![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() .. رحلة حياة .. مضت سنة وأخرى على تخرجه من الثانوية وما ترك بابا إلا وطرقه ولم يعد إلا بخفي حنين , تحطمت آماله على سواحل الواسطة والمحسوبية , كان يحس الأيام تركض وهو لم يحقق شيئا من أحلامه , يرى في عيني والديه نظرة الإشفاق والرحمة فكانت تعذبه أكثر مما تواسيه , ضاقت به الأرض بما رحبت , فقرر الهجرة من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي حيث شركات النفط والفرصة أكبر , جمع أوراقه وشهاداته وبعد يوم شاق صلى العصر في الجامع ثم ودع أمه وأباه وأشقائه , ركب سيارته وأخذ يتفحص منازل الحي بنظرة توحي بأنها نظرة الوداع الأخير , توقف عند أحد المنازل وأطال النظر فيه وكأنه يبث أشواقه إلى ساكنيه , إنطلق والأمل يحدوه أن يجد عملا يعيده للحياة مرة أخرى , سافر حاملا أماني السعادة وأحلامه الوردية , وما إن بدأ البنيان ينفسر عنه وهو يدخل في عمق الصحراء حتى بدأ الليل يسابقه إليها قادما من الشرق , يبتلع كل مامر عليه فابتلع تلك السيارة وصاحبها , إتشحت الدنيا بالسواد فلم يعد يرى إلا نجوم السماء من على يساره , وأضواء محطات الوقود من على يمينه , تجاوز أول محطة ولم يلتفت إليها , ولاحت له من بعيد أخرى فتردد في الوقوف عندها , ثم قرر تجاوزها على أمل أن يصل لأفضل منها , طريق طويل سرمدي في ليلة باردة مظلمة , أنوار السيارات تظهر من بعيد فجأة فيسعد لرؤيتها ثم تقترب فيأنس بها وينشرح لها صدره , ثم تفارقه مبتعدة فيشعر بالكآبة , في بداية مشواره كانت السيارات متفرقة وقليلة جدا , ثم بدأت تنقطع عنه بالتدريج حتى تلاشت كليا فأحس بالوحدة والوحشه , وكأن آماله تنقطع معها , سار وسار وبدأ الأمر يثير إستغرابه فقد إنقطعت عنه جميع الانوار وبدأ كأنه يبحر في بحر لجي , ولم يعد يرى أي أنوار, لا سيارات ولا محطات وقود بل حتى القرى لم يعد لها أي أثر , وبدأ الخوف يدب في أوصاله , وندم على إضاعته الفرصتين لتعبأة الوقود , ثم أخذ يشجع نفسه إنها ليال الشتاء , ربما سوء الأحوال الجوية تسبب في انقطاع الكهرباء , وخزه الجوع فتذكر أنه لا يحمل معه أي مؤونة , إستمر في رحلته وحيدا وبدأ يشغل باله وقود سيارته فأرتعب من فكرة نفاده قبل أن يصل لأي مكان , ازداد قلقا وخوفا ,إستمر في رحلته واخذت الشكوك تساوره هل هو على الطريق الصحيح أم أنه سلك الطريق الخطأ فأزداد رعبا , إجتمعت عليه ظلمة الليل وبعد المسافة مع الوحدة والخوف , مصحوبة بالبرد والجوع فتضاعفت معاناته , استمر في رحلته عله يجد قرية تؤانسه أو نورا يعيد الأمل إليه , واصل قيادته واخذ يحدث نفسه لو كنت على الطريق الصحيح أين القرى بل أين العاصمة هل تلاشت فجأة كغيرها , يا الله العاصمة , إذا إختفت فأين يذهب المحتاج وبمن يلوذ الخائف , يفترض أني قد وصلت إليها , إستمر في سيره وأستمرت همومه معه وهو يأمل برؤية العاصمة لعلها تكون طوق النجاة , جاهد نفسه حتى أيس من رؤيتها , فتابع رحلته بإتجاه الشرق , أجهده السفر وبلغ منه الإعياء مبلغه فأخذته إغفائه وهو يقود سيارته ولم ينتبه الإ بعد خروجه من على الطريق , كاد أن يهوي على أثرها في مجرى أحد الاوديه , أوقف سيارته وأحكم إغلاق الأبواب وقرر إنتظار الصباح والمبيت بداخلها , لم ينتبه من نومه إلا وحرارة الشمس تلسع وجهه , رفع رأسه وإذا البحر أمامه , يمتد إلى مالا نهاية , لم يستوعب , أغمض عينيه , هز رأسه بعنف , مسح عينيه , عدل مرآة سيارته , نظر فيها , فهاله البياض الذي يكسو شعره . .......... فواز أبوخالد . >>>>>>>>>> |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |