخلاف الرجل المطالب شرعاً بالنفقة في كل الأحوال على المرأة .
إننا إذا وظفنا فتاة فسنسد الطريق على شاب عاطل لأن الوظائف في المجتمع مهما كثرت فهي محدودة ، مما يضاعف مشاكل المجتمع الناتجة من الآثار السلبية غير المباشرة لتوظيف المرأة والآثار السلبية المباشرة لبطالة الشباب ..
أرى خلل الرماد وميض نار = ويوشك أن يكون لها ضـرامُ
فإن النار بالعودين تذكــى = وإن الحرب مبدؤها الكـــلامُ
فإن لم يطفها عقلاء قــوم = يكون وقودها جثث وهـــام
ُ
إننا ندعو إلى النظر الواقعي إلى عمل المرأة مراعاة للحاجات الخاصة والعامة في ظل التزام ضوابط الشريعة وآدابها تحقيقاً لمبدأ العفاف بفتح ذرائعه ومنعاً لانتهاك الأعراض بسد ذرائعه ، وهذا هو العدل الذي جاءت به الشريعة الغراء، لا السعي الحثيث في إخراج المرأة من بيتها كيفما اتفق ، وترك الشباب بلا وظائف .
كتبت ذلك معذرة إلى ربي، والله أسأل أن يبارك لي في كلماتي هذه، وأن يبلغ عني، اللهم قد بلغت، اللهم قد بلغت، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد