الشيخ ساجر الرفدي - الفارس المعروف - حل عليه شاب اسمه خليف - شاكيا من تقصير جماعته وتركه بعد ان رحلوا عنه ، فواساه الشيخ بان انزله عنده واعطاه ما يحتاجه وكان مع خليف هذا أمه 00 خليف هذا كان دائماً متسرعا في تصرفاته 00
وفي احد الايام ذهب الشيخ ساجر للقنص ، فاخذ خليف معه ، واثناء الرحلة ظهرت ارنب فارسل خلفها كلبه المدرب ( السلوقي ) وبينما الكلب يطاردها اراد خليف ان يقتل الارنب فأخطأها واصاب الكلب فقتله 00
وفي هذه الاثناء ، قفزت ارنب ثانية فارسل الشيخ ساجر صقره ولكن خليف اراد ان يكفر عن غلطته فصوب بندقيته نحو الارنب ليقتلها فقتل الصقر 00
كظم الشيخ غيظه ورجع صامتا في حال من الضيق وكان الوقت قبيل الغروب وهم في شهر رمضان ، فاراد ان يجهز القهوه فلم يجد من البن ما يكفيه الا لعمل دله واحده ،
وحين فتش عن الدخان لم يجد الا القليل الذي يكفيه هذه المره ، فقام بوضع الدخان في الغليون ( السبيل ) وهيئه على جانب من النار وشرع في اعداد القهوه ، فلما جهزت وضعها في الدله بجانب النار وجلس ينتظر موعد الافطار 00
اما خليف فلما رجع اخبر امه بقتله السلوقي والصقر ، وعرفت امه فداحة ما افترق بخاصه وان السلوقي والصقر بذاك الوقتلهما مكانه عظيمه ، فالقنص كان من مصادر الرزق وليس مجرد هواية كما هو اليوم ، لذلك طلبت امه ان يسرع ويعتذر من الشيخ ويقبل راسه طالبا منه الصفح 00
فجاء خليف 00 وحين اصبح قريبا من الشيخ اسرع بخطاه ليقبله ، فداس على الغليون وكسره ، فلما احس بذلك رجع فركل الدله بقدمة فسكب ما بها
عندها صاح الشيخ ساجر وهو يكاد ينفجر من الغيظ :
وش سويت يا خليف ؟ قتلت الكلب والصقر 00 وكسرت السبيل 00 وكفيت الدله 00؟
ثم ان الشيخ طلب منه ان ياخذ من الحلال ما يشاء ويرحل هو وامه 00 وقد قال يصف ما حدث من مواقف بهذه القصيده :
نتمنى ان تحوز على اعجابكم
كتاب البدو االظرفاء 00 للشاعر و المؤلف بدر الحمد