بسم الله الرحمن الرحيم
لواء المبشرات
يخوض أكثر الناس في أمر هذه الحرب ومستقبل العراق ويستندون في ذلك إلى ما تبثه القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية و في هذه الأخبار من الكذب والغش والخداع والتضارب ما لا يخفى على أحد وكل هذه التحليلات لا تخرج عن كونها تخرصات وتوقعات تعتبر في كثير من الأحيان من قبيل الرجم بالغيب هذا لو سلمنا بأن المعلومات التي استندت إليها كانت صحيحة وصادقة ومع ذلك فهي لا تواجه بالإنكار والهجوم مهما كانت سخيفة وبعيدة عن التحقق على أرض الواقع لكن في المقابل حينما يأتي الكلام مني ومن غيري ممن رفعوا لواء المبشرات تجد العكس ، هذا مع أننا سلكنا طريقاً شرعياً للتعرف على الغيب جاء في كتاب ربنا وفي سنة رسولنا صلى الله عله وسلم وفي هدي سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ومن اتبعوهم بإحسان إلى يومنا هذا ، وهذا يشبه ما تفعله الأنظمة الحاكمة وما تتبعه من سياسات علمانية في التعامل مع رعاياها، فأنت إذا قمت بكتابة مقال تنتقد فيه السياسة الداخلية أو الخارجية للدولة أو قمت بانتقاد أي نظام حاكم عربي أو غربي ، فإن الأمر يكون عادياً ، ولكنك إذا أردت أن تقرأ هذا المقال أو تقول مثله في المسجد على شكل خطبة أو موعظة وجدت العجب العجاب لقد خرجت عن حدود الوعظ والإرشاد لقد أقحمت السياسة في الدين ولا سياسة في الدين وهذا منطق بني علمان لعنهم الله وأخزاهم في الدنيا والآخرة .
فاصبروا أيها الأحبة فإن هذا من الابتلاء و إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ، ولا يضركم سخرية الساخرين فلقد سخر أقوام من أنبياء وأتباعهم فلمن كان الظفر ولمن كان النصر ؟! قد يقول البعض إنكم تجزمون وتحلفون وغيركم من المحللين إنما يذكرون ذلك على سبيل التوقع ولا يجزمون !!! ..
فنقول : إذا جزمنا وحلفنا على ما يغلب على الظن حدوثه فلنا في ذلك أسوة بسلفنا الصالح رضوان الله عليهم فلسنا بذلك مبتدعة ولا خلفيون ولقد رسم لنا علماء سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى منهجناً سلفياً في التعامل مع الرؤى اتبعناه و سلكناه لما ظهر لنا قوتهم فيما أوردوه من حجج وأدلة وبراهين رسموا بها هذا المنهج ، ولم نجد من يخطئهم ويبين زلتهم – إن زلوا – بالدليل حتى نتقيَ خطأهم فنحن بهذا المنهج مستمسكون وعليه سائرون لا يضرنا من خالفنا وخذلنا وسوف ينصرنا الله بحوله وقوته ويظهر لمخالفينا خطأهم في التنقص والتهجم علينا ونحن نحتسب على الله أن يثيبنا ويؤجرنا على ما نقوم به لأننا متبعون ولسنا مبتدعين ونرجوا الله أن نكون من المخلصين .
سيروا على بركة الله أيها الاخوة وارفعوا لواء المبشرات عالياً ، لا توقفنكم الأقلام المأجورة ، ولا الأقلام الجاهلة ، ولا الأقلام الحاسدة التي تريد منا أن نكون مثلهم مرجفين ومخذلين ، كونوا ممن يبعث الأمل في نفوس هذه الأمة المقهورة الذليلة الضعيفة وهذا لعمري من أكبر العوامل التي تنشط هذه الأمة ولا تجعلها تفقد الأمل في أن تعود لها العزة والكرامة والتمكين إنهم يائسون يريدون منا أن نكون يائسين مثلهم ، نحن رفعنا لواء المبشرات وهم سقطوا في بؤر المنفرات و نحن سلكنا مسلك الفأل وهم سلكوا مسلك الطيرة والتشاؤم ، ولا يضرنا أنهم فهموا الحق الذي رفعناه وتبنيناه ،أنهم فهموه على وجه باطل فقالوا عنا : مخدرين ومثبطين ، فالقرآن كلام الله وكله حق وقد كان لقوم هداية ونوراً ورحمة ، ولكنه مع ذلك كان سبباً في ضلال وشقاء قوم آخرين من أهل الكفر و البدع والخرافة الذين سلكوا به مسلك المغضوب عليهم والضالين ، ولم يتبعوا فيه منهج الأئمة الصادقين العاملين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حينمـا قـال :" إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين " اللهم ارفعنا بهذا الكتاب الكريم و اجعلنا به عاملين ولما جاء فيه من الأخبار والمبشرات مصدقين ... اللهم آمين ..